\r\n تم التخلي عن هذه الممارسة البدائية في المكسيك في عام 2000 لكنها لا تزال موجودة بشكل كبير في البنك الدولي وهو المؤسسة التي تعظ وغالبا ما تحاول ان تفرض الحكم الصالح والشفافية والنزاهة على البلدان الفقيرة. فعلى غرار اسلافه فقد تم تنصيب رئيس البنك الدولي بول وولفويتز باشارة اصبع او ديدازو من الرئيس الاميركي على الرغم من ان البنك ليس جزءا من الحكومة الاميركية وعلى الرغم من ان 84% من حصص البنك تمتلكها بلدان اخرى. بالطبع فان مجلس ادارة البنك لديه عملية رسمية يتم فيها دراسة المرشحين ومحاوراتهم ومناقشتهم بشكل مطول. غير ان العملية شكلية تماما مثلما كانت عليه الانتخابات المكسيكية. حيث تقتصر مجموعة المرشحين في العادة على اصدقاء الرئيس الاميركي او اعضاء دائرته الضيقة. ولا يكون على الاجانب التقدم بطلبات الترشيح. \r\n وهذا الحصر او القصر الاخير ناتج عن اتفاق غير رسمي قديم بين الولاياتالمتحدة واوروبا بمقتضاه تعين الولاياتالمتحدة اميركيا لادارة البنك الدولي بينما تعين اوروبا اوروبيا لادارة صندوق النقد الدولي.. يفعل الاميركيون والاوروبيون ذلك بنجاح على مدى 63 سنة وقد يقومون بعمل ذلك مجددا حال مغادرة وولفويتز جراء الفضيحة الحالية الخاصة به المتعلقة بمعالجته لصراع مصالح بشأن الدفع وترقية صديقته شها علي رضا الموظفة القديمة في البنك. \r\n من المحتمل ان تتم عملية اختيار خليفة لوولفويتز بشكل اعتباطي وسري وبدائي كالعادة. وهذا امر بالغ السوء. \r\n في عالم مثالي يجب على حملة اسهم البنك ان يصرون على طريقة تنافسية وعادلة لاختيار الخليفة.. وحتى تتم الاستفادة من خطابنا السياسي بشأن محاربة الفقر في العالم فان علينا ان نبدأ اولا في ايجاد رئيس للبنك الدولي يكون قد حقق نجاحا اقتصاديا حقيقيا في بلد فقير.. ولا يفتقر العالم للزعماء الاكفاء والمدربين بشكل جيد والمتمرسين. فهناك الكثير من هؤلاء لكن مشكلتهم هي انهم ليسوا اميركيين. \r\n خذ على سبيل المثال كمال درويش في تركيا. فخلال مهمة سابقة في البنك اثبت انه مدير بالغ الكفاءة في عملية اعادة البناء الاقتصادي في البوسنة. وفيما بعد وبوصفه وزيرا للاقتصاد التركي كان مهندس الاصلاحات الصعبة التي جنبت وقوع انهيار مالي هناك. وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد. \r\n او خذ ارنيستو زيديلو الرئيس السابق للمكسيك الذي لم يتعاط بمهارة مع الازمة الاقتصادية في الدولة في 1994 بل ايضا قضى على الديدازو. وهو حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد من يالي وله خبرة وزارية وله سجل حافل في ادارة تغيير واسع النطاق. \r\n مرشح جذاب اخر يمكن ان يكون تريفور مانويل وزير المالية الذي يخدم منذ فترة طويلة وصاحب التقدير الكبير في جنوب افريقيا. فهو لن يأتي فقط بخبرة قيمة بشأن تحديات التنمية الاقتصادية في افريقيا بل ايضا انه سياسي ماهر دخل السجن لسنوات بسبب نشاطه المعارض لسياسة الفصل العنصري في بلده. \r\n كما ان هناك مونتيك سينغ اهلواليا الاقتصادي الهندي المتدرب في اكسفورد الذين شغل عددا من المناصب المهمة في الحكومة الهندية. وقد كان المدير المؤسس لوحدة صندوق النقد الدولي المستقلة المسئولة عن تطوير عمل الصندوق. ويمكن ان يأتي بخبرة مفيدة اكتسبها من السياسة التي تمتع بها اكبر ديمقراطية في العالم. \r\n وهناك ليزيك بالسيرويتش نائب رئيس الوزراء ووزير المالية السابق في بولندا والذي عمل ايضا محافظا للبنك المركزي البولندي. حيث اصبح اسطورة في التسعينات لرعايته الاصلاحات التي عالجت التضخم وخلقت اجواء سمحت لبولندا بان تتمتع بنوع من اسرع معدلات النمو بين كل دول ما بعد الشيوعية. وعلى غرار الاخرين المشار اليهم انفا فان بالسيرويتش ليس مجرد تكنوقراط بل انه سياسي متمرس حيث بدا بوصفه عضوا في الحزب الشيوعي قبل ان يتم طرده بسبب انحيازه الى حركة تضامن. \r\n واذا كنت تريد ثورة اكبر فلا تعين فقط اول اجنبي رئيسا للبنك الدولي بل ايضا اختار اول امرأة. واحدى افضل المرشحات يمكن ان تكون ربيكا غرينسبان. فهي نائب لرئيس كوستاريكا السابق حيث قادت برامج كبيرة في التنمية الاجتماعية ونسقت الانشطة الاجتماعية والاقتصادية بين الوزارات. وهي تعمل الان رئيسة لبرنامج الاممالمتحدة للتنمية في اميركا اللاتينية. \r\n بالطبع فان هؤلاء المرشحين يفتقدون لمطلب رئيسي واحد هو جواز سفر اميركي. ومن ثم فان لا احد منهم مؤهل للعمل والدفاع عن الفقراء بالرغم من اهليتهم ذلك بخلاف اي صانع سياسة اميركي مهما كان حاله. والمؤكد انه يجب على واشنطن ان تختار مرشحا يكون على الاقل جيدا مثل المرشحين المشار اليهم سابقا. ومع ذلك فحتى الان فان الاجنبي الوحيد الذين يبدو بشكل حقيقي في السباق هو ذلك الرجل الذي ينظر اليه في انحاء العالم على انه اميركي فخري وهو توني بلير. \r\n \r\n مويسيس نيم \r\n رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي ماغازين, عمل وزيرا للتجارة والصناعة في فنزويلا, كما عمل مديرا تنفيذيا للبنك الدولي في مطلع التسعينات \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص ب(الوطن)