\r\n على مدى ال35 سنة الماضية كان اولمرت مناصرا قويا لاحتلال الاراضي الفلسطينية وبناء مستعمرات يهودية. الان فقط وفي الوقت الذي يغادر فيه منصبه، يتبنى الرؤية الاخلاقية والعملية بانه يتعين انهاء الاحتلال والمسعتمرات. \r\n غير انه بالنظر الى الواقع على الارض، فان المستعمرات تستمر في الزيادة وكذلك الاحتلال، حيث ضاعف المستعمرون في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بناءهم للمساكن هذا العام حسبما تعلن منظمة السلام الآن الاسرائيلية. وفي القدسالشرقية يقوم المستعمرون ببناء ما يقرب من 1800 وحدة سكنية و2600 الف وحدة اخرى في الضفة الغربية. \r\n تتوغل المستعمرات في الاراضي الفلسطينية ب135 تجمع استيطاني منفصل وعدد اخر من البقع الاستيطانية. وهناك 430الف مستعمر يعيشون في هذه التجمعات التي تغطي 6% من الاراضي المحتلة. غير ان هذه التجمعات السكنية تمتد الى مساحة اكبر، حيث ان المستعمرات يتم ربطها باسرائيل بشكل مناسب عن طريق شبكة مكثفة من الطرق ونقاط التفتيش والمواقع العسكرية. \r\n واقامت اسرائيل جدارا على شاكلة جدار برلين يحيط بالمستعمرات. وقد سمح السياج الخرساني لاسرائيل بتمزيق الاراضي الفلسطينية والتعمق داخلها. ويقوض بناء مستعمرات يهودية مستقبل الفلسطينيين ويضعف امن اسرائيل على المدى البعيد. كما انه ينخر في عظم ديمقراطية اسرائيل ويزيد من قوة مقاومة الفلسطينيين ويشل دور وسيط السلام الاميركي. \r\n على الرغم من الانسحاب من غزة، تسيطر اسرائيل على كل الاراضي وهي مساحة يبلغ عدد سكانها 5.5 مليون فلسطيني اي ما يعادل تقريبا عدد السكان اليهود. وكانت الاممالمتحدة قد حددت في 1967 هذه الاراضي من خلال القرار رقم 242 بانها الدولة الفلسطينية. \r\n اول اثر سلبي لتوسيع المستعمرات هو التآكل الأخلاقي لاسرائيل. حيث لا يمكن ان تكون ديمقراطية عندما يتم قمع نصف السكان الذين يعيشون تحت سيادتها. \r\n ثاني اثر سلبي لهذه المستعمرات هو السخط والغضب المتزايد للشعب الفلسطيني. فاليوم وعلى الرغم من المعاناة المتزايدة في غزة التي تسيطر عليها حماس وعلى الرغم من عجز الفلسطينيين عن كسب ثمار النزعة العسكرية لديهم، لا تزال حركة المقاومة الاسلامية تحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين. ولا يمثل دفع الفلسطينيين الى اليأس بشكل متواصل استراتيجية البقاء المعقولة بالنسبة لاسرائيل. \r\n ثالث اثر سلبي لسياسة المستعمرات هو تأخر التوصل الى اتفاق سلام. ففي نظام ينخفض فيه مستوى الحزم والصرامة، تنتقد الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة منذ سنوات التوسع في بناء المستعمرات. ويحبط ضم اسرائيل للاراضي محاولات التوصل الى اتفاق سلام. \r\n في أغسطس الماضي، وفي مهمة لدفع عجلة السلام في القدسالمحتلة كانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس متحفظة بشكل مضحك في انتقادها للسياسة الاسرائيلية. ووصفت التوسع في المستعمرات بانه تصرفات لا تخدم قضية السلام. وذلك يشل قدرة واشنطن على العمل في مواجهة السجل المتزايد لانتهاك اسرائيل للقانون الدولي. \r\n يبرر كثير من الاسرائيليين المستعمرات بالادعاء انها تشكل منطقة امنية. ويحتج المستعمرون ان أحيائهم تعمل بوصفها حزام دفاع سكاني لابعاد الفلسطينيين عن اسرائيل. وردد رئيس الوزراء اولمرت هذا الرأي بقوله\"من يعتقد بشكل جدي اننا اذا جلسنا على قمة تل اخرى، على 100 متر اخرى فان ذلك سيحقق اختلافا بالنسبة لحالة الامن الاساسية بالنسبة لاسرائيل\". الان وفي الوقت الذي اقر فيه اولمرت بعدم جدوى سياسة المستعمرات، والان وفي الوقت الذي يحذو فيه حذو زعماء اسرائيليين سابقين قبله مثل أبا ايبان وموشي ديان واسحاق رابين، فقد حان الوقت لبقية الاسرائيليين للاعتراف بذلك ايضا. \r\n ويجب على الولاياتالمتحدة ان تصر على ان تفكك اسرائيل مستعمراتها وتنسحب من الاراضي المحتلة. \r\n \r\n غسان مايكل روبيز \r\n عالم اجتماع ومعلق سياسي مختص بالشرق الاوسط خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن). \r\n \r\n