دعا حزب التوحيد العربى المصري إلى ندوة بعنوان "الثورة بين الاستمرار والانحراف"، ومن المنتظر أن يحاضر المفكر المصري الدكتور باسم خفاجي غداً الأحد 19/2/2012 في تلك الندوة. من جانبه اعتبر د.خفاجي أن الثورة المصرية هزمت في عدد من المعارك التي خاضتها ، مؤكداً أن ذلك حقيقة لا تحتاج إلى إنكار، وقال:"نحتاج نحن أن نفهمها وأن نقرها وأن نتعامل معها ولا نستسلم لها". مضيفاً :"فهم طبيعة الهزيمة في معركة يمكن أن يكون هو المحرك الحقيقي للعودة إلى النصر". وتابع:" لم تتمسك الثورة بشعارها الرئيسي وهو "اسقاط النظام" واكتفت ب "إسقاط الرئيس" .. لم يسقط نظام القهر والتسلط المصري ولكنه ترنح وكاد أن يسقط في 28 يناير، ولكنه منذ تلك اللحظة بدأ يستعيد توازنه وساعدت النوايا الثورية الطيبة في السماح بعدم إسقاط النظام والاكتفاء بإسقاط بعض الرموز التي كانت محترقة في كل الأحوال، وضحى بها النظام المصري من أجل أن يستعيد توزانه وسيطرته على الحياة المصرية. مضيفاً :"فشلت الثورة في الاتفاق على شكل قيادي لها من اللحظات الأولى .. وتحولت إلى مجموعة كبيرة من القوى الوطنية التي جمعتها التضحيات والألم لحظات الهجوم عليها، ثم فرقتها لحظات التفكير في مستقبل مصر لاختلاف التصورات والمشارب والرؤى حول مستقبل مصر، وعدم وجود قيادة للثورة توجه المجتمع المصري بأكمله، وليس فقط ميدان التحرير أو ميادين مصر التي عبرت عن روح الثورة. الثورة لم تنشيء قيادة لها تخاطب شعب مصر، وانما تكونت قيادات عديدة لمخاطبة الثوار فقط أو النظام .. بينما كان الأهم هو مخاطبة الشعب. وعندما أرادت الثورة لاحقاً أن تشكل لها مجلس قيادي أو رئاسي تنازعت المصالح والأفكار وأصبحت الفكرة نفسها وكأنها مرض أو وباء يفر منه الجميع رغم أنه لا توجد ثورة بلا كيان قيادي لها. وأوضح :" لم تنجح الثورة في أن تحصل على انحياز الشعب لها، بل أن الوقت أصبح يفقد الثورة كل يوم المزيد من بريقها لدى عموم المجتمع. أسباب ذلك متعددة ويمكن تفصيلها وكتب فيها الكثير، ولكن المحصلة الرئيسية أن الثورة المصرية حالياً لا تتمتع بانحياز المجتمع المصري لها، بل أن الكثير من الطبقات الاجتماعية وفصائل ومكونات الشعب المصري تشعر أن الثورة لم تأت بجديد إلا المزيد من البلطجة وانعدام الأمن وفقدان الاستقرار. ساهم الإعلام الرسمي والموجه في ذلك بقوة، وكذلك استغلال الأجهزة السيادية والأمنية لرغبة الشعب الملحة في الاستقرار، وتوظيف البلطجية للقيام بأعمال إجرامية تسببت عند الناس في ربط كلمة الثورة بعدم الاستقرار وعدم الأمان. وتابع:" فشلت الثورة في تحجيم تأثير الفلول بسبب شعار "سلمية .. سلمية" - والشعور المبكر والسابق لأوانه بالانتصار- ولم تتخذ اجراءات حازمة تجاه فلول النظام السابق، بل سمحنا لهم طوال الشهور الماضية بالعمل على وأد الثورة والانقلاب عليها. أليس غريباً أنه قد سمح لعناصر نظام المخلوع بإنشاء العديد من القنوات الإعلامية ووسائل التأثير المباشر على الرأي العام، إضافة إلى توظيف المال في دعم عدم الاستقرار وأعمال البلطجة! بل أليس الأعجب أن سمحت الثورة للفلول بإنشاء أحزاب سياسية جديدة بنفس الوجوه الفاسدة، بل والمشاركة في الانتخابات أيضاً. ساهم تباطؤ المجلس العسكري في محاكمة فلول النظام في ترسيخ فكرة ان المجلس ليس معادياً للفلول ولم ينفها المجلس ولم تعارضها بعض قوى الثورة وساهم هذا في زيادة جرأة الفلول في محاولاتهم للقضاء على الثورة ان امكنهم هذا.