\r\n لا مراء في أن انتخابات 2008 قد بدأت أبكر مما كان متوقعاً، وأنها تستقطب الآن اهتماماً إعلامياً أكبر من الاهتمام الذي استقطبته الانتخابات الرئاسية السابقة في ذات الوقت. \r\n \r\n وهذه التغطية الإعلامية المبكرة، تغذي اهتمام المرشحين، كما تدفعهم وتدفع مديري تلك الحملات والعاملين فيها كذلك إلى اتخاذ القرارات. \r\n \r\n في الانتخابات الرئاسية السابقة، استقطبت حملة المرشح \"الديمقراطي\" هوارد دين بعض الاهتمام، واتسمت ببعض الإثارة في نفس الوقت تقريباً بيد أن تلك الإثارة تتضاءل بالمقارنة مع تلك التي خلقتها الحملة المبكرة لكل من \"باراك أوباما\" و\"هيلاري رودهام كلينتون\" و\"رودلف جولياني\" وكل منهم يتمتع بنجومية غير منكورة. \r\n \r\n علاوة على ذلك، نجد أن هناك أكثر من مرشح يشارك في السباق الانتخابي الرئاسي الحالي سواء من جانب الحزب \"الجمهوري\" أو من جانب الحزب \"الديمقراطي\" على عكس الانتخابات السابقة- في نفس الوقت تقريباً- حيث لم يكن بوش يواجه أي منافس جدي من الحزب \"الجمهوري\". \r\n \r\n يضاف إلى ذلك أن معظم أنشطة السباق الانتخابي الرئاسي السابق في نفس الفترة تقريباً كانت تدور وراء الكواليس، وذلك بسبب انشغال العاملين في حملة كل مرشح بجمع الأموال لتلك الحملات، وبحشد المؤسسات التابعة لكل حزب من الحزبين في ولايتي \"إيوا\" و\"نيوهمبشاير\" وببناء هيكل الحملة على المستوى الوطني. أما الآن فإن لا شيء يدور خلف الكواليس، فكل شيء يتم أمام كاميرات الإعلام، كما أن شبكات التلفزيون التي تعمل بنظام الكابل تغطي الآن هذا السباق كما لو كان قد دخل مرحلته الأخيرة والحاسمة بالفعل. ولا يقتصر الأمر على أجهزة الإعلام بل نجد \" البلوجرز\" أو المدونين قد دخلوا إلى الساحة، ويعلقون على كل تصريح يتفوه به أحد المرشحين، ووصل نفوذهم في هذا المضمار إلى حد أن ما يكتبونه يؤدي إلى التأثير في بعض فعاليات الحملات، والدليل على ذلك هو أن تلك الكتابات قد أدت إلى إلغاء المناظرة، التي كان مقرراً أن تجريها شبكة \"فوكس نيوز\" بين المرشحين \"الديمقراطيين\" في شهر أغسطس القادم في \"نيفادا\" بعد أن أعلن \"جون إدواردز\" الذي يتنافس على الحصول على ترشيح حزبه \"الديمقراطي\" أنه لن يشارك في تلك المناظرة في رسالة بالبريد الإليكتروني إلى صحيفة \"ديلي كوز\". \r\n \r\n ويقول بعض العاملين في الحملات إن الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه بالسباق الانتخابي، هو الذي دفع بعض الراغبين في الحصول على ترشيح حزبهم إلى الدخول في السباق في توقيت أبكر مما كان مخططاً. فعلى سبيل المثال لم يكن أحد يتوقع أن تقوم هيلاري كلينتون بإعلان ترشحها في شهر يناير، وأن تحشد برنامجها الانتخابي بكل هذا الزخم من الفعاليات منذ لحظة انطلاق تلك الحملة، لأنها هي وزوجها يعرفان أن قاطرة حملتها لو لم تبدأ الانطلاق على المسار الانتخابي فإن قاطرات المرشحين الآخرين ستفعل ذلك. \r\n \r\n ويُشار إلى أن الجزء الأكبر من التغطية الإعلامية، لا يركز على فرص المرشحين في الحصول على الأصوات الانتخابية، ولا على فاعلتيهم في المناصب التي كانوا يشغلونها، وإنما يركز كذلك على الصفات الشخصية، وعلى الحياة الخاصة للمرشحين وكذلك على تكتيك واستراتيجية كل حملة. والتغطية الإعلامية الكثيفة للسباق الانتخابي الرئاسي لا تعني أن معظم الأميركيين قد بدأوا يحزمون أمرهم بشأن المرشح الذي سيؤيدونه. فالأمر المرجح هو أن أعضاء اللجان الانتخابية الخاصة بكل حزب من الحزبين الرئيسيين المتواجدين في ولاية \"إيوا\" وفي ولاية\" نيوهمبشاير\" لن يختاروا مرشحيهم المفضلين قبل نهاية هذا العام أو ربما في الأسبوعين الأولين من يناير القادم. \r\n \r\n بيد أن هذا لا يمثل مع ذلك عزاء للمرشحين ومديري الحملات الانتخابية الذين كانوا كلهم يفضلون أن يبدأ السباق الانتخابي في فترة لاحقة ثم يسير بعد ذلك بخطوات أبطأ من الخطوات الحالية. \r\n \r\n ستيوارت روزينبيرج \r\n \r\n محرر وناشر \"تقرير روزينبيرج السياسي\"، وهو نشرة سياسية غير حزبية تصدر في واشنطن. \r\n \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز والواشنطن بوست\" \r\n \r\n