انبعثت أنغولا من رماد نحو نصف قرن من الحروب بدأت بحرب الاستقلال عن البرتغال (1961-1974) واستمرت بالحرب الأهلية (1975-2002) وخلفت مليون قتيلا وأربعة ملايين من اللاجئين والنازحين. \r\n \r\n وفى خطوة إضافية لدعم تقدمها، تنظر أنغولا، وتعدادها الحالة 16 مليون نسمة، تجاه توليد الطاقة النووية رغم كونها ثاني أكبر منتج النفط في القارة الإفريقية بعد نيجيريا. في هذا الاتجاه، نقلت وسائل الإعلام البرتغالية عن وزير العلوم والتكنولوجيا الأنغولى، جواو باتسيتا نغانداجينا، قوله أن بلاده تعتمد على الصين في تطلعاتها النووية هذه. \r\n \r\n وقال أن أنغولا، رغم كونها واحدة من كبرى مصدري النفط في العالم، تواجه صعوبات في إنتاج الطاقة، \"فلماذا إذن لا تبدأ في النظر في مشروعات تساعدها على توليد طاقة ذرية في المستقبل\". ويعمل البرلمان الأنغولى حاليا في إعداد قانون للطاقة النووية. وأعلنت حكومة الرئيس خوسيه ادواردو دوس سانتوس، أن الأولوية سوف تنصب في البداية على أنشطة البحوث والتأهيل. \r\n \r\n وشرح الوزير أن هذا القانون الجديد سوف يحدد كل ما يتعلق بشراء وتقل واستخدام المعدات النووية وذلك التخزين (المواد المشعة) في البلاد. كما كشف أنه تم التعرف بالفعل على مناجم مواد معدنية مشعة، وان كان اعتذر عن تحديد مواقعها. \r\n \r\n في هذا الصدد، صرح خبير الطاقة الذرية أنطونيو كوستا اى سليفا، لمجلة \"اكسبريسو\" البرتغالية، أن مناجم اليورانيوم الهامة في انغولا أثارت اهتمام الصين، التي تستعد لتبادله مقابل \"تأهيل الأطر (الانغولية) وإقامة محطة أو محطتين للطاقة الذرية\". \r\n \r\n وفى حديث ل \"آي بى اس\"، قال اوجينيو كوستا المييدا، الدكتور الانغولى في العلوم الاجتماعية والسياسية بجامعة لشبونة، وأحد أبرز الخبراء العالميين في شئون إفريقيا، وهو المقيم في البرتغال، قال أن كافة الدلائل تشير على أن أنغولا سوف تصبح قريبا قوة إقليمية هامة. \r\n \r\n وعلى سؤال عما إذا كان من شأن التواجد الصيني المتزايد في أنغولا أن يؤثر على مصالح دول أخرى فيها، كالبرتغال والبرازيل مثلا، أجاب الخبير أن ذلك \"لن يحدث بالضرورة، بل وأعتقد أنه لن يحدث، لأن الصين تتمتع برؤية واسعة في علاقاتها ولا تسعى إلى إنحاء منافسيها\". \r\n \r\n وأضاف أن \"الصين بئر بلا قاع في مجال بحثها واستيعابها للمزيد من المعرفة والمعلومات التي تقوى دورها في النظام العالمي الراهن\". وشرح أن أنغولا \"الراغبة في توثيق قدرتها واستقلاليتها الإقليمية، لا تستبعد أي مساعدة، أيا كان مصدرها، شريطة أن لا تتعارض مع مصالحها\". \r\n \r\n ثم أبرز الخبير الدولي اهتمام أنغولا بعلاقاتها مع البرتغال والبرازيل، وهى الدولة الأمريكية اللاتينية التي تعتبرها شريكا اقتصاديا هاما، فضلا عن اللغة والثقافة المشتركة بينهما. وأضاف أن \"علاقات أنغولا بالبرتغال والبرازيل تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للصين التي تسعى إلى تقويتها\". (آي بي إس / 2007)