وفي الحرب الكورية فقط اضطررنا الى خوض قتال مع جيش بلد اخر(وهو جيش الصين) بعد اندلاع الحرب ولولا ان دوجلاس ماك ارثر لم يندفع الى الحدود الصينية، ما كنا حاربنا سوى كوريا الشمالية. في عدد من الحروب، كان أعداؤنا يتلقون معونة من بلدان اخرى(فيتنام من الاتحاد السوفيتي على سبيل المثال)، غير ان القتال الرئيسي كان ينصب فقط على عدونا الاصلي. \r\n ليس الحال كذلك في العراق، حيث اننا نقاتل الان عدونا الثالث المختلف. في المرحلة الاولى من الحرب، كنا نحارب نظام صدام حسين وبعد سقوطه، كانت القوات الموالية لصدام والقوات السنية الاخرى التي شنت حرب عصابات ضدنا. وفي المرحلة الثانية، حاربنا جماعة لم تكن موجودة عند بداية الغزو وهي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. وحسب اقرار جيشنا فان القاعدة في بلاد الرافدين لم تكن مسئولة سوى عن شطر صغير من العنف هناك، غير انها كانت الجماعة الاكثر عداوة لجنودنا ولكثير من السكان المدنيين. وفي ذلك كنا نحصل على مساعدة كبيرة من قبل القوات السنية الذين كانوا خصومنا الاساسيين في المرحلة الاولى من الحرب غير انها لفظت القاعدة. وعندما حملت المقاومة السنية الاسلحة في وجه القاعدة، فاننا أعدنا تصنيف السنة بوصفهم اصدقاء وسلحناهم على الرغم انهم لا يزالون معارضين للحكومة الوطنية التي يهيمن عليها الشيعة التي نزعم انها حليفنا الاساسي. \r\n الان وفقا لشهادة الجنرال ديفيد بتريوس والسفير ريان كروكر امام الكونجرس ، فان أعداءنا الاساسيين في العراق هم القوات الشيعية المدعومة من ايران المجاورة. تنحصر القاعدة في بلاد الرافدين الى حد كبير في المنطقة المحيطة بالموصل واغلب الهجمات على القوات الاميركية وعلى سلطة الحكومة العراقية كما يقولون تأتي من ميليشيات شيعية مدعومة من ايران وكثير منها متحالف مع مقتدى الصدر الذي امضى الاشهر الاخيرة في ايران. ومرة اخرى تدعم ايران الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والتي يترأسها نوري المالكي -وهذا هو السبب في ان ايران هي التي توسطت في التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار بين قوات المالكي والميليشيات الشيعية بعد هجوم المالكي على الميليشيات في البصرة. \r\n تأتي الدعامة الاساسية لحكومة المالكي بشكل اساسي من فصائل شيعية مناهضة للصدر وأبرزها عائلة الحكيم وتنظيمها المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي كان يتخذ من ايران مقرا له خلال اغلب فترة حكم صدام حسين وفي الواقع فقد تم تأسيس هذا المجلس بشكل فعلي من قبل الحوزة الدينية الحاكمة في ايران. وهذا هو احد الاسباب فان حكومة المالكي وافقت على الاستقبال الشعبي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عندما زار بغداد الشهر الماضي في الوقت الذي كان الرئيس بوش لا يزال يتسلل في الدخول والخروج من بغداد مثل اللص في جنح الظلام. الغطاء الموالي لايران في الحكومة الحالية وتقريبا في اي حكومة يهيمن عليها الشيعة هو السبب في انه ليس لاي دولة سنية في الشرق الاوسط علاقات دبلوماسية مع بغداد. \r\n أي ان سياستنا الحالية في العراق هي الدفاع عن تلك الجماعات الشيعية المتحالفة مع المالكي على الرغم، من تقاربه مع ايران، ضد تلك الجماعات الشيعية، القريبة ايضا من ايران، والمتحالفة سواء مع الصدر أو باي حال ضد المالكي. وبما ان تركيزنا الحالي على العدو رقم 3 لا يعني ان العدو رقم1، عناصر المقاومة السنية، لن تدخل الميدان ثانية ضد المالكي وقواته- في هذه المرة فقط، سيكون لديهم الاسلحة التي اعطيناها لهم من اجل قتال القاعدة في بلاد الرافدين. \r\n أي ان حربنا في العراق تختلف عن كل حروبنا السابقة لاننا نحتل بلد في حرب معه وتحمل الجماعات السلاح في وجهنا لاننا ندافع عن حكومة غير راضين عنها وهي الحكومة التي يمكن ان تشكل في حد ذاتها تهديدا استراتيجيا لمصالحنا. في هذه البلد، فاننا نقوم بتجميع الاعداء بشكل واضح من خلال وجودنا المستمر. \r\n لو كان قلقنا وهمنا الرئيسي، كما نؤكد ذلك الان، هو انتشار النفوذ الايراني، فان ما نريده هو حكومة يقودها السنة والتي يمكن ان تحصل على او تحتفظ بالسلطة في عراق ذات اغلبية شيعية عن طريق القوة. وعندئذ نكون بحاجة الى صدام حسين اخر على ان يكون في هذه المرة اقل عداوة للولايات المتحدة. غير ان ذلك يمكن ان يكون الحل الذي لا يمكن ان نؤيده لان ذلك سيكون بمثابة استهزاء او تحكم بمغامرتنا الفاشلة برمتها في العراق. \r\n وتلك هي الحرب التي يريد جون ماكين ان يشنها ريثما يحالفنا النصر. وان كان الذي لا يريد ان يعمله اي احد-بما في ذلك ماكين وبتريوس وكروكر وبوش- هو تحديد اي شكل يمكن ان يكون عليه مثل ذلك النصر. \r\n \r\n هارولد ميرسون \r\n محرر في صحيفة المنظور الاميركي ولوس انجلوس الاسبوعية. خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n