غير أن رد فعل الرئيس جورج بوش، الذي كان قد قال من قبل إن وجود دولة إيرانية تمتلك أسلحة نووية يمكن أن يتسبب في نشوب حرب عالمية ثالثة، على التقرير جاء سريعا، حيث قال إنه-أي التقرير- لا يحمل شيئا يدفعه إلى تغيير وجهة نظره التي تفيد أن «إيران كانت ومازالت وستكون خطرا». \r\n \r\n \r\n وعلى الرغم من أن هذا التقرير الاستخباري يتعارض كلية مع تقرير آخر كان قد نُشر في 2005، فإن الرئيس الأميركي قال إن مثل هذا التقرير لن يدفعه إلى شطب خيار شن ضربات احترازية ضد إيران من قائمة الاختيارات التي يحتفظ بها بشأن التعامل مع طهران، وكذلك لن يقنعه بتخفيف الضغوط التي يمارسها من أجل عزل إيران دبلوماسيا وفرض عقوبات دولية أكثر صرامة على الجمهورية الإسلامية. \r\n \r\n \r\n لقد أخبر بوش رجال الصحافة أنه لم يعلم بنتائج التقرير الاستخباري إلا مؤخرا، في حين قال مسؤولون آخرون إنه كان قد أخُبر في أغسطس الماضي بأن الاستخبارات لديها معلومات جديدة حول برنامج إيران النووي تتطلب إعادة كتابة التقرير الاستخباري لعام 2005. \r\n \r\n \r\n وطُلب منا نحن رجال الصحافة أن نصدق أن بوش، الذي دائما ما يجد متعة في الحديث عن الحرب والتهديد باستخدام القوة، لم يسأل قط عن هذه المعلومات الجديدة ومن أين أتت ومدى مصداقيتها. لقد تحدث بوش بشكل فظ عن إيران،غير أن نائبه ديك تشيني هو كالعادة الذي يضرب طبول الحرب من أجل شن عمل عسكري سريع يستهدف المنشآت الإيرانية المستخدمة في أغراض تخصيب اليورانيوم. \r\n \r\n \r\n في وقت سابق، كان لدى تشيني من القوة والنفوذ ما مكنه من ترهيب محللي الاستخبارات ودفعهم إلى تغيير تقديراتهم حول البرنامج النووي وأسلحة الدمار الشامل للرئيس العراقي صدام حسين. واستطاع أيضا إعداد تقارير مزيفة عن أسلحة كيميائية وبيولوجية أدعى أن العراق يمتلكها وضمن تلك التقارير في الحديث الذي أدلى به وزير الخارجية السابق كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي قبيل الغزو الأميركي للعراق. \r\n \r\n \r\n وفي تلك الفترة لم يكن من الممكن نشر تقرير استخباري يخالف معتقدات وآراء تشيني، ولكن كيف سقط العملاق؟ لقد رحل المساعد الرئيسي لتشيني في حملات الكذب والتلفيق، وهو سكوتر ليبي بعد اتهامه بالكذب على محققين فيدراليين. كما رحل أيضا حليفه الرئيسي في هذه الحرب ضد الحقيقة، وهو وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد. \r\n \r\n \r\n ويرى الآن المحافظون الجدد الذين روجوا لحملة سخيفة تستهدف تغيير الشرق الأوسط يرون الآن نفوذهم وهو آخذ في التهاوي بالسرعة نفسها التي صعد بها، غير أن النكتة الإنجليزية القديمة التي تقول: «كونك مجنونا لا يعني أنهم لن يأتوا إليك» هذه النكتة قد تنسحب على القضية محل حديثنا هنا وهي قضية إيران. \r\n \r\n \r\n فوقف الإيرانيين لبرنامجهم النووي لا يعني أنهم لا يمكنهم استئنافه في وقت لاحق يكون مناسبا بشكل أفضل لهم. فوحدات الطرد المركزي لا تزال تعمل في منشآت تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه لتشغيل مصانع تعمل بالوقود النووي أو يمكن زيادة تخصيبه لصناعة الأسلحة النووية. \r\n \r\n \r\n ولا يخفى في هذا الصدد أن غزو إدارة بوش للعراق والسنوات التي تلت الحرب في العراق وفي أفغانستان قد أدت إلى تقوية شوكة، وليس إضعاف، النظام الحاكم في إيران، فضلا عن ذلك فإن هذا الغزو قد تسبب في إثارة مشاعر حلفاء أميركا القلائل من العرب. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» خاص ل«البيان» \r\n \r\n