\r\n كانت الرغبة لديهم في ان يتم الاحتفال بانطلاق النشاطات فوق الارض الافريقية. لكن سرعان ما ادرك المسؤولون بمقر القيادة الجديدة لافريقيا \"افريكوم\", الملحقة بوزارة الدفاع الامريكية \"البنتاغون\" التي اصبحت عاملة قبل ايام قليلة خلت, ان عليهم شرب الانخاب وسط الاجواء الباردة في مدينة شتوتغارد الالمانية, حيث تقرر الابقاء هناك على مقر القيادة العامة, رغما عن الجميع. وهي التي انشئت لهدف معلن يقضي بالعمل على تقليص الادارة الحالية, بعد ان كانت الدول الافريقية واقعة لغاية الآن ضمن اختصاص ثلاث قيادات مختلفة, وذلك الذي قليلا ما تتم المجاهرة به المتعلق بمراقبة احتياطات القارة النفطية, وعرقلة التقدم الصيني فيما يخص النزاع الجديد على الموارد. لقد عرفت افريكوم فعلا تحجيما متواصلا من دون توقف. \r\n \r\n كان قد اعلن عن تأسيسها في شهر شباط من العام الماضي, باهداف عظيمة من اجل مستقبل مجيد. \"سوف يصار الى اقامة قاعدة افريكوم فوق التراب الافريقي\", هذا ما قاله الجنرال ويليام \"كيب\" وولد, المسؤول السابق للقوات الامريكية في البوسنة ونائب آمر القيادة الاوروبية, الذي عين لادارة \"المخلوق الجديد\", نظرا للمزية التي يتمتع بها كذلك لكونه ينحدر من اصول افريقية - امريكية. \r\n \r\n ثم جاء الدور على جيندايي فريز, وكيلة وزارة الخارجية للشؤون الافريقية, حيث اكدت انه سيتم ترشيح قيادة افريكوم في افريقيا بحلول شهر تشرين اول الحالي. ويبدو ان ليس لديهم اي شك في كل من وزارة الخارجية والدفاع الامريكيتين بشأن حتمية تسابق الدول الافريقية من اجل الحصول على مقر افريكوم فوق اراضيها ثم ونتيجة لطابور الرفض ذاك كان عليهم واجب التراجع رويدا رويدا, الى ان انتهى بهم المطاف في نهاية الامر الى الاعتراف قبل اشهر قليلة, بعد ان اصبح الوضع برمته مثل شك, ببقاء قاعدة افريكوم في المانيا بالوقت الحاضر على اقل تقدير. وكانت دولة جنوب افريقيا هي التي فتحت الباب امام كورس الانتقادات, وقت ان اكدت على لسان وزير دفاعها اعتراض الدول الافريقية بخصوص انشاء قيادة موحدة في القارة. \r\n \r\n ثم جرى تبني موقف بروتيريا من قبل ساوثيرن افريكا دييلوبمينت كومولوتي (sadc), المنظمة الاقليمية التي تضم 14 بلدا افريقيا جنوبيا, وتبعت ذلك الدول المعتبرة مثل الجزائر, ليبيا, ونيجيريا التي اتخذت موقفا مماثلا. جميع الدول التي لم تكتف فقط باستبعاد امكانية استضافة قاعدة فوق اراضيها, بل عمدت ايضا الى ممارسة الضغوط الاخلاقية على مناطق النفوذ الخاصة بها, هكذا تم سواء بالنسبة لمجموعة الدول الخمسة والعشرين السواحلية - الصحراوية, التي شكلتها وتتولى قيادتها طرابلس ويشار اليها برمز cen-sad, او Cedeao Ecowas (المجموعة الاقتصادية لافريقيا الغربية, التي تتمتع نيجيريا بدور مهيمن فيها), التي كانت قد اجمعت متحدة على الرفض الرسمي لانشاء افريكوم في افريقيا. وفي محصلة الامور, فان دولة واحدة هي ليبيريا برئاسة ايلين جونسون - سيرليف هي التي قبلت بتأسيس مقر القيادة على اعتبار ان ذلك انما يمثل فرصة رؤية الاصدقاء الامريكان وهم يساعدون في اعادة بناء البلاد, وابدت نتيجة لذلك استعدادها للقبول بوجود القاعدة. لكن في ظل غياب البنيات التحتية والخدمية في بلد خرج منذ فترة قليلة من حرب اهلية مدمرة, اضافة الى معارضة الدول المجاورة, لم يكن امام القيادة الامريكية سوى رفض العرض الذي تقدمت به مونرويا. \r\n \r\n وكانت الدول المناهضة للافريكوم قد تلقت مساندة غير متوقعة من لدن الرئيس السابق للبنك الدولي وكيل وزارة الدفاع السابق والصقر الجارح في ادارة بوش الاولى بول وولفويتس حيث قال: \" لست مقتنعا في حقيقة الامر ان افريكوم التي فوجئت بمسألة انشائها لا توحي بأنها نتاج فكرة حسنة, استطيع التفهم بالكامل ان الافارقة الذين لم ينسوا بكل تأكيد دعمنا في الماضي للديكتاتوريين ممن هم على شاكلة موبوتو, سيعربون عن مقاومتهم لتواجد الجنود الامريكيين فوق اراضيهم\" من خلال هذه العبارات جاء تأكيد مهندس الحرب على العراق. \r\n \r\n ثم تبعت اقوال وولفوويتس, الانتقادات الصادرة عن بعض النواب الديمقراطيين, الذين تساءلوا بدورهم حول الفائدة من اقامة قيادة جديدة. فقد صرح النائب الديمقراطي عن ولاية ماساشوسيتس قائلا: \"يبدو اننا بصدد انشاء افريكوم من اجل حماية النفط, ومحاربة الارهابيين بنفس الطريقة الخاطئة التي ذهبنا بموجبها لقتال الارهابيين في مناطق اخرى من العالم\". كما استفسر البعض على وجه الخصوص بشأن حساب النفقات والتوقعات المستقبلية ويمكن القول بالمختصر المفيد ان ليس هناك من يرقى اليه الشك بخصوص النوايا الحقيقية لافريكوم: تدعيم الوجود العسكري في قارة عاجزة باستمرار من وجهة النظر الجيو - استراتيجية. \r\n \r\n لقد سبق ان اعلن عن ذلك نائب الرئيس ديك تشيني عبر صفحات ناشانال اينيرجي بولسي, عدد ايار 2001 حين قال: يجب العمل على احداث زيادات مضطردة فيما يخص الواردات النفطية الامريكية من خليج غينيا واستبدال المكافآت لدول فاقدة الثقة, المشكوك في صداقتها مثل فنزويلا بزعامة تشايز, الشيء الذي حصل بكل دقة منذ ذلك الحين, حتى لو لم يكن وفقا للايقاع الذي تمناه نائب الرئيس: فواردات النفط من غير افريقيا كانت قد انتقلت من نسبة 10% في العام ,2001 الى النسبة الحالية البالغة 15%. كما ان افريكوم تدخل ضمن مشروع اجمالي يسعى الى اقامة علاقات متكاملة مع الدول المنتجة, والحاق الهزيمة السريعة بالصين في الصراع من اجل احتكار النفط الافريقي. ان الصفعة القارية بخصوص تولد القاعدة الامريكية لا تنم عن مؤشر حسن بالنسبة للتوقعات المستقبلية لواشنطن الى الجنوب من البحر الابيض المتوسط.0 \r\n