\r\n بيد ان وحدة الحزب انحلت الأسبوع الفائت حيث تم تعليق عضوية رئيس الحزب السابق موسيوا ليكوتا بعدما زعم أن الحزب ابتعد عن مبادئه التأسيسية؛ واستقال مبازيما شيلوا، رئيس الوزراء السابق في جواتينج، أغنى أقاليم جنوب افريقيا، من الحزب؛ وقال الاثنان انهما سيدعوان إلى مؤتمر وطني مطلع الشهر القادم مع احتمال الاتجاه إلى تشكيل حزب معارض جديد. \r\n هذا الانقسام المثير في جسد الحزب الحاكم الذي فاز بقرابة 70% من الأصوات في انتخابات 2004، ويحكم 9 اقاليم بجنوب افريقيا ومعظم المدن الكبرى، يعطي أملا في أن يتجدد دم النظام السياسي المتيبس نوعا ما في بلادي. \r\n ويمكن تتبع بذور هذا السخط الى ديسمبر عندما أطيح بالرئيس المتغرطس ثابو مبيكي من رئاسة الحزب على يد جاكوب زوما الشخصية الشعبوية المطعون فيها أخلاقيا، وحتى قبل خلع زوما عام 2005 من منصب نائب رئيس جنوب أفريقيا بعد تورطه في قضية فساد. \r\n إن هذه الاطاحة الديمقراطية بثابو مبيكي القوي وإخراجه من سدة الحكم الشهر الماضي أطلق العنان لموجات من السخط ربما تؤدي إلى إعادة تشكيل المعترك السياسي القائم على الحزب الواحد على نحو كبير في جنوب أفريقيا. ويعد كل من ليكوتا وشيلوا من أبرز حلفاء مبيكي ، وبينما لم يعط مبيكي دعمه للحزب الناشئ نجد أن كبار زعماء حزب المؤتمر الوطني الآخرين الذين انشأوا الحكومة بالتضامن مع مبيكي ربما ينضمون إليهما. \r\n لقد كنت مراقبا عن كثب للمؤتمر الوطني الافريقي في الحكم، حيث كنت اقود اكبر حزب معارض هو التحالف الديمقراطي، في الانتخابات البرلمانية لعامي 1999 و2004. ورغم الاصول القوية لحركتي في مقاومة التمييز العنصري، وسياساتنا المؤيدة للفقراء، وبرنامجنا السياسي الليبرالي، الا ان حزب المؤتمر الوطني وصمنا بحزب البيض، في اشارة خاصة للون بشرتي البيضاء. وقد فعل هذا الوصف العجائب لصالح التحالف الوطني في مجتمعات الاقليات، لكنه حرمنا من اي حصة ذات معنى في حصيلة الأصوات ذات الاغلبية السوداء. لقد ساعدت التعبئة العرقية حزب المؤتمر على ضمان تحقيق أغلبيته الساحقة؛ واستطاع مبيكي بإثارته للتضامن العرقي والكفاح ضد التمييز العنصري ان يبقي كتل الناخبين المضطربة والمتناقضة بازدياد _ من المليارديرات السود إلى الفلاحين الريفيين _ تحت خيمة واحدة. \r\n على أقل تقدير، لو تشكل حزب جديد لأصبحت بطاقة الجنس غير فعالة ضده؛ وإضافة الى ادعاء شرف هزيمة التمييز العنصري، كل حزب سيحاول أن يتفوق على الآخر في الولاء الى الجوهر الحقيقي لحزب المؤتمر الوطني. وعلى عكس الانشقاقات السابقة على مدار ما يقرب من 100 عام في تاريخ الحزب، لن يكون الانشقاق الاخير ايديولوجيا صرفا ولا قبليا؛ ذلك ان شيلوا على سبيل المثال قد نأى تماما عن جذوره النقابية، واستطاع هو وزوجته القوية جمع ثروة في ظل صفقات تمكين السود الموجهة حكوميا؛ وأما زوما ومن بقي في حكومة الحزب الوطني فهم محاطون برجال أعمال اغنياء من بينهم سياسيون سابقون مثل توكيو سيكسوال وسيريل رامافوسا الذين خالفوا مبيكي؛ ومع غياب العنصر العرقي على نحو واسع من المتوقع ان يحظى الجانبان بدعم عبر الخطوط القبلية. \r\n الامر الاكثر ازعاجا هو موقف بعض النشطاء والمعارضين. لقد أعلن بعض مؤيدي زوما، لاسيما حلفاءه في رابطة الشباب بالمؤتمر الوطني، عزمهم القتل من اجل زوما؛ ووصف جيويد مانتاشي، الامين العام لحزب المؤتمر الوطني، اعضاء السلك القضائي بالثوريين المعارضين؛ والبعض الاخر يشعر بالاهانة للاطاحة الوحشية بمبيكي ومؤيديه، وهم ناقمون لإزاحتهم من السلطة. من الجيد انهم يتمنون استعادة النفوذ عبر صناديق الاقتراع؛ لكن لا تزال تربة جنوب افريقيا مليئة بالعثرات امام الوجوه الجديدة على المعارضة. \r\n ومع ذلك، قد يكون هذا أهم انقسام سياسي تشهده جنوب أفريقيا في حقبة ما بعد التفرقة العنصرية، وربما يجعل نتيجة انتخابات أبريل أقل توقعا. في توليفة ما أو ائتلاف ربما يكون سهلا على قوى المعارضة الجديدة والقديمة الفوز بالسيطرة في ثلاث من أهم الأقاليم، وهي جواتنج وكوازولو ناتال وويسترن كيب. كما من المتوقع تزايد عدد أعضاء المعارضة في البرلمان. \r\n إن فوز المؤتمر الوطني بالأغلبية الساحقة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جنوب أفريقيا سمح له بالإمساك بخيوط اللعبة الديمقراطية متعددة الأحزاب بينما حرم البرلمان من أي دور ذي معنى. لقد بدأت جنوب أفريقيا في جوانب عديدة تشبه دولة الحزب الواحد من حيث أن القرارات الكبرى تتخذ بواسطة رئيس الحزب، وليس من خلال الجمعية الوطنية. من هنا فإن تركيبة أكبر متنوعة عرقيا لقوى المعارضة من شأنها أن تساعد بشكل كبير في استعادة المعنى والمضمون لديمقراطية حيوية حتى وإن كانت عرجاء في جنوب أفريقيا. \r\n \r\n توني ليون \r\n عضو برلمان جنوب أفريقيا وزعيم المعارضة من 1999 إلى 2007 \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست - خاص ب (الوطن)