قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إنه حصل على تعهدات مبدئية من كل قادة اتحاد المغرب العربي على عقد قمة طارئة في أقرب وقت، لتفعيل الاتحاد المغاربي المتعطل منذ نحو عقدين من الزمن. وأضاف المرزوقي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أن النقاش يجري حاليا بشأن مكان وتوقيت تلك القمة، مشيرا إلى أن تونس ترغب في احتضان القمة المرتقبة، لكنه أشار إلى أن القرار بيد القادة ويتم اتخاذه بصفة جماعية. في هذا السياق، كشف كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية التونسي المكلف بالشؤون المغاربية عبد الله تريكي للجزيرة نت أن الوفد التونسي الذي يقوم بجولة مغاربية في الوقت الحالي، اقترح على قادة المغرب العربي أن تنعقد القمة بين شهري أبريل ومايو القادمين في تونس. وأشار تريكي إلى أن المغرب وليبيا وموريتانيا وافقت على عقد تلك القمة، وأن الرئيس الجزائري وافق من حيث المبدأ خلال زيارته لتونس في ذكرى سقوط نظام بن علي، على أن يتم تأكيد وتوثيق تلك التعهدات المبدئية في الزيارة التي يُنتظر أن يبدأها الرئيس التونسي ووفده المرافق اليوم الأحد للجزائر. وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قد بدأ زيارة رسمية لموريتانيا هي الأولى له منذ تنصيبه رئيسا لتونس قبل عدة شهور، أجرى خلالها مباحثات مع المسؤولين الموريتانيين بشأن عقد قمة مغاربية طارئة، وتداعيات الربيع العربي على المنطقة، فضلا عن آفاق العلاقات الثنائية بين موريتانيا وتونس. وقال المرزوقي عقب لقاء له مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن هناك شعورا عارما في كل المنطقة بضرورة عقد القمة الطارئة لدفع عجلة الاتحاد المغاربي، لأنه لم تعد هناك فرصة لمزيد من الانتظار. وشدد على أنه إذا لم يستجب القادة المغاربة الحاليون لتلك الطلبات الملحة، فإن من سيأتي من بعدهم سينال "شرف اللحظة التاريخية" بتحقيق مطالب الشعوب ومقتضيات التاريخ والجغرافيا. وفي مؤتمر صحفي يوم السبت قلل المرزوقي من العقبات التي تقف دون تفعيل وتنشيط الاتحاد المغاربي الذي تأسس عام 1989، مؤكدا أن تلك العقبات يمكن تذليلها بسهولة طالما أن الإرادة السياسية حاصلة وقائمة لدى جميع القادة ولدى شعوب المنطقة. وحول أزمة الصحراء الغربية التي حالت في السابق دون تفعيل هذا الاتحاد، قال المرزوقي "إذا قررنا أن نتحرك وفق نفس المنظومة التقليدية التي تفترض حل المشكل الصحراوي أولا ثم البدء ثانيا في تحقيق الاتحاد المغاربي، فمعنى ذلك أنه لن تقوم قائمة لهذا الاتحاد". ودعا الرئيس التونسي إلى وضع القضية الصحراوية مؤقتا بين قوسين، والمضي في مسيرة تفعيل الاتحاد عبر تحقيق الحريات الخمس (التنقل، والإقامة، والعمل، والاستثمار، وحق المشاركة في الانتخابات المحلية)، وإقامة هياكل الاتحاد وتجاوز المناخ النفسي القائم حاليا بما يعين على إيجاد حل للإشكالات الحالية ويحفظ حقوق جميع الأطراف.