الأسهم الأمريكية تتجه نحو تسجيل أول تراجع منذ 7 أيام    الاتحاد الأوروبي: سنراجع اتفاقية الشراكة مع إسرائيل    موسى ديابي يقود تشكيل الاتحاد ضد الشباب في الدوري السعودي    إصابة شخصين إثر سقوط أسانسير من الطابق الثاني في البحيرة    توقيع بروتوكول تعاون لتشغيل مبنى السلطان حسين بالإسكندرية وتحويله إلى مركز للعرض المتحفي والفني    أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا لإنهاء جدل زواجه من سعاد حسني وتطالب عائلة السندريلا بتقديم أصل عقد الزواج العرفي    بسمة نبيل تنضم إلى فريق عمل فيلم بنات فاتن    «نقيب المحامين» يحذر من التصعيد الفردي في أزمة الرسوم القضائية    هربوا من الحر فاحتضنتهم الترعة.. نهاية مأساوية لثلاثة أطفال غرقوا بقرية درين في نبروه بالدقهلية    الجامعة العربية ترحب بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء في السودان    وزير العدل يتفقد أعمال تطوير محكمة جنوب الجيزة الابتدائية    القباني: معسكر الإسماعيلية أفاد الزمالك.. ولا نفكر سوى في مباراة بتروجيت    محافظ الإسكندرية: السيسي وجّه بإحياء «أبومينا».. والتطوير يشهد إشادة من اليونسكو    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجه ال 26 بأسوان    الإسكان: تفاصيل طرح سكن لكل المصريين 7 غدا ومميزات المبادرة    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    أول رد من بيراميدز على تصريحات سويلم بشأن التلويح بخصم 6 نقاط    اتحاد الكرة يستقر على تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات    بآلة حادّة.. شاب يقتل والدته جنوبي قنا    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    وزير السياحة: إنقاذ "أبو مينا" الأثرية يحظى بإشادة اليونسكو بفضل توجيهات السيسي- صور    غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    لتجنب الإصابات.. الزمالك يعيد صيانة ملاعب الناشئين بمقر النادي    لابورتا: لامين يامال مشروع نجم مختلف عن ميسي    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك بث مباشر اليوم في نصف نهائي دوري سوبر السلة    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يعرب عن تقديره لدور «السعودية» الداعم للقضايا العربية    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي للمنطقة الغربية العسكرية    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    الصور الأولى من كواليس فيلم «بنات فاتن» بطولة يسرا وباسم سمرة    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    حكومة بلجيكا تتفق على موقفها بشأن الوضع في قطاع غزة    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمین العام السابق ل«قومي المرأة» فرخندة حسن: علاقتي بسوزان بدأت من أیام الجامعة
نشر في التغيير يوم 28 - 02 - 2012

في مكتبھا المتواضع بأحد أحیاء المھندسین عوضا عن المقر الفاخر للمجلس القومي للمرأة الذي تم حرقھ والإتیان على كافة محتویاتھ أثناء ثورة 25 ینایر من العام الماضي، تستقبل ضیوفھا بابتسامة هادئة كعادتھا. وفضلت عدم الخوض في السیاسة.. إنھا فرخندة حسن، الأمین العام للمجلس القومي للمرأة ورئیس لجنة التنمیة البشریة بمجلس الشورى سابقا. واعترفت فرخندة حسن في حوار مع «الشرق الأوسط» بأنھا نادمة على عشر سنوات من حیاتھا قضتھا في العمل في «المجلس القومي للمرأة»، قائلة إن هناك نیة مبیتة لتشویھ كل ما لھ علاقة بالنظام القدیم. والمعروف أن المجلس القومي للمرأة كان تحت رئاسة سوزان مبارك قرینة الرئیس السابق.
وقالت أيضا إنھ لا یوجد شيء في مصر یسیر بلا واسطة، معربة عن توقعھا بأن یأتي التغییر من الشباب الواعي، وقالت عن علاقتها بسوزان مبارك إنھا بدأت من أیام الجامعة، حین كانت سوزان طالبة دراسات علیا في الجامعة الأمیركیة، وأضافت فرخندة حسن أن وصف «الفلول»، الذي أطلقھ المصریون على من كانوا یعملون مع النظام السابق، أزعجھا لبعض الوقت، إلا أنھا أضافت قائلة إنھا على یقین بأن الشعب دمھ خفیف وأطلق الكلمة وكررها رغم أنھا لیست في المكان المناسب. وعن استدعائھا للتحقیق من جھاز الكسب غیر المشروع، قالت إنھا ذهبت ومعھا كل الأوراق التي تؤكد شرعیة ثروتھا وثروة عائلتھا، وإن «الموضوع أغلق». ورغم الأذى والتجریح الذي تقول إنھا تعرضت لھ على مدى عام كامل هي وأسرتھا، بسبب قربھا من قرینة الرئیس السابق، اعترفت حسن أنھا ما زالت تحب سوزان مبارك، معربة عن عدم قدرتھا على أن تنافق أو تكذب حتى ترضي أحدا، مشیرة إلى وجود «تعمد واضح لتشویھ صورة المجلس». وعن واقعة حریق مبنى المجلس القومي للمرأة الذي یقع ضمن مجمع كان فیھ مقر الحزب الحاكم سابقا ومقار لعدة مؤسسات أخرى، قالت فرخندة حسن إن كامیرات المراقبة أثبتت أن أشخاصا مدربین اقتحموا مبنى المجلس بعد یومین من قیام ثورة 25 ینایر، ونھبوا ما فیھ من أوراق وأجھزة حفظ المعلومات، وأشارت إلى أن الجھات المسؤولة عن التحقیقات لم تكشف شیئا إلى الآن، ولم توجھ أصابع الاتهام لأحد.
وأضافت فرخندة حسن، ردا على من یقولون إن المجلس القومي للمرأة كان یمھد لتوریث الحكم من مبارك الأب إلى جمال مبارك، وأنھُس ِّخر لتحقیق رغبات قرینة الرئیس السابق، أن «هذا غیر صحیح بالمرة»، مشیرة إلى أن المجلس لم یكن لھ أي دور في عملیة التوریث من قریب أو من بعید. وإلى أهم ما جاء في الحوار..
============================================================================
* بعد عشر سنوات من العمل كأمین عام للمجلس القومي للمرأة ما الأسباب التي دفعت المجلس العسكري إلى أقالتك منھ؟
- لم تتم إقالتي من أمانة المجلس (القومي للمرأة)، ولكن المجلس العسكري (الحاكم) أعلن عن إعادة تشكیل المجلس وتغییر أعضائھ، وبما أن الأمین العام عضو من الثلاثين فتم تغییري وكان هذا متوافقا مع انعقاد الدورة الرابعة للمجلس. وما یحدث الآن ما هو إلا التشكیل الرابع للمجلس، وهذا أمر طبیعي ومنطقي، وسأظل موجودة في المجلس لفترة بغرض تسییر أعمال المجلس لحین استكمال التشكیل الجدید.
* كانت أخبار المجلس وأعمالھ تملأ صفحات الصحف یومیا قبل الثورة أین ذهب هذا بعد الثورة؟
- هناك تعمد واضح لتشویھ صورة المجلس. والإعلام سن أقلامه الیوم ضدنا ولكننا طوال عام كامل لم نتوقف أبدا عن العمل. اشتغلنا على المرأة المعیلة بالقرى والریف وعملنا على مشروع القرض الدوار وإعطاء دورات في دراسات الجدوى للراغبات في إقامة مشاریع صغیرة والتعرف على الأصول السلیمة للتسویق لرفع الدخل وإدماج المرأة في خطة الدولة.
* صرحت بأن الأوراق الرسمیة بالمجلس القومي للمرأة سرقت قبل حرقھ.. هل هذا یعني سرقة عشر سنوات من عمل المجلس؟
- كامیرات المراقبة أثبتت أن هناك أشخاصا مدربین اقتحموا المجلس یوم 28 ینایر (بعد یومین من قیام ثورة 25 ینایر)، وقاموا بتقسیم أنفسھم إلى فرق كل في اختصاص.. فك هارد دیسك (الأقراص الصلبة) للكومبیوترات. لم الأوراق والمستندات حتى المصاحف من على المكاتب، وتمت سرقة سیرفر المجلس (مخزن المعلومات) بالكامل.. ویقدر ثمنھ بملیون دوϻر. وبذلك خسرنا مجھود المجلس على مدى عشر سنوات من الأبحاث والدراسات، والجھات المسؤولة عن التحقیقات لم تكشف شیئا إلى الآن، ولم توجھ أصابع الاتھام لأحد.
* بماذا شعرت وقت حریق مبنى المجلس القومي للمرأة؟
- كان قلبي یحترق معھ، وحتى الآن لا أستطیع النظر تجاه المبنى عندما أمر بجواره، فقد كان صرحا كبیرا للدولة. كان المبنى یضم مجلس حقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة وعدة بنوك ومؤسسة الدكتور جویلي.. صرح من صروح الدولة من فلوسنا نحن الشعب ومن أموال الضرائب. لمصلحة من ما حدث؟ لا أفھم.
* ما أسباب الھجوم الشرس على المجلس وسیاساتھ وقوانینھ بعد الثورة؟
- أشعر أن الناس مش فاهمة (لا تفھم ما یجري) وهم معذورون. وهناك من یرید هدم كل شيء یخص المرأة ولیس الإساءة إلى سوزان مبارك فقط، لأن من یعمل بالمجلس منظومة كاملة من 700 سیدة ورجل على أعلى المستویات العلمیة.
* لوحظ أن أغلبیة المھاجمین لدور المجلس القومي قبل الثورة من الجمعیات النسائیة؟
- نحن نعمل مع أكثر من 70 جمعیة نسائیة أهلیة بالریف والمدن، وجمیعھا تعمل لصالح إعالة المرأة الفقیرة والنھوض بحالھا. وجمیع الجمعیات الكبرى مناصرة لدورنا. وما دون ذلك یمكنك سؤالھم حول أسباب هجومھم على المجلس.
* البعض أصبح یقول إن المجلس القومي كان سببا في خراب الأسرة المصریة؟
- أرید إثباتا واحدا على هذا، ولیس كلاما فقط.. كل هذه الأصوات ترمي إلى تشویھ صورة حرم الرئیس السابق، ولكن للأسفَمْن یقول إننا خربنا الأسرة المصریة، أرد علیھ بأن دور المجلس القومي للمرأة كان اقتراح القوانین، والحكومة من كانت تنفذ، وأي مسألة كانت تتعلق بالشریعة الإسلامیة كنا نستفتي الأزهر الشریف، وكان هناك مستشارون أفاضل بالمجلس مثل تھاني الجبالي وفتحي حجاب وغیرهما كثیرون. وللأسف للیوم الناس لا تفھم طبیعة اختصاص المجلس، فدوره استشاري ولیس تنفیذیا، ودور الحكومة هو التنفیذ والمجلس تخصصھ وضع خطط للمرأة لإدماجھا في الموازنة العامة. جمیع التھم باطلة والناس تصدقھا، وعندما نكتب الحق یرفض الإعلام النشر وهذا سؤال یحیرني. لماذا تعمد التشویھ.
* هل تخافین على مستقبل المجلس القومي للمرأة في ظل مطالبات بإلغائھ؟
- عندما یقف عضو مجلس شعب ویقول إن (قانون) الخلع (الذي یعطي المرأة حق الانفصال عن زوجھا) أضر بالأسرة.. مع أنھ أمر من السنة (في الدین)، ماذا أقول لھ بعدها.. أكرر: نحن لم نشرع قوانین.. نحن اقترحنا أفكارا، والیوم على المرأة التمسك بحقھا الذي أعطاه لھا الله، وأنا عندي إیمان شدید بحكم الله، فقد ساوى بیني وبین الرجل في كل شي إلا المواریث، حتى تكون القوامة للرجل. أقول لمن ینادي بالإلغاء: طبقوا شرع الله ولیس شرع أي أحد آخر.. وتمسكوا بالدین، وبعدها ألغوا المجلس، فكل أب لدیھ بنت وولد یعمل على تعلیم البنت مثل الولد دون تفرقة.
* یقول البعض إن المجلس القومي للمرأة كان یمھد لتوریث الحكم من مبارك الأب إلى جمال مبارك، وإنھ ُس ِّخر لتحقیق رغبات قرینة الرئیس السابق؟
- غیر صحیح بالمرة. ولم یكن للمجلس دور في عملیة التوریث من قریب أو من بعید. ولم یكن لا مع ولا ضد، وكانت مھمة المجلس الأولى هي النھوض بوضع المرأة وإزالة أي تمییز ضدها. وسوزان مبارك كان دورها استشاریا.. صحیح هي قوى عظمى، ولكن هناك 30 عضوا كانت تأخذ آراءهم وكانت السیادة للأغلبیة.
* ولكن أغلب أعضاء المجلس القومي للمرأة كانوا من الحزب الوطني؟
- بالعكس.. لقد كانت هناك شخصیات وأسماء رنانة من خارج الحزب الوطني، منھم جابر عصفور، وأحمد كمال أبو المجد، وأمینة شفیق، والمستشار محمود غنیم، وأحمد جویلي.. أسماء لم تكن سترضى بھذا، فقد كان المجلس یضم جمیع الأطیاف والأحزاب وكل ممثلي الأحزاب كانوا یخلعون عباءة أحزابھم خارج المجلس.. كنا نتحدث عن المرأة وحقوقھا فقط. كنا مثالا لمؤسسة حكومیة لا حزبیة لإدماج المرأة في الخطة العامة (للدولة) فقد كانت هناك برامج لخدمة الرجل دون المرأة وكان یجب التوازن.
* هل سیسیر المجلس على نفس القوانین والاتجاهات السابقة؟
- یجب أن یسیر، لأن المجلس مؤسسة حكومیة ویحكمھا قانون، وإذا حاد المجلس عن هذه القوانین یمكن أن یتعرض للإلغاء.. المجلس علیھ عشرة تكلیفات علیھ الالتزام بھا. یمكن أن یغیر طریقة أو أسلوب التنفیذ، لأن لكل شخص أسلوبھ والتغیر مطلوب ربما یكون هذا..
* ما حقیقة استیلاء سوزان مبارك على أموال التبرعات المقدمة للمجلس؟
- المجلس جھة حكومیة لا تتلقى تبرعات من أي جھة وخاضعة للجھاز المركزي للمحاسبات، كما أن لھمیزانیة من الدولة ومعروف أوجھ إنفاقھا وهناك مراقب مالي من وزارة المالیة مقیم بالمجلس لا یترك صغیرة ولا كبیرة، بینما سوزان مبارك لا تعرف أي شيء عن الفواتیر، ولكن كانت تعرض علیھا تقاریر العمل وطوال عمرها لم توقع على فواتیر.
* هل حقا تم منعك من السفر من قبل جھاز الكسب غیر المشروع؟
- بعد الثورة قدم أحدهم بلاغا ضدي في الكسب غیر المشروع یزعم أن هناك تضخما في ثروتي.. واستدعیت للتحقیق، وذهبت ومعي كل الأوراق التي تؤكد شرعیة ثروتي أنا وجمیع أفراد عائلتي والموضوع أغلق. وبعد عدة أشھر كنت مدعوة لحضور مؤتمر دولي لتمثیل مصر وسألت في المطار هل هناك مانع؟ وكانت الإجابة لا. وفي المطار وجدت أن اسمي مدرج منِقبل الكسب غیر المشروع، رغم أن التحقیق انتھى من 9 أشھر، ولكن لم آخذ براءة ذمة، ولا اتھام محدد، وأسعى لمعرفة النتیجة، لأن هذا الموضوع سبب ألما لي ولأسرتي.
* بعد عام من ثورة 25 ینایر، ما رأیك فیھا؟
- عذرا.. أنا لا أرید الحدیث عن الثورة أو السیاسة نھائیا.
* إذن كمواطنة مصریة، ما رأیك في أوضاع مصر بعد الثورة؟
- كمواطنة مصریة أنا لا أفھم شیئا (مما یجري)، وعلمیا لا أستطیع إبداء رأي في أي موضوع قبل أن أفھم، ولكن ما أنا متأكدة منة أننا كلنا لدینا حالة قلق من الكبیر للصغیر سواء كان مع الثورة أو ضدها. هناك حالة قلق شدیدة وترقب من المواطنین أتمنى أن تزول سریعا.
* كنت محسوبة على النظام السابق هل یغضبك وصف «الفلول»؟
- جمیعنا كنا محسوبین على النظام ومن لم یكن محسوبا على النظام؟! وكلمة فلول بالتأكید أزعجتني بعض الوقت ولكني على یقین من أننا شعب دمھ خفیف أطلق الكلمة وكررها وهي لیست في المكان المناسب، لأن كلمة فلول في اللغة العربیة تعني جیشا انھزم وانسحب من أرض المعركة. الھجوم یجب أن یوجھ إلى من صنع فسادا في الحیاة السیاسیة، وأنا كنت في الحزب الوطني ولكن لم أتدخل یوما في السیاسة وكنت أغضب من القرارات الفجائیة وعارضت كثیرا وصرخت: لماذا لا یؤخذ رأي الأغلبیة. هل نحن مجرد منظر؟
* إذن من الذي أفسد الحیاة السیاسیة؟
- لا أحب ذكر أسماء لأن هذا لا یجوز الآن. إننا لسنا في مجال تصفیة حسابات، ولكني كنت أعارض وكان هناك العدید من المعارضین الشرفاء داخل الحزب مثل الدكتور حسام بدراوي، وقد عارضنا وزیر الصحة على قانون زارعة الأعضاء وطالبنا بسد الثغرات فیھ وأنا أمام الله ذمتي بریئة ولم أشارك في إفساد الحیاة السیاسیة وكنت أرى أن الانتخابات لم تكن نزیھة منذ عام 2000.
* في رأیك هل كانت عدم نزاهة الانتخابات البرلمانیة ذریعة قویة لقیام الثورة؟
- بالتأكید. وكان رأیي قبل قیام الثورة أنھ یجب أن یكون هناك إنقاذ للوضع. فقد كانت الانتخابات بمثابة هراء، وكان التزویر بشكل فج ومفضوح وغیر طبیعي، وكأننا نضحك على أنفسنا. كانت التجاوزات كبیرة وأعترف أنھ كان هناك أعضاء كثیرون في الحزب یرفضون هذا.
* وهل تم القضاء على الفساد بعد الثورة؟
- سلسلة الفساد كبیرة. والفساد للیوم موجود. ولا یوجد مكان بلا فساد. ولكن لیس بھذه الدرجة التي نعیشھا. والثورة التي قامت للقضاء على الفساد بإذن الله ستنجح لو الناس تكاتفت وبعدت عن أغراضھا الشخصیة.
* بعد الثورة صرحت قائلة: «أحب سوزان مبارك ولا تستحق ما یحدث لھا»؟
- نعم.. أحبھا، ولا أستطیع الكذب. ولن أنافق حتى أرضي أحدا أو أركب الموجة، وللأسف الشعب المصري وجھ إلى طریق وسار فیھ ولا یرید سماع الحقائق.. عملت معھا من قبل أن تكون حرم الرئیس ولا حتى حرم نائب الرئیس، فقد كانت طالبة دراسات علیا في الجامعة الأمیركیة وكنت المشرفة علیھا وكان هناك مشروع من 12 سیدة لتطویر مدرسة ببولاق وكانت حریصة على إنجاز هذا المشروع. وبعدها عملت معھا في اللجنة القومیة للمرأة التي كانت رئیستھا جیھان السادات. وبعد موت السادات لم یعد لھا دور، ولا یقام لھا اجتماعات، فتوجھت العضوات إلى قرینة الرئیس الجدید ترجوها أن تتقلد رئاستھا لأن لا شيء في مصر یمشي دون الرئیس وقرینتھ.. یعني یكون معك واسطة علیا ولكن أتوقع من الشباب الواعي أن یغیر هذه النظریة.
* كانت تجمعك بسوزان مبارك صداقة وكان باستطاعتك زیارتھا في أي وقت. هل ما زال هذا قائما بعد الثورة؟
- كانت صداقة عمل. فقد كنت مكلفة بإدارة المجلس القومي للمرأة، وكانت الصداقة من هذا المنطلق، ولم یكن مصرحا لي الزیارة في أي وقت فقط.. كنت أتلقى دعوات في بعض المناسبات العائلیة فألبي. واتصلت بھا بعد الثورة لكي أخبرها بما یدور من حریق المجلس وخلافھ لكن من ثاني أو ثالث یوم انقطع الاتصال، وعندما علمت أنھا دخلت المستشفى لم أستطع حتى الاطمئنان علیھا. وحالیا لا یوجد أي اتصال بیننا. وهناك معلومة یجب أن یعرفھا الجمیع وهي أن كل من كان حول قرینة الرئیس السابق كان على بعد خطوة واحدة.. أي لا یوجد من هو أقرب من الآخر، ومن یعتقد عكس هذا فھو واهم.
* هل فعلا ستصدر سوزان مبارك مذكراتھا قریبا؟
- لیس لدي معلومة مؤكدة بھذا (الشأن) ولكني قرأت هذا الخبر مثل كثیرین وهذا كلام صحف، والإعلام هذه الأیام یعتمد على الإثارة، لكن كان هناك مشروع من قبل الأستاذة لیلى الحمامصي، أستاذة سوزان بالجامعة الأمیركیة، بإصدار كتاب عن حیاتھا، ولكن توفاها الله قبل أن یتم.
* بعض الإعلامیات صرحن بعد الثورة أن سوزان مبارك كانت تغیر منھن أو تمنعھن من ارتداء ملابس من ماركات معینة جعلتھا حكرا لھا؟
- لا یوجد عاقل یصدق هذا الكلام. فھل من المعقول أن تكون زوجة رئیس الجمھوریة بھذه التفاهة. والمذیعات اللاتي قلن إنھا كانت تمنعھن من الشراء من ماركات معینة، باحثات عن الشهرة. والدلیل أننا عندما كنا نراقب ملابسھا لم یكن لھا ماركة ثابتة.
* تردد أن من الخدمات التي قدمتها لك سوزان مبارك حجز مقعد دائم لك بمجلس الشورى؟
- أنا أستاذ بالجامعة الأمیركیة وحاصلة على دكتوراة من أمیركا والتحقت بالعمل الأهلي من قبل أن أعرف سوزان مبارك.. وكنت عضوا مجلس الشعب عام 1979 وعملت في منظمات دولیة قبل معرفتي بسوزان.. كل هذا هو من أهلني إلى هذا، وقد تم تعییني بمجلس الشورى من عام 1984 وكانت علاقتي بسوزان وقتھا سطحیة.
* هل سنراك مجددا في مجلس الشورى؟
- لا لأن الجیل الجدید یجب أن یأخذ فرصتھ، فنحن عملنا ما بوسعنا في حدود إمكانیاتنا، وفي حدود المتاح لرفع شأن الدولة والحفاظ على حقوق المرأة المصریة.
* هل تسبب لك الحزب بفقدان المكانة والنفوذ بعد الثورة؟
- لم یكن لدي لا سلطة ولا نفوذ، ولكن كان لي وضع ومكانة بسبب خبراتي العلمیة التي ϻ یستطیع أحد أن یسلبھا مني، ولكني حزینة على تعبي ومجھودي في المجلس طیلة 10 سنوات وأیضا ما تعرضت لھ أنا وأسرتي من تحقیقات ومضایقات.
* ما مشاریعك المستقبلیة؟
- سأعود إلى جامعتي التي كنت سعیدة بھا ولم أتركھا سوى لشعوري بحاجة المرأة المصریة إلى خبراتي ومجھودي العلمي. والیوم أنا سأظل في خدمة بلدي إلى آخر یوم في عمري.
27فبرایر 2012 جریدة الشرق الأوسط، القاهرة: رانیا سعد الدین


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.