\r\n \r\n \r\n \r\n وهذه القافلة، وهي جزء من \"فريق إعادة التعمير الإقليمي الكندي\"، الذي يتخذ من مدينة قندهار القريبة قاعدة له لم تمكث في القرية أكثر من 20 دقيقة، قبل أن تتحرك إلى القرية التالية. وعندما تتحرك تلك القوافل المصحوبة بالمدرعات من القرى، فإنها تترك تلك القرى تحت حماية رجال الشرطة الأفغان، الذين يقول \"بير محمد\" إنهم خائفون على حياتهم ولا يجرؤون على الخروج من مكاتبهم. \r\n في أعقاب عملية \"ميدوزا\" التي وقعت الصيف الماضي، والتي لقي فيها المئات من المتمردين مصرعهم في القتال الذي دار حول مدينة قندهار، راود الأمل المسؤولين العسكريين ل\"الناتو\" في أن يتمكن رجال الإغاثة من ملء الفراغ، ولكن ذلك لم يحدث أبداً. فبعد عام على انتهاء تلك العملية، فإن أربع من المقاطعات الجنوبية الأفغانية، لا تزال مغلقة أمام عمال الإغاثة الذين لا يستطيعون التعامل والتداخل مع السكان المحليين، وهم يرتدون دروعاً تحمي أجسادهم، ويأتون إلى القرى وهم يستقلون سيارات \"همفي\". \r\n وكان قادة \"الناتو\" قد اعترفوا بأنه ليس ثمة حل عسكري للصراع في جنوبأفغانستان، وأن المطلوب بدلاً من ذلك هو تحسين الأداء الحكومي وتسريع عمليات إعادة الإعمار. لذلك حرصت حكومتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا على زيادة المساعدات المقدمة لمحافظات الجنوب الأفغاني المضطربة، كما عملت وزارة إعادة الإعمار والتنمية الريفية على توسيع مكاتبها في قندهار. \r\n على الرغم من تلك الجهود لازالت مسألة العثور على وكالات أفغانية للعمل في مجال الإغاثة لديها الرغبة في العمل في المشروعات التي تتم إقامتها في المناطق النائية بالمقاطعات الأفغانية الجنوبية تمثل مشكلة عويصة، خصوصاً في تلك المناطق التي تزورها القوات الدولية للتفتيش على أعمال الإغاثة مثل مشروع تطهير قناة للري في قرية \"نايكي كاز\". \r\n يعلق \"عبد السلام صديقي\" نائب مدير \"الجمعية التطوعية لإعادة تأهيل أفغانستان\" (فارا) على ذلك بقوله: \"المشكلة تكمن في أن جنود الناتو عندما يأتون لتفقد مشروعات الإغاثة، فإنهم يأتون مصحوبين بالدبابات والأسلحة وهو ما يؤثر على موظفينا تأثيراً سيئاً\". \r\n ويقول السيد صديقي إن وكالته قد قلصت بشكل مطرد من أنشطتها على مدار العامين الماضيين، وإنها أصبحت تعمل فقط في عواصم المحافظات الجنوبية، وليس في القرى أو المدن الصغيرة فيها. \r\n يُشار إلى أن توصيل المساعدات إلى المناطق النائية قد أصبح مستحيلاً، وأن ثمانية من أعضاء تلك الجمعية قد لقوا مصرعهم منذ عام 2002. وأضاف صديقي: \"إننا نواجه العديد من المشكلات حيث قبض رجال طالبان على مهندسينا كما استولوا على سياراتنا\". \r\n وأشار إلى أنه عندما كانت \"طالبان\" تحكم البلاد، فإن جمعيته كانت قادرة على العمل في مختلف أنحاء البلاد، أما الآن وبعد أن غدا من غير المعروف على وجه التحديد من الذي يسيطر على القرى، فإن قدرتها على العمل قد أصبحت أقل. \r\n ولتوضيح الأمر أكثر يقول صديقي: \"إن رجال طالبان يعمدون لقتل المسؤولين في بعض الأماكن... وفي أماكن أخرى لا يجد هؤلاء المسؤولون من وسيلة أمامهم سوى التواطؤ مع رجال طالبان حتى ينجوا من القتل وهو ما يجعلهم بالتالي غير قادرين على ضمان الحماية للقرويين\". \r\n يذكر أن \"مشروع التضامن الوطني\" وهو المشروع الرئيسي للحكومة والذي يسمح للمجتمعات المحلية بتحديد من الذي ينفق الأموال لم يتخذ سوى خطوات تمهيدية في \"هلمند\" ولا يعمل سوى على نطاق محدود في \"أروزجان\". \r\n ويقول \"محمد طارق حشمتي\" رئيس مشروع التضامن الوطني فرع قندهار: \"إن عدم توافر الأمن يمثل تهديداً واضحاً. وفي بعض المحافظات مثل \"زابول\" و\"أروزجان\" فإنه من الصعب للغاية إيجاد شركاء محليين لإنجاز العمل. والمشكلة الأمنية لا تقتصر على المناطق المضطربة في أفغانستان فقط، فالحقيقة أن منظمات الإغاثة تجد نفسها وقد وقعت بين الأطراف المتحاربة أو أصبحت فريسة لهجمات إجرامية. \r\n وفي تقرير صدر الشهر الماضي حذر الجهاز التنسيقي لوكالات الإغاثة العاملة في أفغانستان من أن الأهداف السياسية للمانحين تؤثر بالسلب على عملية تسليم المساعدات. ويذكر في هذا السياق أيضاً أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تعتبر حتى الآن أكبر الوكالات المانحة في الولاياتالمتحدة، حيث تخصص نصف مساعداتها للأقاليم الجنوبية المضطربة في أفغانستان، كما يقول التقرير المشار إليه. وذكر التقرير بعض كميات المساعدات (غير المتوازنة) التي يتم توزيعها على المحافظات المنتجة للأفيون أو التي تفتقر إلى الأمن. \r\n وفي الحقيقة أن ذلك النهج غير المتوازن في توزيع المساعدات، يتجاهل احتياجات التنمية الضخمة في المناطق المستقرة نسبياً، كما يؤدي إلى خلق حوافز عكسية بحيث يجعل تلك المحافظات غير راغبة في إحلال الأمن بها أو اجتذاب الموارد. \r\n وكميات المساعدات غير المتوازنة لها تأثيرات ملحوظة على جهود الإغاثة... فخلال العام الماضي أدى ذلك على سبيل المثال إلى تدهور الأمن في المقاطعات الواقعة في الغرب والشمال، وهي مناطق كانت توصف بأنها مناطق آمنة بواسطة المجتمع الدولي. \r\n فقد لوحظ أن عدد الهجمات التي وقعت في المقاطعات الواقعة في الشمال والغرب خلال الربع الأول من هذا العام، كانت أكبر من الهجمات التي تعرضت لها المقاطعات الواقعة في الجنوب، وهي هجمات معظمها ذو طبيعة إجرامية وفقاً للإحصائيات الصادرة من المنظمات الأمنية الأفغانية غير الحكومية. علاوة على ذلك امتدت الاضطرابات والصراعات حتى غدت قريبة للغاية من العاصمة كابول نفسها حيث توجد المقار الرئيسية لمعظم منظمات الإغاثة الدولية. وفي هذا الإطار شهد الشهر الماضي اندلاع صراعات بين مقاتلين يعتقد أنهم من \"طالبان\" وجنود من الحكومة في مقاطعة \"شينداد\" في \"هيرات الغربية\" وفي \"كابيسا\" التي تقع على بُعد 75 ميلاً فقط من العاصمة كابول. \r\n \r\n راشيل موراجي \r\n مراسلة \"كريستيان ساينس مونيتور\" في قندهار - أفغانستان \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n \r\n