إلا أن معظم كبار الديمقراطيين يتراجعون الآن بهدوء عن حديثهم بشأن سحب القوات الأميركية من العراق وفق جدول زمني صارم. ربما قد علموا أن الانسحاب من العراق الآن قد يمثل خطوة سياسية تتسم بالغباء وذلك لأن الأخبار السيئة القادمة من العراق لم تعد تُشكل العناوين الرئيسية في الصحف. \r\n \r\n \r\n وهناك شعور بين حكماء الديمقراطيين يفيد أن دعوتهم ضد الحرب قد تفيد إدارة بوش بشكل أو بآخر. فهجومهم على حكومة المالكي المنتخبة في العراق غالباً ما تظهرهم في مظهر رجال الشرطة الأشرار الذين يريدون فتح النار على حكومة مليئة بالأخطاء ولكنها حققت تحسناً في الأداء في الفترة الماضية بجانب كونها في المقام الأول حكومة دستورية. \r\n \r\n \r\n لا تزال الطاقة الكهربائية غير متوافرة طوال الأربع وعشرين الساعة في العراق ولكن السبب في ذلك الآن هو أن استهلاك العراقيين من الكهرباء قد زاد وتعدى معدلات ما قبل الحرب. وفي الوقت الذي لم يصل فيه إنتاج النفط بعد إلى معدلات ما قبل الحرب. \r\n \r\n \r\n إلا أنه يتصاعد بشكل كبير، ووصل الآن إلى 5, 2 مليون برميل في اليوم، بحسب تصريحات وزير النفط العراقي. فضلاً عن ذلك، فإن العراق يستفيد من السعر الحالي لبرميل النفط الذي يلامس سقف المئة دولار. \r\n \r\n \r\n الأهم من ذلك هو أن الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين العراقيين انخفضت بمعدل 75% مقارنة بشهر يونيو الماضي، وفقاً لتقارير عسكرية أميركية. وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي نور المالكي مؤخراً أن الهجمات الإرهابية في العراق انخفضت بنحو 80% تقريباً مقارنة بالعام الماضي. \r\n \r\n \r\n بعبارة أخرى ولأسباب غير متوقعة فإن حالة الغضب والانشقاق الحزبي حول العراق قد تقلصت في الولاياتالمتحدة في الفترة القليلة الماضية. وبدأ النقاش حول العراق يأخذ منحى جديداً ويتحول من القول بإننا «لن نستطيع الفوز» إلى ما إذا كان الانتصار يستحق التكاليف الحالية أم لا. \r\n \r\n \r\n وفي الوقت الذي تتراجع فيه حدة الخوف من الهزيمة في العراق، فإننا نجد أنفسنا أمام إجماع آخر متزايد حول العالم. فمصطلح «المحافظين الجدد» الذين يؤيدون حالياً تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط ربما لا يزال من المصطلحات سيئة السمعة. \r\n \r\n \r\n ولكن إذا قمنا بتنحية حالة الغضب من جورج بوش جانباً وكذلك تجاهلنا حرب العراق والخوف من إقدام أميركا على أي حروب أخرى، فلماذا لا نسأل أنفسنا عن السبب وراء عدم تأييد بعضنا للإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط؟ فنحن نعلم أن بدائل الديمقراطية تصب في مصلحة الإرهابيين. \r\n \r\n \r\n ولهذا السبب نجد أن السيناتور باراك أوباما المرشح للرئاسة قال مؤخراً إن أميركا بحاجة إلى دعم الديمقراطية والضغط على الرئيس الباكستاني برويز مشرف بشأن قضية الانتخابات في باكستان. \r\n \r\n \r\n قليلون من الديمقراطيين والجمهوريين سيختلفون مع أوباما في هذا التصور المثالي الذي ينتهجه حيال الديمقراطية. غير أن أوباما لم يظهر الدعم ذاته للحكومة الديمقراطية في العراق، فهو بشكل أو بآخر يبدو كأحد المحافظين الجدد ولكن بشكل أكثر ليناً في التعامل مع القضايا المحيطة. فقلقه حيال غياب الديمقراطية في باكستان يفوق قلقه حيال حقيقة أننا قد نتسبب في تقويض أركان رجل قوي هناك يمتلك قدرة نووية وشعباً ثائراً دائماً. \r\n \r\n \r\n وللنظر أيضاً إلى إيران. فالديمقراطيون والجمهوريون قلقون من وجود دولة إيرانية تمتلك الطاقة النووية. وليس لدى أحد الحزبين أي فكرة حيال طريقة وقف السعي الإيراني في هذا الاتجاه. فالجمهوريون يريدون التحدث بعنف مع الإيرانيين ولكن من دون اللجوء إلى خيار الحرب. أما الديمقراطيون، فيريدون طريق الدبلوماسية واللين فحسب. \r\n \r\n \r\n بعد عام من الآن لن يكون هناك جورج بوش أو أحداث عراقية تثير حفيظة الديمقراطيين. ومن دون بوش والعراق، سيتعين على الديمقراطيين أن يوضحوا لنا ما يسعون من أجل فعله وتقديمه بدلاً من الاكتفاء ببيان الأشياء التي هم ضدها كما يفعلون حالياً. \r\n \r\n \r\n في حال استمرار سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس وفي حال فوزهم بالرئاسة فإن شيئاً لن يتغير في أغلب الظن في أفغانستان. كما لن يتغير كثيراً موقف أميركا حيال القضية الفلسطينية. وفي حال أن يكون الرئيس المقبل جمهورياً، فإنه من المؤكد عدم إقدام أميركا على غزو أي دول أخرى في العالم. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» خاص ل «البيان» \r\n \r\n