سُمع دوي إطلاق نارٍ بالقرب من فندق "كورينثيا" في وسط طرابلس في وقت متأخر الأربعاء، وارتفع عمود من الدخان من مكان إطلاق النار، كما أفاد مراسل لوكالة "رويترز" في الفندق. ووقع إطلاق النار بعد أن وصل في وقت سابق مجموعة من الثوار المدججين بالسلاح إلى الفندق وقالوا: إنهم سمعوا أن الساعدي بن معمر القذافي موجود داخله، وإنهم سيفتشون كل الغرف بحثًا عنه. وشاهد المراسل ستةً من الثوار يصلون إلى الفناء الأمامي للفندق في شاحنة عليها مدفع مضاد للطائرات، ودخل المسلحون الفندق جريًا وسدوا المداخل المؤدية إلى المصاعد، استعدادًا لتفتيش المبنى غرفةً غرفةً. ولم يتمكن الثوار من الوصول على ما يبدو إلى هدفهم، في الوقت الذي تمكن فيه "محمد" و"سيف الإسلام" نجلا القذافي في وقتٍ سابقٍ من الإفلات من قبضة الثوار الذين سيطروا على معظم مناطق العاصمة طرابلس. بينما لا يزال العقيد معمر القذافي مختبئًا في مكان غير معلوم وعرض الثوار 1.3 مليون دولار مكافأةً لمن يقود إلى اعتقاله أو قتله. في الأثناء، أعلن متحدث باسم الثوار أن قوات المعارضة الليبية خاضت معركةً ضاريةً مع رئيس أركان جيش معمر القذافي في مزرعته بطرابلس الأربعاء. وقال المتحدث "عبد السلام أبو زعلوك": إن قتالاً ضاريًا يجري في مزرعة تخص "عبد الرحمن الصيد" رئيس أركان القوات المسلحة الليبية. وأضاف في تصريح لفضائية "العربية" دون تفاصيل: "الآن يقود (الصيد) معركةً مع الثوار وهو لا يزال موجودًا في المزرعة". وفي حادثٍ منفصلٍ، قال "أبو زعلوك": إن الثوار عثروا على مدير مكتب القذافي "بشير صالح" وأبنائه الأربعة في مزرعة أسرته في طرابلس متنكرًا في زيٍّ سوداني. والأربعاء، أعلن نائب مدير المخابرات الليبية اللواء "خليفة محمد علي" ووزير الصحة "محمد حجازي" ولاءهما للثوار، وهما من بين عددٍ متزايدٍ من المسئولين الليبيين الذين غيَّروا ولاءهم وانضموا إلى الثوار، وذلك بعد أن أصبح لهم اليد الطولى في القتال لإنهاء حكم الزعيم الليبي. وفي تطورٍ منفصلٍ، نقل الصحافيون الأجانب الذين حوصروا عدة أيام في فندق "ريكسوس" بالعاصمة إلى فندق "كورينثيا" بعد الإفراج عنهم الأربعاء. وغادر نحو 30 صحافيًّا أجنبيًّا الفندق، بعد أن كان حراس موالون للقذافي يمنعونهم من ذلك منذ يوم الأحد، وتوجهوا إلى فندق "كورينثيا" في العاصمة الليبية. وأصيب صحافيان فرنسيان - مصور لقناة (فرانس 2) وآخر لمجلة (باري ماتش) - بالرصاص في طرابلس خلال اشتبكات حول مقر العقيد معمر القذافي، لكن إصابتهما ليست خطرةً، ويعالج المصوران الصحافيان في العاصمة الليبية قبل عودتهما إلى أرض الوطن. وأصيب "برونو جيرودون" الذي يعمل لقناة (فرانس 2) العامة بالرصاص الأربعاء بالقرب من حي باب العزيزية كما قال أحد محرري القناة. كما أصيب "الفارو كانوفا" مصور مجلة (باري ماتش) بالرصاص في الفخذ الثلاثاء أثناء هجوم للثوار على مقر القذافي. وأوضحت المجلة أن حالته مستقرة وأن حياته ليست في خطر.