\r\n كان رهان إسرائيل هو أنها يمكنها أن تحد جوهريا من قدرة \" حماس \" العسكرية ثم تجبرها على قبول هدنة بشروط محسنة لصالح إسرائيل. ورفضت \" حماس \" كما هو متوقع ويمكن التنبؤ به - اللعب بهذه القواعد. وحددت النصر على أنه بقاؤها ونجاتها؛ وبذلك المعيار، لم يكن لديها حافز للموافقة على هدنة جديدة ما لم تتلق فوائد كبيرة في المقابل، مثل نهاية الحصار الاقتصادي الإسرائيلي. \r\n وهذا يعني أن إسرائيل يجب أن تختار بين محاولة طرد الحركة الإسلامية من السلطة ( وهو ما يمكن أن يكون مكلفا جدا ويترك جنودها قابعين في غزة إلى ما لا نهاية )، أو تقديم تنازلات مهمة وكبيرة ل\"حماس \" أو الانسحاب بدون أي ضمانة في أن إطلاق الصواريخ ضد مدنها سيتوقف. \r\n وعلى الأفضل، يمكن أن يفوز رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته إيهود أولمرت باتفاق بمساعدة قوات دولية في وقف تهريب أسلحة جديدة من مصر إلى غزة كما يزعم، وهو شئ لا يتطلب بالضرورة موافقة \" حماس \". ولكن ذلك لن يمنع \" حماس \" من مواصلة تصنيع صواريخها الخاصة أو من الزعم - مثل \" حزب الله \" في لبنان - أنها قاومت بنجاح غزوا إسرائيليا. \r\n إن الفخ الذي أوجده أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني لأنفسهم لا يكمن فقط في قدرة \" حماس \" على سحب مقاتليها وصواريخها إلى المجاورات المكتظة بالسكان حيث يمكن أن تعيش لأسابيع من القتال الدامي أو تختفي تحت الأرض.. ولكن المغالطة الأكبر هي الخداع والغرور المستمر بين القادة الإسرائيليين في أن \" حماس \" يمكن أن تُمحى بطريقة أو بأخرى بالحصار والخناق الاقتصادي أو بقوة السلاح. \r\n وعلى العكس من \" القاعدة \"، فإن \" حماس \" ليست مجرد منظمة يمكن أن تُوصف ب\" الإرهابية \" ولكنها حركة اجتماعية وسياسية ذات دعم وتأييد مُعتبر. وأيدلوجيتها - برغم أنها كريهة لإسرائيل والغرب - تتشارك فيها شريحة مُعتبرة من السكان في كل بلد عربي من المغرب إلى العراق. إن كل يوم تستمر فيه هذه الحرب، تنمو فيه \" حماس\" وتصبح أقوى سياسيا، كما يقوى حلفاؤها في بلدان أخرى وكما تقوى نصيرتها وراعيتها، إيران. \r\n وبالرغم من أن إسرائيل يجب أن تدافع عن مواطنيها ضد الصورايخ والهجمات الفدائية، إلا أن الوسائل الوحيدة لهزيمة \" حماس \" هي سياسية. والفلسطينيون، الذين ليس لديهم تاريخ للانجذاب إلى الأصولية الدينية، يتعين إقناعهم باختيار قادة أكثر اعتدالا، مثل قادة \" فتح \" العلمانية. وفي الوقت نفسه، يجب التسامح في وجود \" حماس \"، وينبغي تشجيعها على تحويل طموحاتها إلى السياسة بدلا من النشاط العسكري. وهذا يعني الانتخابات - مثل تلك التي فازت بها \" حماس \" في عام 2006، عندما سيطرت على المجلس التشريعي الفلسطيني. \r\n وجرت تلك الانتخابات إزاء اعتراضات إسرائيلية، وتسببت نتيجتها في فقدان أعصاب إدارة بوش، التي روجت للديمقراطية في الشرق الأوسط. ولكن خلال الهدوء النسبي في مدة الستة أشهر الماضية، عندما تقيدت إسرائيل و \" حماس \" بشبه هدنة، بدأت السياسة في العمل والنجاح. فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها فلسطينيون أن دعم وتأييد \" حماس \" كان منخفضا في غزة والضفة الغربية. وكان محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم \" فتح \"، يبدأ الحديث عن إجراء انتخابات جديدة على منصب الرئيس والمجلس التشريعي؛ وكان يعتقد أنه يمكن أن يفوز بكليهما. \r\n وكانت مصر تعمل على التوسط في اتفاق بين الفصيلينِ الفلسطينيينِ. وبدأ انقسام في الظهور في \" حماس \" بين القادة الذين أرادوا إبرام ذلك الاتفاق وبسط السلام مع إسرائيل، والقادة \" المتشددين \" الذين تدعمهم إيران، على جر إسرائيل لقتال. ربما كان يمكن لإسرائيل أن تضمن فوز المعتدلين بالمحاجة والمجادلة بعرض رفع حصارها الاقتصادي المفروض على غزة في مقابل هدنة مستمرة. وكان يمكنها آنذاك أن تركز على التفاوض حول تسوية قائمة على حل الدولتين مع عباس وحول تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينما امتصت \" حماس \" اللوم على معاناة وبؤس الغزوايين الذي لا علاج له. \r\n ولكن بدلا من ذلك، ابتعلت إسرائيل الطعم واختارت القتال. والآن، وقد تورطت، وتعاني من خسائر وتتسبب في المزيد منها وتوجد الصور المريعة التي ينقلها التلفاز، فإنها سيتعين عليها أن تقبل تسوية غير مرضية - أو تطيل أمد معاناتها إلى ما لا نهاية. ينبغي أن تستقر حتى يتسنى للقادة الذين سيختارهم الناخبون الإسرائيليون في انتخابات الشهر القادم أن يكون لديهم فرصة العمل مع إدارة أميركية جديدة على استراتيجية أكثر ذكاءً وأكثر فعالية لمواجهة إيران وعملائها - استراتيجية مؤسسة على السياسة وليس القنابل. \r\n \r\n جاكسون ديل \r\n نائب محرر صفحة الآراء بصحيفة \" واشنطن بوست \" \r\n خدمة \" لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست \" - خاص ب\" الوطن \"