"لسانك حصانك".. مبدأ لا يلقى قبولاً لدى المهندس ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.. وهو ماجعل محكمة القضاء الإداري في القاهرة، تتلقي خلال يومين دعوي للحكم باستبعاد ساويرس من المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري الحاكم، وأخرى مطالبة بوقف نشاط شركة "موبينيل" للمحمول التي يمتلك عددا من أسهمها، لتخابرها مع جهاز "الموساد". ويعد نجيب ساويرس رجل الأعمال المصري الشهير مؤسس حزب "المصريون الأحرار" صاحب خبرة كبيرة في المقاولات و"البيزنس"، ورغم قلة خبرته السياسية بسبب تصريحاته الصادمة لمشاعر المسلمين في مصر، إلا أن الكنيسة المصرية تعتبره رأس حربتها لأنه - وبحسب الكنيسة - جعل الصوت المسيحي حاضراً في المشهد العام بعد أن كان مغيبا طوال 60 عاماً. فيما يرى خبراء وسياسيون أن ساويرس ضحية مستشاريه الذين يحاولون إرضاءه ويصورن له انه عالم ومفكر وصاحب رؤية علمية لحل مشاكل مصر في سنوات قليلة، وقالوا إن إشكالية ساويرس السياسية تتلخص في نظرته للأحزاب مثل الشركات التي يديرها، فأصبح يمتلك ويدير ثمانية أحزاب وجعل الكتلة بمثابة الشركة القابضة للأحزاب التي يديرها، وبسبب تصريحاته الصادمة لن تحقق الكتلة نفس النتيجة التي حققتها في المرحلة الأولى للانتخابات. يلعب غيرها: يقول الداعية والنائب السابق في البرلمان الشيخ يوسف البدري "للتغيير" أن ساويرس لن يقبل منه هذه المرة أي اعتذار لأنه أساء قبل ذلك للدين الإسلامي بالسخرية على حسابه في الفيس بوك، مستهزئاً من النقاب واللحية في الوقت الذى لا يوجد مسلماً واحداً شيخاً أو غيره أساء للمسيحية، ثم بكل بساطة قدم اعتذاراً. واضاف :" وقبل ذلك أساء للحجاب ثم قال "مكنتش أقصد".. وقدم تبريراً واهياً وقال أنه كان يقصد الشادور الإيراني".! وتابع: " تقدمنا بدعوى أمام مجلس الدولة نطالب باستبعاده من الاستشاريين الذين عينهم المجلس العسكري.. كما نطالب بمحاكته بالقانون..حتى لا يكون الدين ملطشة". وأقام البدري دعوى طالب فيها بالحكم باستبعاد رجل الأعمال نجيب ساويرس من المجلس الاستشاري، وقال للتغيير: " ساويرس غروره بملياراته هو الذى يحركه..لن نقبل اعتذاره ويلعب غيرها". واختصم البدري أمام محكمة القضاء الإداري المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بشأن وجود اسم رجل الأعمال نجيب ساويرس بين أعضاء المجلس الاستشاري الذي تم الإعلان عنه مؤخراً . وقدم البدري جملة من الأسباب تشرح اعتراضه على ساويرس، ناسبا "العديد من المواقف والتصريحات المعروفة الطائفية وغير المسؤولة التي تثير الفتن وتهدد السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية وتهدر المقومات الأساسية التي يقوم عليها المجتمع المصري المتمثلة، ذكر منها مطالباته بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تقرر أن الشريعة الإسلامية المبدأ الرئيسي للتشريع، وسبّه لدين الأغلبية المسلمة على الهواء في التلفزيون الحكومي (حسب ما جاء في أوراق الدعوى) ووصْفه عصر الإسلام بعصر الجاهلية. جلباب مبارك: من جهته قال ناصر الحافي عضو مجلس نقابة المحامين وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن ساويرس على ما يبدو من تصريحاته أنه لا زال يعيش في جلباب الرئيس المخلوع حسني مبارك، ويظن أن ثورة 25 يناير بها مراكز قوي ويعتبر نفسه واحداً منها. مضيفاً : " يجب ان يعاقب ساويرس جنائياً على الاتهامات التى اعترف ببعضها"، موضحاً:" ويجب ان يوقع عليه الجزاء الذى يقرره القانون في مثل هذه الحالة جزاء ما اقترفت يداه". وحول البلاغات العديدة التى قدمت في حق المهندس نجيب ساويرس وصمت النائب العام قال الحافي للتغيير:" النيابه العامة حتى الآن لم تحرك ساكناً..مع ان تصريحات ساويرس باستدعاء القوى الاستعمارية لاحتلال مصر كانت واضحة وضوح الشمس". واستبعد الحافي أن تجد تصريحات ساويرس تجاوباً غربي بشن حرب على مصر او تدخل عسكري، ولكنه قال أن ذلك يعطي مبرراً لأي تضييق غربي وخصوصاً امريكي ممكن ان يمارس على مصر في هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد. واتهم الحافي المهندس ساويرس بأنه يستغل الأموال التى جمعها من قوت الشعب المصري في مواجهة الثورة التى قام بها الشعب ضد الفساد والظلم، وقال للتغيير:" أموال ساويرس جمعها من الشعب ويحارب بها الشعب..ويمارس ما كان يمارسه النظام البائد ويستخدم فزاعة الإسلاميين التى ورثها عن مبارك". وتقدم الحافي بدعوى ضد كل من ساويرس ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات ووزير المال ووزير الجهاز القومي للاتصالات، مطالبا فيها باستبعاد الأول من عضوية المجلس الاستشاري، وحظر استخدام الوزراء لشبكة المحمول المشارك فيها "موبينيل" لاختراقها من قبل الاستخبارات الصهيونية، وتسهيله اختراق شبكة الاتصال في مصر. إساءات عديدة: ووفقا لخبراء فإن ساويرس صاحب شخصية مثيرة للجدل، حيث تثير تصريحاته جدلا كبيرا في الشارع المصري وآخرها أن "الأحزاب الليبرالية ستحارب قيام دولة دينية في مصر حتى النهاية"، كما ذكر للتلفزيون الكندي مؤخرا، ومن تصريحاته أيضا "أنه عندما يسير في شوارع مصر يشعر بأنه في إيران من كثرة ما يرى من الأزياء العربية والإيرانية، كما نشر كاريكاتيراً يسخر من النقاب واللحية على موقع "تويتر"، وهو ما لاقى انتقادات كبيرة لما اعتبر إهانة لشعائر المسلمين، مما دفع بعض المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الدعوة لمقاطعة شركات ساويرس وكانت أكثر الصفحات على الفيس بوك نشرا للمقاطعة صفحة (احنا كمان بنهزر يا ساويرس) والتي بسببها تكبدت شركات ساويرس خسائر فادحة.