اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما سعي الفلسطينيين للحصول على الاعتراف بدولتهم من خلال الأممالمتحدة بأنه انحراف عن مسار السلام في الشرق الأوسط ولن يؤدي إلى حل النزاع. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) عن أوباما قوله إن "المسعى الفلسطيني هو انحراف عن المسار لن يحل المشكلة، وهذه المسألة لن تحل إلا إذا توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق". وكان متحدث رسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أعلن يوم الخميس الماضي، أن الحكومة الفلسطينية تعتزم التقدم بطلب إلى الأممالمتحدة للاعتراف بها كدولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، في حين جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأييده لدولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن عضوية فلسطين في الأممالمتحدة مسألة تحسمها الدول الأعضاء. وأضاف الرئيس الأميركي أن "ما سيجري في نيويوك قد يجذب الكثير من انتباه الصحافة، لكنه لن يغير ما يجري على الأرض طالما أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يجلسوا معا حول طاولة المفاوضات مجددا"، متابعا أن "هذا هو موقفنا وهو لم يتغير". وتروج واشنطن أن إعلان قيام الدولة الفلسطينية لن يتأتى إلا من خلال المفاوضات مع الكيان الصهيوني. وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت الأسبوع الماضي، إن واشنطن ستستخدم حق النقض "الفيتو" إذا سعت الدول العربية إلى قرار للاعتراف بدولة فلسطينية من مجلس الأمن. وكانت الدول العربية قد اتفقت يوم الاثنين على التوجه إلى الأممالمتحدة بطلب الاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدسالشرقية. واجتمعت لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب مساء الاثنين، برئاسة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لوضع اللمسات النهائية الخاصة بقرار التوجه للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. ويقول دبلوماسيون انه ليس واضحا ما سيفعله الفلسطينيون لدى افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنهم قد يطلبون الاعتراف بهم "كدولة غير عضو" وهو ما سيتطلب الحصول على أغلبية بسيطة في الجمعية العامة للمنظمة الدولية التي تضم 193 دولة. وستبدأ دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر الجاري. وأعلنت أكثر من 110 دول حتى الآن اعترافها بفلسطين دبلوماسيا من بينها دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي مثل بولندا ورومانيا وبلغاريا والتشيك والمجر بالإضافة إلى البرازيل والصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا. وأصدر مجلس الأمن العديد من القرارات من بينها (242 و338 و194) التي لم تنفذ، حيث تنص على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية، إلا أن إسرائيل ترفض تنفيذ هذه القرارات، متجاهلة جميع قرارات الشرعية الدولية، والتي تدعو إلى إنهاء احتلال الأراضي العربية، وذلك معتمدة على دعم أمريكي مطلق. يشار إلى أنه يتعين للاعتراف بالدولة الفلسطينية موافقة 9 على الأقل من أعضاء مجلس الأمن ال15 على أي قرار مقترح دون معارضة أي من الدول التي تتمتع بحق النقض حتى يعتمد، والتي من بينها الولاياتالمتحدة.