\r\n وعندما أجرى الاستطلاع الأول، رأى البعض أن مرحلة اعادة الإعمار التي تلت الحرب الأهلية تميزت بالفساد وسوء الادارة التي نتجت عن منح السود حق التصويت. ونتيجة لذلك، تم تصنيف الرئيس أندرو جونسون الذي كان يؤمن بأفضلية وسيادة الجنس الأبيض والذي عارض منح العبيد حقوقهم الأساسية ضمن الرؤساء العظام. وعلى الجانب الآخر، ينظر العلماء إلى جهود اعادة الاعمار على انها محاولة فاشلة ولكنها نبيلة لبناء ديمقراطية متعددة الأطراف من رماد العبودية .. وأن جونسون رئيس سيء جداً. \r\n والأكثر من ذلك، أن التصنيفات تظهر اتساقاً ملحوظاً من عام لآخر. ويظهر ابراهام لينكولن، جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت دائماً ضمن مرتبة الرؤساء العظماء. ويصنف معظم الرؤساء في المرتبة الوسطى. ويحتل جونسون، فرانكلين بيرس، جيمس بوكانان، وارين هاردينج، كالفين كوليدج وريتشارد نيكسون قاع التصنيف، ويعتبر الرئيس بوش منافساً قوياً لهم في الوقت الحالي. والنظرة الفاحصة للتاريخ توضح أسباب هذا القول. \r\n \r\n في وقت الكوارث الوطنية، شغل بيرس وبوكانان منصب الرئاسة خلال فترة الثماني سنوات التي سبقت الحرب الأهلية الأميركية، وتلاهما جونسون بعد ذلك. وقد اتضح أن هؤلاء الرؤساء الثلاثة لم يكونوا على قدر المسئولية. وتميز هؤلاء الرؤساء بالعناد وضيق الأفق، عدم الاستعداد لسماع النقد أو دراسة بدائل الأخطاء المدمرة، وأحاطوا أنفسهم بالمتملقين وصاغوا سياساتهم لإرضاء القوى السياسية الرجعية في هذه الحقبة التي كانت تؤيد العبودية والأفكار العنصرية. وحتى بعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت اعوام 1854، 1858، 1866 على الترتيب، تجاهل هؤلاء الرؤساء التحولات الكبرى في الرأي العام الأميركي وتشبثوا بسياساتهم الفاشلة. وبالتأكيد فإن فترتي ولاية بوش تحمل نفس هذه المميزات والصفات. \r\n ويعرف هاردينغ وكوليدج بالفساد المالي والإداري الذي ساد خلال فترة رئاستهم وتقديم الأموال والهبات للشركات الكبرى. ويعرف هذان الرئيسان أيضاً بخفض الضرائب على الدخل ودعم حملات الموظفين للقضاء على الاتحادات العمالية. وقد تلقى أعضاء في إدارة هذين الرجلين رشاوى وعمولات من رجال الأعمال وبعض جماعات الضغط. \r\n وعلى الرغم من الإنجازات البارزة التي تحققت في مجال السياسة الخارجية والداخلية في الولاياتالمتحدة ابان فترة رئاسته، يرتبط اسم الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في العصر الحالي باحتقاره للدستور واساءة استخدامه لصلاحياته الرئاسية. وبسبب الهواجس التي كانت تنتابه بشأن سرية وسائل الإعلام، نظر نيكسون الى النقاد على أنهم يمثلون تهديداً للأمن الوطني ويتجسسون بشكل غير قانوني على المواطنين الأميركيين. واعتبر نيسكون نفسه فوق القانون. \r\n وقد ظهر احتقار بوش للقانون بشكل أكبر من نيكسون؛ حيث سعى لتجريد الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم من حقهم في الدفاع عن انفسهم والمثول أمام محاكمة عادلة ومعرفة التهم الموجهة ضدهم. وفي عشرات البيانات التي أصدرها عند توقيعه على بعض التشريعات، أكد بوش على حقه في تجاهل أجزاء من القوانين التي لا يوافق عليها. وقد تبنت إدارته سياسات تتعلق بمعاملة سجناء الحرب أضرت بسمعة الولاياتالمتحدة وعزلتها بشكل فعلي عن العالم. وجرت العادة أن تمتنع المحكمة الأميركية العليا في أوقات الحرب عن اصدار أحكام على التصرفات الرئاسية المتعلقة بالدفاع الوطني. وتشير الانتقادات العنيفة التي وجهتها المحكمة الاميركية العليا لسياسات الرئيس بوش بشأن معاملة المعتقلين إلى أي مدى انحرفت الإدارة الأميركية عن حكم وسيادة القانون. \r\n ويمكن عقد مقارنة بين الرئيس بوش ورئيس آخر هو جيمس بولك الذي يعجب به بعض المؤرخين بسبب تسهيله لمهمتهم في حفظ يوميات الأحداث إبان فترة حكمه التي غطت سنوات الحرب المكسيكية الأميركية. ولكن يجب تذكر بولك بشكل أساسي من خلال شنه لهجوم غير مبرر على المكسيك واغتصاب ثلث أراضيها. وقد انتقد لينكولن، الذي فاز بعضوية الكونغرس فيما بعد عن ولاية الينوي، بولك بسبب تضليله للكونغرس والشعب الأميركي بشأن أسباب الحرب، وهو العدوان المكسيكي المزعوم على الولاياتالمتحدة. وذكر لينكولن أن قبول حق الرئيس في شن هجوم على دولة أخرى وقت الضرورة قد يجعل من المستحيل وضع حدود لقدرة الرئيس على شن الحرب. وفي الوقت الحالي، يتمنى المرء لو كانت الولاياتالمتحدة قد اتبعت تحذيرات لينكولن. \r\n ويحجم المؤرخون عن التنبؤ بالمستقبل. ومن المستحيل أن نؤكد كيف سيكون تصنيف بوش بين رؤساء الولاياتالمتحدة في عام 2050. ولكنه نجح بطريقة أو بأخرى في السنوات الست الأولى من حكمه في جمع زلات القادة، وأساء توجيه السياسات واستغل صلاحيات أسلافه الفاشلين. وأنا أعتقد أنه ليس هناك من بد غير تصنيفه كواحد من أسوأ الرؤساء في تاريخ الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n * أستاذ التاريخ بجامعة كولومبيا الأميركية \r\n خدمة واشنطن بوست خاص ب(الوطن) \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n