لأول مرة يشارك قطار المشاعر المقدسة بكامل طاقته في نقل الحجاج من مشعر منى إلى عرفات وهي مسافة تقع في نحو عشرين كيلومترا عبر تسع محطات، وينقل القطار نحو 80 ألف حاج في الساعة الواحدة. وفضل عدد كبير من الحجاج قطع هذه المسافة سيرا على الأقدام حيث يقطعها السائر في حوالي ست ساعات. وبدأ 20 قطارا يضم كل واحد منها 12 عربة الحركة بالفعل بين عرفات ومنى ذهابا وإيابا، بقدرة استيعاب تصل إلى 80 لف راكب، وبهذه الطاقة "الهائلة" يتمكن نقل نصف مليون حاج من عرفات إلى منى في أقل من ست ساعات، وهي طاقة لا يوجد لها نظير في العالم. وبدد قطار المشاعر مشكلة نقل الحجيج التي ظلت تقلق مضاجع حجاج بيت الله الحرام، خاصة يوم النفرة من عرفات، عندما يتجه ملايين الحجاج في وقت واحد إلى مزدلفة، يستحثهم خوف التأخير عن المبيت هناك. وفي العقود الماضية عجزت الحافلات والسيارات عن حل مشكل نقل الحجاج في وقت وجيز من عرفات إلى منى، وبعد حل مشكلة الزحام عند الجمرات وحل مشكل الحرائق والسيول في منى، يقول وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية حبيب زين العابدين إن قطار المشاعر سيكون حلا جذريا لهذا المشكل، خاصة بعدما يرتبط بقطار الحرمين والنقل في مكة. وبعد الغروب سينفر الحجاج من عرفات إلى مزدلفة حيث يصلون المغرب والعشاء جمعا وقصرا ويقضون ليلتهم هناك، ثم يتوجهون في ساعات الصباح الأولى من يوم الغد -وهو أول أيام عيد الأضحى- إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر. وعقب ذلك يتجهون إلى مكةالمكرمة لطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، وبذلك يتحللون تحللا أكبر. وتشهد الطرق المؤدية من مشعر منى ومن مكةالمكرمة إلى عرفات إجراءات أمنية وطبية مشددة، حيث تصطف دوريات الشرطة الراكبة والمترجلة بطول الطريق المؤدي إلى عرفات.