سعر الذهب اليوم الجمعة بعد التراجع الكبير في جميع الأعيرة    آخر هبوط في 8 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه اليوم الجمعة 16-5-2025    البقري ب 190.. أسعار الأضاحي عام 2025 في أسواق الشرقية    وزير الخارجية: قرار عربي مقترح بشأن سد النهضة يؤكد أحقية مصر في مياه النيل    استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    مراد مكرم يعلن مقاطعة تشجيع ناديه المفضّل بسبب الأهلي.. إيه الحكاية؟    تحذير شديد بشأن حالة الطقس والموجة الحارة : ارتفاع الفاصل المدارى بين مصر والسودان    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    الصومال يواجه شبح المجاعة مجددًا| 55 ألف طفل مهددون بالمرض والوفاة لتوقف المساعدات وإغلاق مراكز التغذية    أول بابا أمريكي للفاتيكان.. دعا للسلام وبناء الجسور    أمانة العمل الأهلي بالمنوفية تعقد إجتماعاً تنظيمياً لمناقشة خطة عملها    لامين يامال عن مقارنته ب ميسي: «ليو الأفضل على الإطلاق»    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    أول قرار من دفاع نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في بورسعيد لجميع الصفوف    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    صاحبة "الغزالة رايقة"، منة عدلي القيعي تحتفل بعقد قرانها على الفنان يوسف حشيش (صور)    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 11 مسجدًا جديداً بالمحافظات    خسارة مصر وتتويج برشلونة باللقب.. نتائج مباريات أمس الخميس    خروج أخر مستشفى لعلاج السرطان في غزة عن الخدمة    موانئ دبي العالمية توقع مذكرة تفاهم مع سوريا لتطوير ميناء طرطوس    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    القوى العاملة بالنواب: علاوة العاملين بالقطاع الخاص لن تقل عن 3% من الأجر التأميني    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    لاعب جنوب إفريقيا السابق: صن داونز سيفوز بسهولة على بيراميدز في نهائي دوري الأبطال    أسوان ضيفًا على طنطا في الجولة ال 36 بدوري المحترفين    "فرحة فى القلعة الحمراء".. حارس الأهلى مصطفى مخلوف يحتفل بخطوبته (صور)    وكيل أول الشيوخ: مشروع قانون الإيجار القديم لن يخرج إلا في هذه الحالة    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    مصرع صغير وإصابة 21 آخرين في انقلاب سيارة عمالة زراعية في البحيرة    كمين شرطة مزيف.. السجن 10 سنوات ل 13 متهمًا سرقوا 790 هاتف محمول بالإكراه في الإسكندرية    دون وقوع إصابات.. السيطرة على حريق شب فى زراعات الهيش بمدينة إدفو    دون إصابات.. سقوط سيارة في ترعة بالغربية    الحوثيون يعلنون حظر الملاحة الجوية على مطار اللد-بن جوريون    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    الكاتب صنع الله إبراهيم (سلامتك).. الوسط الثقافي ينتفض من أجل مؤلف «ذات».. بين الأدب وغرفة العمليات.. «صنع الله» يحظى باهتمام رئاسي ورعاية طبية    "بعد الهزيمة من المغرب".. موعد مباراة منتخب مصر للشباب المقبلة في أمم أفريقيا    البنك المركزي يطرح أذون خزانة محلية بقيمة 75 مليار جنيه الأحد المقبل    ندوة علمية تناقش المنازعات والمطالبات في عقود التشييد -(تفاصيل)    صفقات بمئات المليارات وتحولات سياسية مفاجئة.. حصاد زيارة ترامب إلى دول الخليج    لقب الدوري السعودي يزين المسيرة الأسطورية لكريم بنزيما    إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الدوحة الدولي للكتاب.. اعرفهم    بعد زيارة ترامب له.. ماذا تعرف عن جامع الشيخ زايد في الإمارات؟    النائب إيهاب منصور يطالب بوقف إخلاء المؤسسات الثقافية وتحويلها لأغراض أخرى    أخبار × 24 ساعة.. الحكومة: جهود متواصلة لتأمين المخزون الاستراتيجى للقمح    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    حيازة أسلحة بيضاء.. حبس متهم باليلطجة في باب الشعرية    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    "الصحة" تفتح تحقيقا عاجلا في واقعة سيارة الإسعاف    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأيام الأخيرة لنمور التاميل
نشر في التغيير يوم 18 - 02 - 2010


\r\n
ويقدر الصليب الأحمر الدولي قتلى التاميل ب 150 ألفاً، معظمهم اتخذهم «النمور» دروعاً بشرية، وأجبرهم على تغطية تراجع المقاتلين وحمايتهم. وقربُ كولومبو من النصر حملها على تشديد قبضتها، ورفض إجلاء المدنيين، على ما يناشدها المجمع الدولي. ويبدو، بحسب منظمة «هومان رايتس ووتش»، أن ألفي مدني قضوا في الأسابيع القليلة الماضية. والحق أن الحرب تدور في ميدان مغلق لا يدخله الصحافيون ولا المراقبون ولا المسعفون. والطرفان المتقاتلان يروي كلاهما عن المعارك والخسائر الرواية التي يرتضيها، ويحصي ما يرغب في إحصائه على هواه. وينذر هذا بكارثة انسانية لا رقيب عليها ولا حسيب. وتقدر العاصمة السيرلانكية عدد مقاتلي التاميل المتبقين ب 500 مقاتل، وبرابها كاران لا يزال، على الأرجح، على رأسهم. وهو نجا، طوال ثلاثة عقود من الحرب، من محاولات اغتيال لا تحصى.
\r\n
وولد برابها كاران، الغامض الى اليوم، في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 1954 في فالفيتيهوري، بشبه جزيرة جفنة. وهو صغير الأخوة الأربعة الذين ولدوا لأبيه وأمه. وتبلور تمرد الفتى الخجول وهو يشهد مزاولة السريلانكيين البوذيين في حق أقلية التاميل الهندية. وخلص من هذا الى أن حل المسألة يقتضي إنشاء وطن يستقل به التاميل. فأنشأ، في 1972، «نمور التاميل الجدد»، متحدياً الأسد السريلانكي الذي يزهو به العلم الوطني. ونظم، في 1975، اغتيال عمدة جفنة. وأنشأ السنة التالية «نمور تحرير عيلام تاميل». وفي 1983، قاد «النمور» ثورة مسلحة على كولومبو. وآذن ذلك بحرب فظيعة لابستها حوادث اختفاء وأعمال قتل وتفجير تناوب عليها الطرفان. وأدت الاشتباكات والحروب الى مقتل 70 ألف سريلانكي، ونزوح ملايين السكان.
\r\n
والقائد العسكري برابها كاران مخطط سياسي مقتدر في الوقت نفسه. ففي 2002، عقد مؤتمراً صحافياً دعا اليه 300 صحافي، وأعلن التزامه عملية سلمية ترعاها النروج. وذهب منتقدوه الى أن العملية السلمية ليست إلا ستاراً يتستر به تسليح «النمور». ويقول آخرون أنه حاول جهده عقد اتفاق سلام، فتخلى عن دولته المستقلة لقاء فيديرالية يفاوض عليها. وهو يلزم الشتات التاميل الثري بمساعدته. فجمع من التبرع «كنزاً» ينفق منه على حربه. ويتضافر التهريب على مد الكنز بالموارد المتدفقة من المهاجر، ومن التاميل نادو الهندية. ومدّ «النمور» يدهم الى تعويضات التسونامي، على ما يقول دارمالينغام سيداً، تهان، قائد «منظمة تحرير شعب عيلام تاميل». ويروي أن أموال التسونامي أتاحت له تعبيد 7 مهابط طائرات في فافونيا، إقطاعه.
\r\n
وخسر برابها كاران قيادات لا تعوض، أولهم انطون بالاسينغهام، الإيديولوجي المعتدل، وس ب ثاميلسيلفان. وفي أواخر 2004، تركه الكولونيل كارونا مع 5000 من «النمور». وجزي الكولونيل بوزارة. واغتال «الأخ الصغير»، على ما يلقب زعيم «النمور» 16 صحافياً في الأعوام الثلاثة المنصرمة. ويقارنه أعداؤه ببول بوت، زعيم الخمير الحمر، وهو لم يتردد يوماً في اغتيال خصومه ومخالفيه. ويروي اللاجئون التاميل في المخيمات أخباراً مخيفة عن إرهابهم، وقسرهم على حماية «النمور» في أثناء هربهم وانسحابهم الى ملاجئ حصينة.
\r\n
وعلى خلاف أنصاره ومؤلهيه، يروي الكولونيل المنشق أن برابها كاران لم يخض يوماً قتالاً ميدانياً. ويوافقه الرأي «النمر» السابق، سيدارتهان. ويقول ان قائد «النمور» خبير في العمل السري، وهواه السلطة. وعلى هذا، فهو يتوقع أن يلجأ من الحصار الى مكان آمن. وكان قائد «النمور» سن سنة تلزم أنصاره بالتبتل الجنسي. ولكن عشقه ماديفاتهاني أخرجه من الزامه. ولم يتورع عن خطف الفتيان والفتيات، وتجنيدهم في عمليات انتحارية كان التاميل روادها الأوائل. وأوجب تقديس المنتحرين «الاستشهاديين»، ونظم شعائر التقديس. فأحاط صور الشهداء، على مذبح الهيكل، بالشموع والورود. وخص «المصطفين»، عشية رواحهم الى الموت، بعشاء الى مائدته. وقتل «النمور»، في 1991، رئيس الوزراء الهندي، راجيف غاندي، وفي 1993 الرئيس السريلانكي، راناسينغ بريماداسا.
\r\n
وتوسلت كولومبو بسلاح التاميل. وبينما كانت تجهر رغبتها في السلام، شنت حرباً لا هوادة فيها على الانفصاليين. وأنشأت خلية إعلامية تولت الرد على دعاوى العدو. وتخلت القيادة العسكرية عن الحرب بواسطة الفرق والوحدات الكبيرة، وقسمتها وحدات صغيرة وخفيفة الحركة. وأوكلت الى الطيران أعمال قصف كثيرة ومفاجئة، وبلغ ثمن الانتصار الأخير 4 آلاف جندي نظير 15 ألفاً من «النمور». وشبه جزيرة جفنة، منذ تحريرها في 1995، سجن كبير يرابط فيه 40 ألف جندي سريلانكي. وتقلق معاملة كولومبو الجرحى والمسجونين من التاميل المنظمات الدولية. وتدعو المعاملة هذه التاميل المهزومين الى استئناف القتال. وليست هزيمة برابها كاران بشير سلم مستتب.
\r\n
\r\n
* مراسلة، عن «لوبوان» الفرنسية، 12/3/2009،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.