\r\n ولكن, اذا ما اقتضى الامر, فسيكون باستطاعة اسرائيل استخدام ذلك المخزون من الاسلحة. وسوف يعمل الآن على مضاعفة قدرتها على العمل. وذلك بفضل رصد 200 مليون دولار تستخدم في اعادة »تعبئتها من جديد«. ولماذا اعادة تعبئتها من جديد? ... يتم ذلك نتيجة »ان القسم الاكبر من تلك الاسلحة والمعدات الامريكية المخزنة في اسرائيل, قد جرى استخدامها بالصيف الماضي في الحرب العدوانية التي شنت على لبنان«. \r\n \r\n ومن الجدير بالذكر ان قرار مضاعفة ذلك المخزون, الذي صدر عشية الزيارة الذي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى روما, يخص في جانب منه ايطاليا كذلك. وكما توثق المنظمة الامريكية غلوبال سكيوريتي, فإن سرية التموين الحادية والثلاثين, العاملة في كامب داربي, قاعدة التجهيز والامداد للجيش الامريكي, الواقعة بين مدينتي بيزا ولي ورنو »هي المسؤولة عن المخزون الاكبر والاكثر انتشارا من الذخائر التقليدية المخصصة للقوات الجوية الامريكية في اوروبا, الذي يتكون من 21 الف طن متموضعة في ايطاليا, ومحتويات مستودعين مصنفين موجودين في اسرائيل, وقد جرى استخدام القسم الاكبر منها ومن غيرها من المستودعات الامريكية في اسرائيل بالحرب على لبنان, حيث انها تمثل على اية حال شكلا من اشكال الاحتياطي بالنسبة لكامب داربي, وهو ما يثبت ما اكدنا عليه في شهر تموز من العام الماضي, اي ان القسم الاكبر من القنابل والقذائف الذي اودى بحياة اعداد كثيرة من اللبنانيين المدنيين, من »صنع امريكي« ومصدره قاعدة كامب داربي, او انه كان قد نقل عبرها. ومع ان عمليات مضاعفة واعادة تعبئة المستودعات الامريكية في اسرائيل سوف يوكل امرها الى سرية التجهيز والامداد الحادية والثلاثين, الا ان هذه القاعدة المتواجدة في ايطاليا ستبقى ممثلة لدورها الحاسم باستمرار. \r\n \r\n ولكنها ليست الطريقة الوحيدة التي تعتبر ايطاليا بموجبها مشاركة في تقديم الدعم العسكري لاسرائيل. فالقانون رقم 94 الصادر في 17 ايار 2005 كان قد شرع في حقيقة الامر مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون في النواحي الحربية والدفاعية, التي تم توقيعها من قبل الحكومتين الايطالية والاسرائيلية في العام 2003 وجرى التصديق عليها فيما بعد من قبل السلطات الاسرائيلية المعنية. وهي التي تنص على القيام بسلسلة من النشاطات المشتركة, من بينها: »استيراد وتصدير ونقل المعدات الحربية«, »تجهيز القوات المسلحة وتنظيمها« »تبادل المعطيات التقنية وتبادل المعلومات بشأن ما يستجد من التطوير والتحديث ومن خلال ذلك, فان ايطاليا سوف تساهم عن طريق الابحاث, والتقنيات العالية. وكذلك بتقوية المخزون النووي الاسرائيلي, الوحيد في منطقة الشرق الاوسط, الذي كان اولمرت نفسه قد اعترف بوجوده عبر تصريح ادلى به للتلفزيون الالماني حين قال: تسعى ايران الى امتلاك اسلحة نووية, مثل امريكا, فرنسا, اسرائيل, وروسيا, »الجاروزلم بوست عدد 11 كانون اول«. \r\n \r\n وما هو اكثر من ذلك, هو ان ايطاليا تضطلع بدور بارز في العمل على التكامل المتنامي للقوات المسلحة الاسرائيلية ضمن اطار حلف الناتو, وبناء على اتفاق وقع في شهر تشرين اول الماضي, فقد اخذت سفن حربية اسرائيلية تشارك في عمليات بحرية من تنظيم الناتو »نشاط فعلي« يهدف الى »الحاق الهزيمة بالارهاب في منطقة حوض المتوسط«, فالسرية البحرية التابعة للناتو, التي الحق بها عدد من وحدات البحرية الاسرائيلية, هي بقيادة احد الضباط الايطاليين, الذي يخضع بدوره لاوامر امير البحر الامريكي, الذي يتولى قيادة القوات المشتركة التابعة للناتو ومقرها مدينة نابولي. وكان قد الحق بها كذلك ضابط اتصال اسرائيلي, ويتولى امير البحر ايضا قيادة القوات البحرية الامريكية في اوروبا, وبهذه الطريقة, تكون القوات البحرية الاسرائيلية التي قامت بمشاركة تلك الجوية والبرية بمهاجمة لبنان ودكه بالقذائف والقنابل والصواريخ متسببة باحداث مجازر بين المدنيين, قد اصبحت مشاركة في عمليات الناتو التي من المفترض ان تعمل على الحاق الهزيمة بالارهاب في منطقة البحر المتوسط, وعليه يتم من خلال ذلك العمل على تعطيل وانتفاء الدور المستقل لكل من ايطاليا واوروبا الذي تمارسه عبر قوات اليونيفيل المتواجدة في الجنوب اللبناني, ويتم اليوم العمل على تسيير دوريات بحرية في شرق البحر المتوسط تكون مكونة من السفن الحربية الاوروبية, مضافا اليها تلك التابعة لاحد قطبي النزاع. هذا مع العلم ان من المفترض قيام قوات اليونيفيل بقيادتها الايطالية بدور الوسيط والمحايد. \r\n