\r\n فقد أصدر كل من وزير الدفاع روبرت غيتس، وقائد قوات حلف \"ناتو\" في أفغانستان، الجنرال دان ماكنيل، تكذيبات غير معتادة، لتقارير صحفية نقلت عن \"مسئولين كبار\" أن إيران تورد أسلحة لطالبان. \r\n \r\n ويذكر أن هذه المزاعم هي جزء من حملة أوسع يقودها مسئولون موالون لنائب الرئيس ديك تشيني، لتصوير إيران على أنها تدعم المتمردين السنيين العراقيين، بما فيهم \"القاعدة\"، لهزم الولاياتالمتحدة في كل من العراق وأفغانستان. \r\n \r\n وشملت الحملة تقارير صحفية في وسائل مختلفة، منها \"ذي غارديان\" التي نشرت في 22 مايو مقالة توقع فيها مسئول أمريكي، لم تحدد هويته، هجمات موجهة من إيران في الصيف القادم في العراق، وربط تنظيم \"القاعدة\" والمتمردين السنيين بميليشيات شيعية حليفة لطهران. \r\n \r\n وتضمنت المقالة، شأنها شأن تقارير صحفية أخرى بثتها \"سى إن إن\" في 30 مايو وواشنطن بوست في 3 يونيو و\"ا بى سى نيوز\" في 6 يونيو، تضمنت تأكيدات نسبتها إما ل \"مسئول أمريكي\" غير مسمى أو ل \"مسئول كبير في التحالف\"، تقول أن إيران تتبع سياسة متعمدة لدعم حملة طالبان ضد القوات الأمريكية والبريطانية والتابعة لحلف شمال الأطلسي. \r\n \r\n وكانت أقوى رواية تلك التي نسبت \"ا بى سى\" فيها ل \"مسئولين في حلف شمال الأطلسي\" قولهم أنهم أمسكوا بأيادى إيرانية \"متلبسة\" في شحنة أسلحة ثقيلة ومتفجرات \"سى4\" وقنابل جانب الطرق، مخصصة لطالبان لاستخدامها ضد قوات \"ناتو\". \r\n \r\n وعوضا عن تقديم الدليل على \"التلبس\" الايرانى، أشار التقرير إلى تحليل يقتصر على ذكر وقف أربعة عربات في أفغانستان، قادمة من إيران، محملة بأسلحة وذخائر من أصل ايرانى. \r\n \r\n فنفى غيتس وماكنيل بصورة قاطعة أوائل الشهر أن يكون هنالك أي دليل يربط السلطات الإيرانية بتلك الأسلحة. وصرح غيتس للصحفيين \"ليست لدينا أي معلومات عما إذا كانت حكومة إيران تؤيد ذلك أو هي وراء ذلك، ولا إذا كانت عملية تهريب وما الذي ورائها بالتحديد\". وقال أن \"بعض\" هذه الأسلحة ربما كانت مرسلة لمهربي المخدرات في أفغانستان. \r\n \r\n وبدوره نوه قائد قوات \"ناتو\" في أفغانستان الجنرال ماكنيل بأن تهريب الأسلحة من إيران يتم بموجب مصالح خاصة. وأوضح في حديث لجيم لونى من وكالة \"رويترز\"، \"إذا قلت أن هناك أسلحة موردة من إيران فيتضمن ذلك أن هناك جهة أكثر رسمية متورطة في إحضارها هنا... وهذا ليس رأيي على الإطلاق\". \r\n \r\n من الواضح أن غيتس وماكنيل على دراية بالصلة بين دخول الأسلحة إلى أفغانستان من إيران وبين تدفق المخدرات من أفغانستان إلى إيران. \r\n \r\n فمن المعروف أن كبار تجار المخدرات الأفغان يمتلكون أموالا طائلة واستطاعوا التغلغل خلال الحدود الطويلة بين البلدين، وأنهم متورطين في شراء السلاح من إيران لأنفسهم ولطالبان التي تحمى طرق نقل المخدرات. \r\n \r\n تتناقض تلك المعلومات المنسوبة لمصادر مجهولة مضافا إليها تكذيبات وزير الدفاع وقائد القوات في أفغانستان تماما مع ادعاءات الحكومة الأمريكية بأن إيران زودت ميلشيات شيعية في العراق بأسلحة في يناير وفبراير الماضيين. \r\n \r\n فقد وجه الرئيس جورج بوش نفسه وكذلك وزارة الخارجية وقيادة القوات في بغداد، مثل هذه الاتهامات التي لم تقدم أية أدلة عليها. \r\n \r\n ويوحي واقع أن \"المسئولين الكبار\" الذين تنسب وسائل الإعلام لهم مثل هذه الاتهامات ليسوا على استعداد للكشف عن هويتهم في وقت نفاها غيتس وماكنيل، يوحى بوجود مساعي من قبل ديك تشيني وحلفاؤه للتحايل على السياسة الرسمية بترويج روايات قائلة بأن هناك حملة إيرانية في المنطقة كلها ضد القوات الأمريكية فيها. \r\n \r\n من الجلى أن جماعة تشينى تروج لمبدأ أن مجرد وجود اتصالات بين المخابرات الإيرانية وقادة طالبان مضافا إليه وجود أسلحة من أصل ايرانى، يكفى لاستنتاج أن إيران قد غيرت سياستها (المعادية) تجاه طالبان. \r\n \r\n ويذكر مثل هذا القول بتأكيدات تشينى وغيره من المحافظين الجدد طيلة 2002 للتهيئة للحرب على العراق، حيث شددوا على أن أي اتصال بين أي مسئول أيا كان في الحكومة العراقية مع أي جهة أيا كانت في \"القاعدة\"، هي دليل كافي على تأييد إرهاب \"القاعدة\". \r\n \r\n (*غاريث بورتر، مؤرخ ومحلل سياسة الأمن القومي وكاتب، وآخر مؤلفاته: \"Perils of Dominance: Imbalance of Power and the Road to War in Vietnam\". (آي بي إس / 2007)