\r\n \r\n \r\n وللإشارة ليست تلك سوى واحدة من القنابل العنقودية الكثيرة التي قذفت بها إسرائيل في منطقة الجنوب اللبناني ويتعدى عددها، حسب التقديرات، مليون قنبلة لم تنفجر بعد. وفي الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه \"من المرجح\" أن تكون إسرائيل قد أساءت استخدام الذخائر من القنابل العنقودية التي زودتها بها الولاياتالمتحدة عبر إسقاطها على المناطق المدنية التي تقول إسرائيل إن عناصر \"حزب الله\" كانت تطلق صواريخها منها. وعكس العقوبات التي فرضتها أميركا على إسرائيل في 1982 عندما استخدمت ذات القنابل لا يعتقد المراقبون أن أميركا ستلجأ اليوم إلى فرض عقوبات مماثلة على حليفتها إسرائيل. \r\n وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق نزع الألغام التابعة للأمم المتحدة نشاطها بحماس كبير بين بساتين الزيتون وحقول التبغ لتدمير ما وصفته ب\"الكثافة غير المسبوقة\" للقنابل العنقودية في الجنوب اللبناني يستمر عدد الضحايا في الارتفاع. وفي هذا الإطار لا تشكل عائلة \"زيون\" سوى نموذج واحد من ضحايا انفجار القنابل العنقودية التي خلفت إلى غاية اليوم حسب تقديرات فريق الأممالمتحدة 184 جريحاً و30 قتيلاً. فمازال الأب محمد يلوم نفسه على حمله للجسم المعدني الصغير الذي وجده في حقله، رغم الشريط التحذيري الذي يحيط به، ليضعه في حقيبته. ومع حلول الظلام، حيث لا ضوء في البيت سوى ذلك المتأتي من ضوء شمعة خافت وجدت الطفلة \"آية زيون\" ذات الأربعة أعوام القنبلة الصغيرة في حقيبة والدها وراحت تريها لأختها \"رشا\". وفجأة انفجرت القنبلة. \r\n تقول الأم \"عالية سلمان\" التي أصيبت هي الأخرى بشظايا القنبلة في 5 يناير الماضي إلى جانب ابنها \"قاسم\" وابنتها \"رشا\" التي فقدت ساقها: \"لقد كاد محمد يقتل نفسه من شدة الإحساس بالذنب، إنها صدمة كبيرة أن يرى ابنته وهي تفقد ساقها، وكلما رآها في حالتها الراهنة أحس بأن قلبه ينزف من شدة الألم\". وبالنسبة لفرق نزع الألغام التابعة للأمم المتحدة والبالغ عددها حوالى 55 فريقاً ليست تلك الحالة الإنسانية الأولى التي تشهدها في المنطقة بسبب الانتشار الكثيف للقنابل العنقودية. وفي هذا الإطار يقول \"كريس كلارك\"، مدير المشروع الأممي المسؤول عن نزع الألغام في جنوب لبنان: \"إن الانتشار الكثيف للقنابل العنقودية هو الأكثر من أي مكان آخر\" حتى بالمقارنة مع كوسوفو في 1999، وأفغانستان في 2001، أو حتى العراق في 2003. \r\n وتظهر الأرقام التي أوردتها الأممالمتحدة أن 26% من الأراضي الصالحة للزراعة في جنوب لبنان تنتشر فيها القنابل العنقودية، وأن 34 مليون متر مربع سقطت فوقها القنابل القاتلة. لكن إسرائيل تصر، من جهتها على أنها استعملت القنابل العنقودية لضرب أهداف عسكرية تابعة ل\"حزب الله\" وفقاً للقانون الدولي الخاص بالحرب. وعندما سئل \"كريس كلارك\" الخبير في عمليات نزع الألغام في الجيش البريطاني عن تقييمه لما شاهده في جنوب لبنان قال: \"من خلال ما شاهدته كان هناك قصف مكثف بصواريخ الكاتيوشا على إسرائيل من قبل حزب الله، وقد أمضى الإسرائيليون أسابيع وهم يحاولون تحييدها من خلال القنابل العادية وقذائف المدفعية، وعندما فشلوا في ذلك تحولوا إلى استخدام القنابل العنقودية\". غير أن الأممالمتحدة تؤكد أن معظم القنابل العنقودية التي أسقطت على الأراضي اللبنانية أطلقت خلال الأيام الأخيرة للنزاع، بعد أن تم التوصل إلى اتفاق في الأممالمتحدة يقضي بوقف الأعمال الحربية. \r\n وفي الشهر الماضي كشف تحقيق خاص أجرته إسرائيل حول أداء قيادة الأركان بأن الحرب \"خيضت من دون أهداف واضحة\"، حيث صرح رئيس هيئة الأركان السابق بأن القوات الإسرائيلية لم تستطع \"ترجمة تعليمات رئيس الوزراء إيهود أولمرت بوقف صواريخ الكاتيوشا إلى واقع عسكري يحقق ذلك الهدف\". وقبل أيام قليلة فقط على انتهاء المعارك طلبت إسرائيل من الولاياتالمتحدة الإسراع في تسليمها دفعة جديدة من 1300 قنبلة عنقودية أميركية تضم كل واحدة منها 644 قنبلة صغيرة. \r\n \r\n سكوت بيترسون \r\n \r\n عضو هيئة التحرير في \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n