\r\n وقد أرجعت شركة ''سيتيزن إنيرجي''، الفرع الأميركي للشركة الأم في فنزويلا هذا القرار الأخير القاضي بتعليق برنامج الدعم لفقراء أميركا إلى الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وهو ما اضطر الحكومة الفنزويلية إلى تقليص نفقاتها العامة والحد من برامجها الاجتماعية في وقت تنحسر فيه المداخيل وتتراجع الأرباح بشكل متواصل. \r\n \r\n ويعتبر قرار تعليق البرنامج الذي يستفيد منه الفقراء في الولاياتالمتحدة الأول ضمن مجموعة من الخطوات الأخرى التي من المتوقع أن تتخذها الحكومة الفنزويلية خلال الشهور القادمة والمندرجة في سياق الجهود التي تبذلها فنزويلا حالياً، المعتمدة على النفط بشكل أساسي، لتقليص البرامج التي لا يستفيد منها الفقراء الفنزويليون في أعقاب التراجع الكبير لأسعار النفط الذي تهاوى من 147 دولاراً للبرميل في شهر يوليو الماضي إلى 50 دولاراً اليوم. \r\n \r\n وفي هذا الإطار يقول ''بيترو بيتس''، وهو أحد الخبراء في مجال الطاقة والناشر لمجلة ''لاتين بتروليوم'': إن الحكومة الفنزويلية تفضل في هذه اللحظة التركيز على البرامج الداخلية التي تستهدف الفقراء في فنزويلا بدل المضي قدماً في المشاريع التي كانت قد أطلقتها في الولاياتالمتحدة والإكوادور ونيكاراجوا''. \r\n \r\n ويذكر هنا أن شركة ''سيتجو بيتروليوم'' التي كانت تشرف على البرنامج الفنزويلي في الولاياتالمتحدة، وتشرف على توزيع وقود التدفئة على الفقراء، قد خصصت لدى بدء البرنامج مائة مليون دولار من وقود التدفئة بالمجان في شتاء العامين 2007 و2008 بما في ذلك مساعدة 65 قبيلة هندية تعيش في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n وتقول ''ليثا وايتولف''، التي تدير برنامج الدعم المخصص لقبيلة ''تشيان'' الهندية في ولاية مونتانا الأميركية: ''لقد كنا نعتمد بشكل كبير على الوقود الفنزويلي لتوفير حاجيات السكان من التدفئة الضرورية في أوقات البرد القارس'' وأضافت المشرفة على البرنامج في مونتانا إنه في عام 2008 كانت الأسر تتلقى مئة جالون من غاز البروبان شهرياً، وهو ما يعادل قيمة 260 دولاراً تغطي مصاريف شهر كامل من مصاريف الوقود، أما اليوم تقول وايتولف: ''فقد بات علينا إحالة الناس الذين يأتون إلينا إلى أماكن أخرى توزع الوقود مجاناً مثل بعض الكنائس والمنظمات غير الحكومية''. \r\n \r\n وفي الوقت الذي تناقص فيه الدعم الفنزويلي للفقراء في أميركا بسبب تعليق برنامج توزيع الوقود كثرت الضغوط الشعبية على الحكومة للتدخل والأسراع في مساعدة الفقراء العاجزين عن توفير الوقود في فصل الشتاء، ويوضح هذا الأمر ''ريتشارد موفتي'' قائلاً: ''لقد كان البرنامج الفنزويلي بمثابة شبكة للحماية بالنسبة للذين لا تنطبق عليهم المعايير الحكومية التي تؤهلهم لتلقي المساعدات''. \r\n \r\n وقد أطلق شافيز برنامجه داخل الولاياتالمتحدة في عام 2005 بدعم من نائب الكونجرس السابق ''جوزيف كينيدي'' نجل السيناتور الراحل ''روبرت كينيدي''، حيث استقبل شافيز بترحاب كبير عندما قرر في عام 2006 زيارة حي ''هارلم'' في نيويورك لإعلان توسيع البرنامج ليمتد إلى قطاعات واسعة من المجتمع الأميركي. \r\n \r\n وعلى رغم الانتقادات التي وجهت إلى ''كينيدي'' لقبوله المساعدات الفنزويلية وتعاونه مع شافيز الذي لا يخفي مناهضته للسياسات الأميركية الرسمية، إلا أنه أصر على دعمه للبرنامج قائلاً: ''إن بعض الأشخاص يعتبرون ما أقوم به نوعا من السياسة غير الحكيمة، وأنا أقول إنها جريمة ضد الإنسانية أن نترك الناس يموتون برداً دون تدخل منا''. \r\n \r\n وقد ظل ''كينيدي'' متفائلاً باحتمال تمديد شافيز العمل بالبرنامج داعياً الفقراء المستفيدين الكتابة إلى شافيز ''لإخباره بمدى الاختلاف الذي تشعرون به في حياتكم بفضل البرنامج السخي لتوزيع وقود التدفئة''، والمشكلة أنه على رغم قيام الحكومة الأميركية بمضاعفة مخصصاتها لمساعدة محدودي الدخل لتأمين حاجياتهم من الوقود، إلا أن العديد من الفقراء مازالوا يعانون من البرد الشديد. \r\n \r\n تايلير بريجز - فنزويلا \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \r\n \r\n كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n