وأكد ماورو مييان، المتحدث باسم الهنود العائدين وعددهم 25، في حديث ل \"آي بى اس\" ، \"ليس هذا باحتجاج أو تصرف غير مشروع، فنحن نريد أن نعيش في أرضنا\". وأوضح أن \"الأمر يتعلق بالعودة إلى أرض مشتركة لهنود مابوتشى. فمنذ أن اغتصبوا شعبنا عاش الملاك في نعيم تحت حماية الملكية الخاصة\". \r\n \r\n ثم كرر المتحدث الأسئلة المكتوبة على لافتة كبيرة: \"هل الثلوج ملكية خاصة؟ هل الريح ملكية خاصة؟ هل النهر ملكية خاصة؟\". \r\n \r\n كما أكد غونثالو سانتشيث، مؤلف كتاب \"باتاغونيا، الأرض المباعة\"، في حديث ل \"آي بى اس\" أن مابوتشى أصحاب حقوق منذ ساعة الخلق\". \r\n \r\n منذ خمسة أعوام، أرغم هنود \"مابوتشى\"على النزوح عن قطعة الأرض المسماة \"سانتا روسا\"، ومساحتها 534 هكتارا وتقع في عزبة \"ليليكى\"، واحدة من العزب التي تملكها \"بينيتون\" في محافظة تشوبوت بإقليم باتاغونيا منذ أن اشترت شركة \"أراضى جنوب الأرجنتين\" في 1991. \r\n \r\n وأقامت \"بينيتون\" في العزبة، متحف \"ليليكى\" التذكاري المخصص لأهالي البلاد الأصليين في المنطقة وأبرز الرواد الذين حلوا بها. \r\n \r\n لكن \"مابوتشى\" رفضوا أن يكونوا مجرد \"غنيمة من غنائم حضارة تدمر كل ما هو مختلف عنها\"، وشددوا على حقهم في الأرض، وذكروا بأنها كانت لهم حتى قبل تأسيس \"أراضى جنوب الأرجنتين\" التي اشترتها \"بينيتون\". \r\n \r\n وكانت \"أراضى جنوب الأرجنتين\" قد تأسست في 1889 بعد تنازل حكومة البلاد عن مساحات من الأراضي لعشرة مواطنين بريطانيين، فتسلم كل منهم 90 ألف هكتارا، وتجاهل الجميع حقوق جماعات \"مابوتشى\" وجعلوا منهم أيادي عاملة في العزب الجديدة بما فيها \"ليليكى\". \r\n \r\n وبشرائها لشركة \"أراضى جنوب الأرجنتين\"، امتلكت \"بينيتون\" 970 ألف هكتارا فأصبحت أكبر مالك خاص للأراضي في الأرجنتين. \r\n \r\n بيد أنه في 2002، عاد \"مابوتشى\" اتيليو كورنيانكو، وروسا ناهويلكير وأولادهم إلى \"سانتا روسا. فاشتكت \"بينيتون\"، التي كانت تستخدم هذه الأرض لإعادة التحريج، فقامت الشرطة بطردهم بالعنف وهدمت سكنهم ودمرت مزروعاتهم وشردت ماشيتهم. \r\n \r\n ومنذ ذلك الحين، أجريت العشرات من المساعي التي توجت بسفر أتيليو وروسا إلى ايطاليا في 2004، بفضل أدولفو بيريث اسكيفيل، الحائز على جائزة نوبل للسلام (1980)، الذي نجح في تحديد مقابلة لهما مع لوتشانو بينيتون في روما، وعد بينيتون فيها بإيجاد حل للمشكلة. \r\n \r\n وبعد أشهر، عرض بينيتون على سلطات محافظة تشوبوت 500،7 هكتار من الأراضي في \"بييدرا بارادا\" على بعد 200 كم من عزبة \"ليليكى\"، وذلك لإطلاق أنشطة إنتاجية لعائلات \"مابوتشى\"، وهو ما قوبل بالرفض. \r\n \r\n فقالت باولا فاثكيث، بشركة الاستشارة الدولية بورسو ماستيلر المسئولة عن الاتصالات في \"أراضى جنوب الأرجنتين\"، أن سلطات تشوبوت رفضت قائلة أن هذه الأراضي غير منتجة، و\"صحيح أنه سوف يكون من الضروري إجراء استثمارات، لكنه يمكن تحريجها وتربية الخراف والماعز فيها\". \r\n \r\n \r\n فما كان من أتيليو وروسا إلا أن عادا بصحبة جماعة \"مابوتشى\". فعرض عليهم بينيتون تبرعات وقال متحدث باسم الشركة أنه \"ليس من مسئولياتنا الاعتراف بحقوق تاريخية على أرض اشترتها شركة خاصة\". \r\n \r\n فطالب هنود \"مابوتشى\" سلطات محافظة تشوبوت بالتصرف، لكنها متحدثة باسمها صرحت ل \"آي بى اس\" أنها لا تتدخل لأن الأمر لا يخصها \"فهي مشكلة مع شركة خاصة\".(آي بي إس / 2007)