د.مازن النجار \n أعلن باحثون من المركز الطبي لجامعة ديوك الأميركية أنهم تمكنوا من تحويل خلايا ذهنية إلى خلايا عصبية. \n وفتح العلماء من خلال بحث نشر في مجلة علم الأعصاب التجريبي أفاقا واسعة لاستخدام الخلايا الذهنية الوفيرة في علاج الأمراض التي تتسبب في عطب الجهاز العصبي المركزي أو الطرفي أو تنتج عنه. \n وخلال البحث استخدم هؤلاء العلماء بقيادة الدكتورة كريستين سافورد، خليطا من عوامل النمو ومستحثاته مع خلايا ذهنية مستخلصة من الأنسجة الذهنية في الفئران، وبالفعل تحولت هذه الخلايا الذهنية إلى نوعي الخلايا العصبية: خلايا عصبية رئيسة (عصبونات) وهي التي ترسل وتستقبل الإشارات العصبية، وخلايا غراء عصبي وهي خلايا بينية داعمة فحسب. \n وكان فريق بحث جامعة ديوك قد عكف في السنوات الأخيرة على استخلاص خلايا ذهنية بهدف تحويلها إلى خلايا مختلفة تماما، مثل الخلايا العظمية أو الغضروفية، باعتبار أن كل هذه الخلايا تأتي من منشأ أبوي واحد، وهو النسيج الضام (connective tissue). وكان ذلك الفريق قد تمكن منذ عامين من تحويل خلايا ذهنية بشرية إلى خلايا لها شكل الخلايا العصبية، وإن لم تؤد وظيفتها. \n أما هذه المرة، فقد تأكد أن الخلايا المحولة تؤدي وظيفة الخلايا العصبية بصورة كاملة، إذ تم تعريض هذه الخلايا لمركب \"إن ميثايل دي أسبارتيت\" (NMDA)، وهو مركب مثبط للناقل العصبي المسمى غلوتاميت، كما أنه يقتل الخلايا العصبية. وعندما عرضت الخلايا العصبية (المحولة) لمركب NMDA ماتت، مما يعني أن لديها نفس المستقبلات الموجودة لدى الخلايا العصبية الطبيعية. \n الجديد في البحث أنه يتحدى بعض النظريات العلمية السائدة، كنظرية أن الخلايا ما إن تتطور من حالتها المبكرة غير المتميزة (الجذعية) فإنها لا يمكن تحويل مسارها. وهو ما ثبت بطلانه هنا عندما تحولت الخلايا الذهنية بنجاح إلى خلايا عصبية. \n وكان باحثون قد أثبتوا العام الماضي أن الخلايا الذهنية هي خلايا جذعية \"ناضجة\". كذلك تتحدى نتائج هذا البحث نظرية أن الأحياء تولد مزودة برصيدها الكامل من الخلايا العصبية، وأنها لا يمكن أن تضيف المزيد في مرحلة عمرية لاحقة. \n ويعتقد الباحثون أنهم يفتتحون بذلك أفقا علاجيا جديدا، يختلف عن المقاربات التقليدية كالجراحة أو الأدوية، وهو أفق العلاج الخلوي، وذلك باستزراع خلايا عصبية (محولة من خلايا ذهنية من المريض نفسه) في حالات إصابات النخاع الشوكي أو ألزهايمر. \n وكانت مجلة (ذي لانسيت) الطبية البريطانية قد نشرت في أبريل/ نيسان الماضي أن باحثين من مركز شاندز لأبحاث السرطان التابع لجامعة فلوريدا الأميركية قد وجدوا بعد مضي 6 سنوات على استزراع خلايا جذعية من نخاع عظام متبرعين \"رجال\" في أدمغة 3 سيدات أن أدمغة هؤلاء السيدات تحوي خلايا عصبية تشتمل نوياتها على الكروموسوم (الصبغي الوراثي) Y. وهو دليل على أن مصدر الخلايا ذكري، وأن الخلايا الجذعية قد تحولت بنجاح إلى خلايا عصبية.