\r\n \r\n \r\n وفي هذا الإطار، قال \"جيتس\":(لقد قررت أن بلدنا وجنودنا والجنرال \"باس\" نفسه لن يستفيدوا، في هذه المرحلة من تاريخنا، من انقسام بشأن اختيار القائد المقبل لهيئة الأركان المشتركة). وكان وزير الدفاع وحيداً حين إعلانه عن هذا القرار في البنتاجون، حيث وصف بنبرة حزينة كيف أنه كان يعتزم ترشيح الجنرال \"باس\" لولاية ثانية (من سنتين) على رأس هيئة الأركان المشتركة، قبل أن يغير رأيه خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد التشاور مع كبار أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين. \r\n \r\n وأعلن \"جيتس\" أنه سيوصي بأن يعينَ الرئيسُ بوش الأميرال \"مايكل مولن\"، قائد العمليات البحرية، ليكون القائد المقبل لهيئة الأركان المشتركة، والذي أشاد بمناقبه ووصفه بأنه رجل صاحب \"رؤية، وبعد نظر استراتيجي، وتجربة، وإخلاص\". \r\n \r\n يذكر أن الجنرال \"بيس\" تقلد خلال فترة ستة أعوام أعلى المناصب في الجيش؛ حيث شغل منصب نائب قائد هيئة الأركان لأربع سنوات، قبل أن يصبح أول عسكري من \"المارينز\" يتولى رئاسة هيئة الأركان المشتركة. وكان الجنرال \"باس\"، البالغ 61 عاما، قد أعرب عن رغبته في أن تتم إعادة تعيينه، وقال مقربون منه إنه أصيب بإحباط كبير بعد الإعلان. وعندما تنتهي ولايته نهاية سبتمبر المقبل، سيصبح القائد الذي يمضي أقل فترة على رأس هيئة الأركان منذ الجنرال \"ماكسويل تايلور\" خلال الأيام الأولى من حرب فيتنام عام 1964. \r\n \r\n بموجب القانون، يعد قائد هيئة الأركان المشتركة أعلى قائد في القوات المسلحة وكبير المستشارين العسكريين بالنسبة للرئيس ووزير الدفاع ومجلس الأمن القومي. وبهذه الصفة، فهو لا يتولى إدارة القوات الأميركية في الحرب، وإنما يلعب دوراً مركزياً في وضع الاستراتيجيات والسياسات والتواصل بين الزعامة السياسية والقادة العسكريين في الميدان. \r\n \r\n والحال أن سمعة الجنرال \"بيس\" أصبحت مرتبطة في الأذهان بالغزو الأميركي لأفغانستان والعراق والحصيلة الثقيلة التي كبّدتها أعمالُ محاربة التمرد للقوات الأميركية. وعلاوة على ذلك، لا يخفي بعض كبار الضباط استياءهم من الجنرال \"بيس\" الذين يرون أنه شديد الولاء للزعامة السياسية، ولاسيما وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، ولا يولي انتباها كافياً لآثار تمديد الحرب على الجيش والمارينز والحرس الوطني وعناصر الاحتياط. \r\n \r\n ولئن كان من المعروف عن الرئيس بوش إخلاصه لأعضاء مجلسه الأعلى، ومنهم الجنرالات الذين أدوا الخدمة في العراق وأفغانستان؛ فإنه كان سيواجه في وقت سابق من هذا العام خطر معركة تثبيت الجنرال \"جورج كيسي\"، القائد الأميركي الأعلى في العراق، ليصبح قائد أركان الجيش. أما في حالة الجنرال \"باس\"، فقد وافق بوش \r\n \r\n \"بعد تردد\" على عدم إعادة تعيين \"بيس\"، رغم أن الرئيس يكنُّ \"تقديراً كبيراً للجنرال بيس\"، على حد تعبير \"دانا بيرينو\"، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض؛ حيث قال بوش في بيان مكتوب: \"لقد كنت أعتمد على آرائه العسكرية السديدة، وأقدِّر صراحته وإخلاصه وصداقته\". \r\n \r\n خلال الإعلان، أكد \"جيتس\" على ضرورة ألا يُنظر إلى القرار باعتباره انتقاداً لأداء الجنرال \"بيس\"، الذي وصفه بأنه \"مميز جداً\"، مضيفاً أنه لا ينبغي النظر إليه أيضاً باعتباره اعترافاً بأن التراجع في دعم الكونجرس للحرب، بدأ يمتد ليشمل \"الجمهوريين\" أنفسهم. بالمقابل، أوضح وزير الدفاع أنه خلص بعد المباحثات التي أجراها مع مشرعين كبار من الحزبين إلى أن \"التركيز في عملية تثبيت باس في المنصب كان سينصب على الماضي، بدلاً من المستقبل\"، وأن \"ثمة احتمالات حقيقية كي تكون العملية مثار خلاف\". \r\n \r\n وبالرغم من أن \"جيتس\" اعترف بأن كلا من \"الديمقراطيين\" و\"الجمهوريين\" حذروا من جلسة استماع قوية ومحتدمة لتثبيت الجنرال\"بيس\" في المنصب، فإن التصريحات الرسمية لكبار المشرعين \"الجمهوريين\" كانت جياشة بالعواطف؛ حيث قال السيناتور \"جون وورنار\" عن ولاية فيرجينيا، والعضو \"الجمهوري\" في لجنة القوات المسلحة: \"لقد خدم بيتر بيس بلده وسلاح البحرية بإخلاص وتميز كبيرين\". وبالمقابل، اعترف السيناتور \"كارل ليفين\"، \"الديمقراطي\" عن ولاية ميتشجن الذي يرأس لجنة القوات المسلحة، يوم الجمعة الماضي بأنه حذر من منح الجنرال \"بيس\" ولاية ثانية لقيادة هيئة الأركان المشتركة. وفي هذا الإطار، يقول \"ليفين\" نزولاً عند طلب الوزير \"جيتس\"، طلبت آراءَ شريحةٍ واسعة من أعضاء مجلس الشيوخ، فوجدت أن آراء الكثيرين مطابقة لرأيي الشخصي، أي أن جلسة استماع مخصصة لإعادة تعيين الجنرال \"بيس\" ستصبح في حال انعقادها، نقاشاً ينظر إلى الخلف ويركز على السنوات الأربع الماضية\". \r\n \r\n من جهة أخرى، قال الوزير \"جيتس\" في ما يبدو تطلعاً للمستقبل إن الأميرال \"مولن\" معروف بترفعه عن خدمة المصلحة الضيقة لقطاع معين من القوات المسلحة الأميركية دون آخر. وبتركيزه على الطريقة المثلى التي يمكن أن تدعم بها جميع القوات المسلحة بعضها بعضا. وأضاف أن الأميرال \"مولن\" أخبر المستشار العسكري ل\"جيتس\" أن أولى أولوياته، حتى كقائد للعمليات البحرية، تتمثل في مساعدة الجيش على النهوض بعبء القتال في العراق وأفغانستان. \r\n \r\n \r\n توم شانكر \r\n \r\n محرر الشؤون الخارجية في \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n \r\n