\r\n \r\n \r\n \r\n وقد تحدث \"براون\" في يوم تميز بظهور مدروس بعناية للرجلين اللذين سلكا مسارين مختلفين؛ \"براون\" يتجه نحو تأمين السلطة، و\"بلير\" يتجه نحو التخلي عنها -حيث أعلن بلير الخميس الماضي عن اعتزامه التنحي عن السلطة في السابع والعشرين من يونيو المقبل؛ وشرع الجمعة الماضي في ما يبدو أنها المرحلة الأولى من جولة وداع طويلة، في حين بدأ \"براون\"، وزير المالية، حملة مكثفة مماثلة لإقناع البريطانيين بمؤهلاته كرئيس للوزراء. \r\n \r\n وفي هذا الإطار، قال \"براون\": \"لقد قاد توني بلير بلادنا طيلة عشر سنوات بتميز وشجاعة وعشق وفهم؛ وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، ستتمثل مهمتي في إثبات أنني أتوفر على الأفكار الجديدة، والرؤية، والتجربة لكسب ثقة الشعب البريطاني\"، مضيفاً \"اليوم، ثمة أولويات جديدة؛ ولذلك، فإنني أعرض زعامة جديدة لهذا العهد الجديد\". \r\n \r\n وقال \"براون\"، الذي كان يتحدث إلى أنصار شباب مبتهجين من \"العمال\" في لندن، أيضاً: \"بالنظر إلى تحدي الإرهاب الذي لم نشهد له مثيلاً من قبل، فإن الشعب البريطاني يريد منا أن نكون أقوياء بخصوص الأمن والدفاع، والنجاح ليس عسكرياً فحسب، وإنما أيضاً في فتح جبهة جديدة، والعمل إلى جانب حلفائنا للفوز في معركة القلوب والعقول في الداخل والخارج\". وبخصوص \"القاعدة\"، قال \"براون\": \"إذا لم نشن هجوماً ثقافياً وسياسياً وأيديولوجياً على هذا الشكل من أشكال التطرف، فإننا لن نتمكن من مساعدة المعتدلين\". \r\n \r\n اللافت أن \"براون\" عزف على وتر يختلف اختلافاً واضحاً عن الدعم الذي قدمه بلير للمغامرة الأميركية، حيث قال في معرض جوابه على أسئلة الصحافيين: \"أعترف بحدوث أخطاء\" في العراق، وذلك من دون أن يخوض في التفاصيل. وإذا كان \"براون\" قد ألمح إلى أن بريطانيا ستحتفظ بوجودها العسكري الحالي، فإنه أضاف قائلاً: \"أعتقد أن التركيز سيتغير خلال الأشهر القليلة المقبلة\"، مضيفاً \"علينا أن نركز أكثر على المصالحة السياسية في العراق... وعلينا أن نركز أكثر على التنمية الاقتصادية حتى يشعر شعب العراق بأن له مشاركة في مستقبل البلاد\". \r\n \r\n ومما يذكر هنا أن بريطانيا أعلنت مؤخراً عزمها تقليص قواتها الموجودة في العراق خلال الأشهر المقبلة ب1600 جندي إلى نحو 5500 جندي، وبخاصة جنوب العراق. غير أنها وعدت بالاحتفاظ بحامية عسكرية هناك إلى غاية 2008 على الأقل. \r\n \r\n تبدو حملة \"براون\" في طريقها إلى النجاح؛ حيث صدرت عن معظم أعضاء \"العمال\" الأقوياء الذين قد ينافسون \"براون\" على منصب رئاسة الوزراء إشاراتٌ تفيد بعدم استعدادهم للقيام بذلك. ويذكر هنا أن عضوين من التيار \"اليساري\" للحزب، كانا أعلنا في وقت سابق اعتزامهما منافسة \"براون\"، فشلا في التوصل إلى اتفاق بخصوص أيهما سيقوم بالمحاولة، وذلك بسبب الافتقار إلى دعم المشرعين \"العماليين\" على ما يبدو. \r\n \r\n وقد وعد \"براون\"، الذي تحدث بعد دقائق على دعم بلير العلني له، بإفساح المجال أمام محاسبة أكبر للحكومة واتخاذ تدابير جديدة للسماح للبرلمان بقول كلمته بخصوص المشاركة في إحدى الحروب أو عدمها؛ إذ قال: \"إن بريطانيا التي أؤمن بها هي بريطانيا العدل والفرص لجميع المواطنين البريطانيين -إذ ينبغي أن تكون لكل مواطن بريطاني فرصة للنمو، وأن تكون جميع الجاليات عادلة مع جميع المواطنين. فإذا عملت بجد وتفان، فإنك أفضل حالاً. وإذا ادخرت، فإنك تُكافأ على ذلك. وإذا التزمت بالقوانين، فسنقف إلى جانبك\". وأضاف \"ينبغي أن تكون الحكومة أكثر انفتاحاً وتخضع لمحاسبة أكبر من قبل البرلمان –بخصوص القرارات المتصلة بالسلام والحرب، والتعيينات الرسمية، على سبيل المثال\". \r\n \r\n وفي إشارة إلى نشأته وتربيته في \"كنيسة اسكتلندا\"، قال براون: \"كان والدِي قساً؛ وقد مثل والداي بالنسبة لي، وما زال إلهامهما يمثل بالنسبة لي، بوصلة أخلاقية. إنها البوصلة التي أرشدتني خلال كل مرحلة من مراحل حياتي. فقد علماني أهمية النزاهة والوقار، وأهمية التعامل مع الناس بعدل وإنصاف\". \r\n \r\n في وقت سابق من النهار، كان بلير قد التقى مع الرئيس العراقي جلال طلباني، الذي أشاد بمضيفه خلال مؤتمر صحفي قصير ووصفه بالزعيم العظيم، وهو ما يختلف مع آراء العديد من الخصوم البريطانيين الذين انتقدوا قرار بلير المشاركة في الغزو الأميركي للعراق عام 2003. ومن جانب آخر، تعهد بلير ببذل كل ما يستطيع من أجل التوصل إلى تسوية إسرائيلية- فلسطينية، قبل أن يسافر إلى باريس من أجل الالتقاء بالرئيس جاك شيراك والرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي. \r\n \r\n وإذا كانت علاقات بلير مع شيراك قد تميزت بالاضطراب، إذ كثيراً ما تصادما خلال السنوات الأخيرة بخصوص مواضيع كثيرة من العراق إلى المساعدات الزراعية لميزانية الاتحاد الأوروبي، فإنه أعرب عن ترحيبه بانتخاب \"ساركوزي\"؛ حيث هنأ الزعيم الفرنسي الجديد في شريط فيديو، وقال له باللغة الفرنسية إنه معجب به ويعتبره صديقاً. \r\n \r\n ولم يبخل \"بلير\" على \"براون\" بالثناء والمديح يوم الجمعة، حيث وضع جانباً سنوات من العلاقات المتوترة، وقال قبل مغادرته لندن: \"إنني مسرور للغاية لأمنح دعمي الكامل ل\"جوردون\" كزعيم مقبل لحزب \"العمال\" ورئيس للوزراء، ومؤازرته بشكل كامل\"، مضيفاً \"لقد أظهر، باعتباره ربما أكثر وزير للمالية نجاحاً في تاريخ بلادنا، أنه يتوفر على القوة والتجربة والحكم السليم ليكون رئيس وزراء عظيماً\". \r\n \r\n \r\n \r\n ألان كاول \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في لندن \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n