\r\n ما الجديد في ذلك؟ الجديد هو أننا نطلب من كل مرشح من مرشحي الرئاسة بموجب هذا التحدي أن يطرح كتاب القواعد الذي تسبب في خنق المناظرات الرئاسية السابقة جانباً، والتي كان يتوقع فيها من المرشح أن يقدم حلولاً ويدافع عنها خلال حوار (واحد ضد واحد) بينه وبين مرشح أو مرشحة الحزب الآخر، وكان دور مُحَكِّم المناظرة يقتصر على مراقبة الوقت، وطرح الموضوعات التي سيدور حولها النقاش. \r\n وقد تلقينا من عمدة نيويورك السابق\"رودلف جيولياني\" موافقة غير رسمية على المشاركة في ذلك التحدي، أما الموافقة الرسمية الفعلية فقد اقتصرت فقط على\"مايك هوكابي\" حاكم \"أركانساس\" السابق الذي يعتبر المرشح الوحيد الذي أعلن رسمياً عن قبوله لهذا التحدي حتى الآن. \r\n وفي رأيي أن نظام انتخاب الرئيس لدينا لا يعمل من أجل مصلحة الشعب الأميركي. فرؤساء الأجهزة الحكومية في المدن الكبيرة الذين كانوا يلعبون دوراً مؤثراً في تلك الانتخابات في الماضي توارَوْا الآن ليحل محلهم مستشارون سياسيون كبار.. أما دور المرشح أو المرشحة للرئاسة -الذي يفترض أن يقود في حالة انتخابه أقوى أمة على ظهر الأرض- فقد تقلص ليقتصر فقط على جمع الأموال اللازمة للإنفاق على حملته الانتخابية، ولاستئجار المستشارين السياسيين الذين سيستعين بهم، ثم قراءة ما يكتبه المستشار السياسي على بطاقة بمقاس 3 في 5 سنتيمترات، والتقيُّد بما هو مكتوب فيها في كل ما يفعله أو يتفوَّه به، وهو تطور، لو تعلمون، خطير بالنسبة للديمقراطية! \r\n والمناظرات الرئاسية على النمط الموجود لدينا ليست مناظرات بمعنى الكلمة، بل هي في الحقيقة نوع من فن الأداء السياسي الخالي من المعنى.. ومجرد ترديد للنقاط التي تمت صياغتها بشكل دقيق تجنباً لإحراج المتناظرين. \r\n ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2004، كان سيناريو المناظرة بين بوش و\"كيري\" يتكون من 32 صفحة تتضمن الأشياء المسموح بها والأشياء الممنوعة لكل متناظر، كما كانت هناك قاعدة تطلب من مُحكِّم المناظرة التدخل لإعادة أي من المتناظرَين للسياق إذا ما تجرأ على الخروج على السيناريو المحدد للمناظرة. \r\n ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث طُلب من كل واحد منهما أن يسلم ما بحوزته من أقلام أو أوراق، قد يرغب في تسجيل ملاحظات عليها خلال السجال حتى يتم التفتيش عليها بواسطة القائمين على المناظرة. وهكذا فإنه بدلاً من التركيز على الأشياء الجوهرية بالنسبة للديمقراطية جرى التفتيش على الأقلام والأوراق! \r\n ويتناقض هذا تناقضاً بيناً ودالاً في الآن ذاته مع القواعد الأساسية التي تحكمت في معظم المناظرات المهمة في تاريخ الولاياتالمتحدة، والتي يمكن إيجازها في تلك الرسالة التي لم تزد على جملتين التي أرسلها أبراهام لينكولن إلى ستيفن دوجلاس منافسه في السباق الانتخابي لعام 1858. فبعد أن تبادل المرشحان بعض الرسائل الفورية، اتفقا على القواعد التي ستجري بموجبها المناظرات السبع التي كان مقرراً أن تجري بينهما، وكان شرط لينكولن الوحيد هو أن يكون التعامل بينهما بالمثل وعلى قدم المساواة، ولم يكن هناك حديث عن التفتيش على الأقلام والأوراق. \r\n إن أميركا تواجه الآن -كما كانت تواجه في ذلك العام (1858)- عدداً من التحديات الخطيرة منها: كيف نحمي أنفسنا من الإرهاب؟ وكيف نعلِّم أطفالنا بحيث يكونون قادرين على المنافسة في الاقتصاد العولمي؟ وكيف يمكننا التعامل مع مشكلة العمالة الشائخة لدينا من جيل الآباء الذين يستحقون شروط تقاعد أفضل، كما يستحقون عناية صحية أرقى؟ \r\n هذه التحديات تتطلب حلولاً حقيقية، تحتاج الولاياتالمتحدة حتى تتوصل إليها، إلى إجراء مناقشة جوهرية تدور حول المستقبل. ولكن المشكلة تكمن في أن نظامنا الحالي لا يوفر مثل هذه المناقشة إذ كل ما نراه على شاشة تلفزيوناتنا فقرات إعلانية تقاطع المناظرة، ومستشارين تخصصوا في تدمير الخصوم، وتغطية إعلامية إخبارية ضيقة وسلبية وقصيرة التركيز إلى درجة أن أية فكرة جدية يتم طرحها لا تحصل على ما تستحقه من اهتمام. \r\n من المهم أن تكون حملة 2008 الانتخابية مختلفة عما سبقها، لأن الشعب الأميركي يستحق حواراً حقيقياً وأصيلاً، يبرِز فيه كل مرشح من المرشحين للرئاسة -بعد منحه الوقت الكافي الذي يمكن أن يُجمل فيه رؤيته- الطريقة التي سيتبعها من أجل حل المشكلات، والتصدي للتحديات، التي تواجه الأمة، واستثمار الفرصة المتاحة، مع تزويد الناخبين بخيارات واضحة عن المستقبل. ففي هذه الحالة، وفيها فقط، سيمكن انتخاب الرئيس القادم للولايات المتحدة -\"ديمقراطياً\" كان أم \"جمهورياً\"- بحيث يكون مزوداً بالتأييد السياسي الكافي الذي يمكنه من السير بالبلاد قدماً إلى الأمام. \r\n لنستحضر روح مناظرات لنكولن- دوجلاس، ونستخدم تحدي \"تسع مناظرات لمدة 90 دقيقة لتسعة أسابيع\"، ونجعل المرشحين يلتزمون -حسب شروط هذا التحدي- بالالتقاء مرة واحدة في الأسبوع، وليكن ذلك ليلة الأحد، على أن يبدأ بعد عيد العمال 2008. \r\n ولندعِ المرشحين أيضاً يختارون الموضوعات بأنفسهم.. ونمنحهم الوقت اللازم كي يجيبوا على الأسئلة المطروحة عليهم بالتفصيل المطلوب. ولنجعل المناظرات غير مقيدة بشكل صارم، ولنحرص على أن يكون محور تركيزها هو الموضوعات التي تهم الجمهور في الوقت الذي تجرى فيه المناظرات، كالتهديدات التي يمثلها التطرف الإسلاموي الراديكالي، أو التحديات المتعلقة بتأمين حدودنا ضد تيار الهجرة غير الشرعية، وغير ذلك من الموضوعات التي يتوقع الشعب الأميركي من رئيسه -أو رئيسته- المقبل أن يجد لها حلولاً.. وذلك بدلاً من التركيز علي المحاربين القدامى الذين شاركوا في سرية \"سوفت بوتس\" إبان الحرب الفيتنامية، كما كان الحال بالنسبة للمرشح \"الديمقراطي\" لانتخابات الرئاسة السابقة \"جون كيري\".. أو التركيز على أوراق الخدمة في الحرس الوطني كما كان الحال مع بوش، مع الاقتصار فقط على الموضوعات الحقيقية التي تهم مستقبل بلادنا. \r\n \r\n نيويت جينجريتش \r\n الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n