قالت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة«الشرق الأوسط»السعودية إن اجتماع قيادة حركة حماس أول أمس فى القاهرة كان حادا وعاصفا، وشهد نقاشات متوترة تركزت في معظمها على «تفرد»رئيس المكتب السياسى خالد مشعل بالقرار، في اتفاق الدوحة الأخير. وبحسب المصادر فإن الاجتماع الذي حضره أعضاء المكتب السياسي، وقياديون في حماس من الداخل والخارج، ومن خارج المكتب السياسي، ومن بينهم إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة في غزة، وآخرون، كان أكثر من عاصف، وحادا معظم الوقت وقالت المصادر إن معارضي الاتفاق شنوا هجوما على مشعل بسبب قبوله بالاتفاق قبل أن يعود إلى قيادات ومجالس الحركة، متهمين إياه «بالتفرد» في قرار حماس. وشرح مشعل لمعارضيه لماذا قبل اتفاق الدوحة بصيغته الحالية، قائلا لهم إنه اتفاق يصب في مصلحة حماس. وأكد مشعل أن الاتفاق يتضمن تعهدات قطرية بإعادة إعمار غزة وفتح خطوط مع الولاياتالمتحدة ودول أوروبية، ورفع الحصار عن القطاع، وتأمين الدعم المالي وعدم قطعه، وعدم الاعتراض على فوز حماس مرة أخرى فى الانتخابات، وعدم محاصرتها كما تم في المرة الأولى. كما تحدث مشعل عن تعهدات بممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لمنع أي تصعيد في قطاع غزة وأقنع حديث مشعل البعض ولم يقنع آخرين تحفظوا بشكل كبير على رئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحكومة الانتقالية، معتبرين ذلك إقرارا بفشل حماس وعدم قدرتها على قيادة الفلسطينيين وتسليم أمرها لأبو مازن. ولم ينه الاجتماع الخلافات داخل حماس حول هذه النقطة، وفق ما قالت المصادر، غير أنه تم الاتفاق على وقف أي أحاديث إعلامية حول الخلافات والظهور بمظهر الحركة الواحدة الملتزمة بالقرار السياسي ورغم أنه ليس معروفا إلى أي حد سيلتزم معارضو الاتفاق وبينهم أعضاء مكتب سياسي في الخارج والداخل باتفاق الدوحة، فقد بدأت تظهر عقبات حقيقية لا يمكن الاستهانة بها في طريق تطبيق الاتفاق، تتمثل في قانونية تولي الرئيس الفلسطيني رئاسة الحكومة، وما هو برنامجها السياسي أن وجد، ومتى تجرى الانتخابات العامة وأكدت مصادر قيادية في حركة «حماس» ل «الحياة» اللندنية أن الجدل داخل الحركة حُسم لصالح تنفيذ «إعلان الدوحة»الذي يقضي بأن يرأس الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الحكومة خلال الفترة الانتقالية. لكنها كشفت أن المكتب السياسي للحركة وضع جملة من الاستدراكات تحت عنوان «تفاصيل الاتفاق»، مشددة على ضرورة الأخذ بها لضمان نجاح الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ. ولفتت الى ان رئيس المكتب السياسي خالد مشعل سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني لإطلاعه على هذه التفاصيل من أجل الأخذ بها تحصيناً للاتفاق ولحمايته من الفشل وعن ماهيه «تفاصيل الاتفاق» التي وضعها المكتب السياسي، أوضحت المصادر: «أولاً التنفيذ الدقيق لاتفاق القاهرة وإعلان الدوحة بما يتضمنه من تشكيل الحكومة التي يجب ان تكون غير فصيلية ومدتها محددة... ومهامها تنحصر في الإشراف على الانتخابات وإعادة إعمار غزة ورفع الحصار، وكذلك تهيئة الأجواء الإيجابية في كل من غزة والضفة لدعم المصالحة تمهيداً للانتخابات»، لافتة الى أنه لن يكون هناك تغيير في البنية الإدارية للأجهزة الأمنية في غزة وأوضحت المصادر أن الحكومة مطالبة بضرورة أن تحظى بثقة المجلس التشريعي، وأن يتم إجراء تعديل قانوني يسمح بالجمع بين موقعيْ الرئاسة ورئاسة الحكومة. ورأت أن هذه التفاصيل هي المخرج والحل المناسب، لافتة الى ان «حماس» حريصة على العلاقة مع قطر، لذلك لا يمكنها ان تعارض «إعلان الدوحة»، بالإضافة الى أنه يجب حفظ ماء مشعل الذي وقع الاتفاق على عاتقه، ومن ثم جرت تسوية الخلافات المتعلقة باتفاق الدوحة بين صفوف قيادات الحركة وفق هذا المخرج