تستمر حالياً فعاليات أكبر رشوة سياسية في تاريخ مصر، وستتشكل عبر 6 مراحل جاري العمل فيها بالتوازي من قبل أنصار "تجديد شيخوخة" النظام الفاسد الذي ثار عليه الشعب! - المرحلة الأولى: دعوة الجميع إلى العودة الى الاضواء .. والسماح بالعمل العام لجميع القوى التي منعت من العمل العام سابقاً بشرط واحد رئيس وهو عدم المساس بشكل فعلي أو حقيقي بالمجلس الأعلى ومكانته، والانحياز التام لفكرة تطوير النظام وليس الانقلاب عليه. - النتيجة: استقطاب تيارات متعددة (إسلامية تحديدا) لتنضم الى نظام القهر بنية تغييره والنظام يضمها بنية تفكيكها واضعافها. - المرحلة الثانية: تحييد او استمالة الكيانات الأخرى والعامة عبر تكوين الاحزاب واستقطاب الكثير من الشخصيات السياسية لانتخابات عادلة شفافة تضمن انحياز الأحزاب والساسة ضد الثورة ولتساهم في تجديد شيخوخة نظام القهر عبر الانتخابات التي ستنتهي ببرلمان ومجالس صورية نشطة. لا توجد حاجة للتزوير ما دامت النتيجة هي خدمة النظام - النتيجة: انحياز شريحة أخرى إلى نظام القهر وضد الثورة دون مقاومة تذكر على أمل قيام حياة برلمانية ومدنية تفيد الشعب. تقوية خط تجديد الشيخوخة مقابل قمع أفكار أو رؤى تغيير النظام - المرحلة الثالثة: تهدف إلى استقطاب المفكرين وقادة الفكر والرأي عبر مجالس رئاسية واستشارية هامشية وصورية ولكنها تقدم على أنها جزء من التنازلات من الدولة للثورة وهي في الحقيقة تهدف إلى تقوية تنازلات النخب بشكل جمعي لصالح دولة الظلم وضد الثورة المباركة عبر ربط النخب وقادة المجتمع وتوريطهم في دولاب عمل نظام القهر. - النتيجة: سحب شريحة أخرى من المؤثرين في الرأي العام بعيداً عن التأييد المطلق للثورة إلى العمل من خلال تلك المجالس من اجل تجديد وتحسين صورة النظام الفاسد ومساعدته على استعادة قوته وقدرته على السيطرة، رغم أنها لن تكون نية أو سبب مشاركة العديدين من الشخصيات الوطنية في تلك المجالس ولكنها ستدفع لها دفعاُ ببطء وإصرار ورتابة متكررة ومؤثرة على المدى الطويل. - المرحلة الرابعة: تقديم الفرص المالية والإعلامية المغرية للشخصيات الطامعة في الظهور الإعلامي أو الفكري أو الاجتماعي عبر منظومة متجددة من القنوات الإعلامية ذات التمويل الضخم والقادرة على إسالة لعاب العديد من الشخصيات العامة من مختلف التيارات لكي تلعب ضمن منظومة المعارضة اللفظية المستأنسة والتي تحسن من صورة نظام القهر وتساعده على تفتيت كل القوى الوطنية وضرب بعضها ببعض عبر الإعلام الفاسد الممول من قبل الفلول والخارج ورجال الأعمال أصحاب المصالح المرتبطة بنظام القهر، وأخيراً تأكيد فكرة انتهاء الثورة والدخول في مرحلة ما سيسمى "البناء" والتي ستعني فعلياً ترسيخ أركان نظام فاسد كاد أن يسقط من قبل. - النتيجة: تحييد شريحة واسعة من الإعلاميين والمفكرين وقادة الفكر وإشغالهم في مشروعات مالية مربحة تعتمد على تسويق الرأي والفكر ضمن منظومة إعلام فاسد يرسخ فكرة الولاء للدولة والمعارضة المستأنسة لها، وقمع كل فكر ثوري وتهميشه وحشد الرأي العام ضده. - المرحلة الخامسة: ضرب كل القوى الثورية المتبقية بالمجتمع المصري سواء على شكل أفراد او تنظيمات أو مشاركات في ميدان التحرير أو غيره بقوة أمنية ضاربة عبر وزارة داخلية قاسية وأمن صارم، والإجهاز على أي مشروع لمقاومة استعادة نظام القهر للسيطرة بعنف مباشر وسريع مع تحييد كل من شارك ضمن المراحل الأربعة الأخرى أو توريطهم في إشكالية الولاء للنظام عبر مشاركاتهم في مؤسساته التي فتحت خصيصا لهم من أجل تلك اللحظة. - النتيجة: القضاء التام - إن امكن - على إمكانية انتفاضة الشارع مرة أخرى بأي توجيه من قيادات المجتمع، وإشغال الجميع في لعبة طويلة المدى من الانتخابات والإعادة ثم الانتخابات والإعادة للمجالس المختلفة على أطول مدى زمن ممكن حتى يتمكن النظام من استعادة جميع أركانه وسيطرته مرة أخرى على المجتمع. - المرحلة السادسة: يستعيد نظام القهر عافيته عبر نمط جديد تماماً من القهر المؤيد بحائط أو جدار عازل مكون من التيارات الإسلامية والوطنية التي شاركت في الانتخابات وأصبحت شريكاً في النظام مع النخب والشخصيات العامة وقادة الفكر والرأي ممن تم احتوائهم .. مع المؤسسات الإعلامية التي تم توظيفها لنفس الأغراض. ويصبح حائط الصد لحفظ النظام ليس المؤسسات الأمنية .. وإنما كل تلك القوى التي تم توريطها في الحكم وإغرائها بأنها ستحصل على ما تريد عبر المشاركة في نظام القهر ومحاولة تغييره .. بينما يكون النظام قد نجح بسبب طول الفترة الزمنية لتحقيق أية تغييرات .. يكون النظام قد نجح في تفتيت الكيانات وإثارة النزعات الخلافية والانشقاقية داخل تلك الكيانات وتوظيف وحسن استغلال أصحاب الأطماع والأهواء لتشكيل حائط صد منيع بين الشعب وبين نظام القهر يمنع من انفجار الشارع بسهولة بسبب وجود إمكانيات متعددة للسيطرة على نبض المجتمع عبر التيارات والقوى التي تم تدجينها واحتوائها وإشراكها وتوريطها في أكبر رشوة سياسية في تاريخ مصر المعاصر. - النتيجة: نظام قهر مستمر بشكل جديد ووجه ناعم وباطن قذر وحائط صد متعدد المستويات يجمع شخصيات عامة وأحزاب ونخب وقادة تم تفتيت قواهم وخداعهم وربط إرادتهم الفردية والجمعية بالنظام. - مرحباً بكم في السيناريو الجاري تنفيذه لمصر 2011م - 2015م. يمكن نقض هذا النموذج بطريق واحد فقط - كما أحسب.. وهو التفاف الجميع حول راية جديدة تماماً .. راية "الجماعة الوطنية" .. لحفظ حق الشعب في تنفيذ مطلبه الأول من الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" .. ويتكون المشروع الموازي أو المقابل لمشروع تجديد شيخوخة نظام القهر من 3 مباديء حاكمة: 1) العمل لمرضاة الله أولا وتنحية الأهواء 2) الانحياز الكامل للثورة من أجل نفس المطلب "إسقاط النظام" 3) التكاتف لحل مشكلات مصر لا الصراع الفكري والأيديولوجي وترك الشعب يعاني من القهر. مقاومة أكبر رشوة سياسية في تاريخ مصر هو الواجب الأول لهذه اللحظة الفارقة في حياة مصر. د باسم خفاجي [email protected] في 8 ديسمبر 2011م