\r\n من الناحية النظرية تتقاسم الدولتان رؤية حول «شرق أوسط جديد» تنتعش فيه اسرائيل كدولة مقبولة من جيرانها ولكن يأخذ الاسرائيليون على الرئيس بوش سعيه لاحداث تغيير اقليمي من خلال تعزيز الديمقراطية العربية وينظر الاسرائيليون والى هذا الجهد على انه ساذج ويعطي نتائج سلبية كونه يجلب الاسلاميين والمرتبطين بايران الى السلطة. \r\n \r\n كذلك يبدي الاسرائيليون عدم رضاهم عن اختيار بوش لوزير دفاعه الجديد روبرت غيتس الذي كان يوجه انتقادات شديدة في السابق للادارة الاميركية على رفضها الدخول في حوار مع ايران ويعتقد معظم الاسرائيليين ان الحليف الصديق الصدوق لاسرائيل في ايام الحرب والسلم هي الولاياتالمتحدة فالعلاقات بين الدولتين وثيقة الى درجة غير عادية وخاصة منذ الهجمات الارهابية التي حدثت في اميركا في سبتمبر 2001 . \r\n \r\n ولكن الاسرائيليين يسكنهم شبح ايران النووية بالرغم من الردع النووي الذي تمتلكه اسرائيل فايران تدعو الى تدمير اسرائيل وهي مستمرة في تخصيب اليورانيوم كما انها اجرت مؤخرا تجارب على صواريخ بعيدة المدى. \r\n \r\n الرئيس بوش يقول ان موقفه تجاه ايران لم يتغير فهو لن يقبل بوجود ايران نووية ولكن ذلك لا يعطي الاسرائيليين شعورا بالراحة وينظرون الى بوش على انه يسعى لتأخير المواجهة مع ايران عبر اجراء المزيد من المحادثات التي تنخرط بها اكثر من جهة ويبدو ان بوش متردد فعليا بسبب خوفه من ان تؤدي اي مواجهة مع ايران الى اشعال العراق تحت اقدام اميركا كذلك لا يخفي القادة الاسرائيليون خوفهم من ان تقدم الولاياتالمتحدة على تقديم تنازلات للعرب في القضية الفلسطينية من اجل كسب العرب الى جانبها بصورة اكبر خلال الحرب وتحديدا في 30 يوليو وصلت كوندليزا رايس الى منطقة الشرق الاوسط وقابلت وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس وطلبت منه توخي الحذر في عمليات القصف وعدم قتل المدنيين والتزام بيرتس الصمت وكان يعرف في قرارة نفسه ان جيشه قد ارتكب مجزرة قبل عدة ساعات في قرية قانا ذهب ضحيتها عشرات المدنيين ابلغت رايس بالتغطية الاعلامية القوية لذلك الحدث فما كان منها الا ان اختصرت ذلك الاجتماع وقبلت طلب لبنان بعدم القدوم اليه كما كان مخططا مع مسودة لقرار خاص بوقف اطلاق النار. \r\n \r\n اجبرت رايس اسرائيل على قبول وقف للغارات الجوية لمدة 48 ساعة ولكن اسرائيل لم تحترم ذلك الوقف وخرقته بعد نفاذه بساعتين بعد اسبوعين من بدء الحرب ادرك بوش ونائبه تشيني ان الحرب في لبنان بدأت تقوض المصالح الاميركية بعيدة المدى ورغم علمهم بذلك لم تطالب الادارة الاميركية اسرائيل بوقف اطلاق النار بل فضلت الانتظار لتصل اسرائيل بنفسها الى ذلك الاستنتاج. \r\n \r\n وفي سؤال وجه لرايس في مقابلة صحفية اجرتها معها مجلة «تايمز» حول لماذا لم تطلب الادارة الاميركية من اسرائيل وقف اطلاق النار فاجابت «لم يكن لدي النية لتقديم المشورة للمؤسسة العسكرية في اسرائيل». \r\n \r\n اسرائيل كما سبق وذكرنا تشعر بعدم ارتياح بالغ تجاه فكرة تعزيز الديمقراطية في العالم العربي حيث ترى ان احزاب المعارضة لها ارتباطات بالتنظيمات المتطرفة وبالنسبة لاسرائيل فانه اسلم لها بكثير التعامل مع نظم استبدادية مستقره وقائمة كالاردن ومصر بدلا من التعامل مع انظمة ديمقراطية جديدة. \r\n \r\n كانت نظرة الادارة الاميركية للحرب التي وقعت بين اسرائيل وحزب الله اهم بكثير مما بدت عليه بسبب علاقة حزب الله مع ايران. \r\n \r\n يقول نيكولاس وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ان ايران تسعى لمد نفوذها وتحاول جاهدة نشر عدم الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال التعاون مع وكلائها هناك وتستغل اسرائيل كل فرصة من اجل تأكيد الخطر الذي تمثله ايران على المصالح الغربية والاسرائيلية في الشرق الاوسط ويقول احد المسؤولين الاسرائيليين الذين اجروا محادثات مؤخخرا مع المسؤولين في ادارة بوش ان قلقنا الكبير هو من التردد الاميركي الواضح في التصرف واي تصرف يأتي لاحقا ربما يكون متأخرا جداولن يكون مجديا لوقف الايرانيين ومنهم من امتلاك القنبلة النووية ويقول ايتمار رابينوفيتش السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن انه رغم الامتنان الشديد الذي تشعر به اسرائيل تجاه الدعم القوي الذي تقدمه لها الولاياتالمتحدة الا انه ليس بوسع اسرائيل ترك مشكلة ايران للولايات المتحدة للتعامل معها. \r\n \r\n في اشارة الى مدى القلق الذي تشعر به اسرائيل اقدم اولمرت على اشراك فيكدور ليبرمان زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» في الحكومة الائتلافية واوكل اليه شغل منصب نائب رئيس الوزراء للتهديدات الاسراتيجية وهذا يعني وضع ايران نصب عينيه. \r\n \r\n ويدرك المسؤولون الاسرائيليون ان بوش لديه الكثير من المشاكل على رأسها كوريا الشمالية النووية وكونغرس ديمقراطي ونزيف اميركي في العراق ومن اجل كسب معركة العقوبات ضد ايران فهو يحتاج الى دعم اوروبا وروسيا والصين وجميعها جهات شديدة الانتقاد للسياسة الاسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين ومن اجل تقوية العقوبات وخاصة منع وصول الشحنات ذات العلاقة بالتكنولوجيا النووية فإن بوش سيحتاج الى تعاون جيران ايران من العرب. \r\n \r\n هذا يسبب القلق لاسرائيل لان ذلك قد يدفع بوش لممارسة الضغوط على تل ابيب لتقديم تنازلات للفلسطينيين. \r\n \r\n وتنامي قلق اسرائيل اكثر بعد تصريحات ادلى بها فيليب زيليكوف مستشار رايس دعا فيها الى اقامة ائتلاف للتعامل مع ايران وهذا يجعل الولاياتالمتحدة بحاجة لاحراز تقدم في حل النزاع العربي- الاسرائيلي. \r\n \r\n الرسالة كانت واضحة جدا للاسرائيليين وهي ان ادارة بوش قد تطلب من اسرائيل تقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية من اجل بناء تحالف ضد ايران. \r\n \r\n بعد ذلك سارع المسؤولون الاميركيون لتأكيد انه ليس هناك اي تغيير في السياسة الاميركية وان ذلك المسؤول كان يبدي بوجهة نظره الشخصية وليس الرسمية هذه التطمينات لم ترح الاسرائيليين فهم يعرفون جيدا مدى قوة العلاقة التي تربط ذلك المسؤول مع رايس وزيرة الخارجية. \r\n \r\n زاد الطين بلة بالنسبة للاسرائيليين ما حصل في شهر مارس عندما نشر كل من جون ميرشمر من جامعة شيكاغو وستيفن وول من جامعة هارفارد كتابا حول العلاقات الاميركية الاسرائيلية وذكر هذان الاكاديميان ان هناك تقاطعا في المصالح الاميركية والمصالح الاسرائيلية وان اسرائيل اصبحت تشكل عبئا امنيا اكثر منها رصيدا امنيا وان اللوبي الاسرائيلي في اميركا لديه نفوذ كبير غير مرغوب به على السياسة الخارجية الاميركية وفي شهر اغسطس ظهر ميرشمر امام جماعة اسلامية في واشنطن وقال ان الدعم الاميركي للحرب في لبنان كان دليلا اخر على تقديم المصالح الاسرائيلية على المصالح الاميركية ويقول الكتاب انه لو لم يكن هناك لوبي اسرائيلي في واشنطن لما ذهبت الولاياتالمتحدة للحرب ضد العراق وان التورط الاميركي هناك ربما يدفع الولاياتالمتحدة لتورط اخر لحساب المصالح الاسرائيلية ولكن هذه المرة مع ايران وقد طالب الاكاديميان الاميركان بممارسة المزيد من الضغوط الاميركية لحل القضية الفلسطينية وهي بالنسبة لهما افضل دواء قادر على جلب الاستقرار للشرق الاوسط. \r\n \r\n استشاط السياسيون الاسرائيليون غضبا من موقف هذين الاكاديميين وقال ارينز وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ان المواجهة مع ايران ستقوي الشراكة القائمة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل لا يعرف اي اسرائيلي نوعية الرئيس الاميركي القادم هل سيكون صارما في التعامل مع ايران او هل سيكون مواليا لاسرائيل كما هو حال بوش. \r\n \r\n ويقول الاسرائيليون انه اذا لم يتحرك بوش فإن الرئيس القادم سيتولى منصبه في يناير 2009 وسيكون هذا وقتا كافيا لايران لانتاج القنبلة النووية وربما لن تناصر واشنطن ساعتها اي ردود اسرائيلية. \r\n \r\n ما يهم الاسرائيليين حقيقة كما يقول المسؤولون الاسرائيليون هو مقدار الدعم الذي تحصل عليه اسرائيل من المواطنين الاميركيين العاديين بغض النظر عن انتمائهم الحزبي او ديانتهم وبغض النظر عن لبنان وايران فان استطلاعات الرأي التي تنظم تظهر ان الشعب الاميركي ثابت في دعمه لاسرائيل ناهيك عن الدعم المتزايد الذي تحصل عليه اسرائيل من الانجيليين المسيحيين اصحاب النفوذ في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n ففي النهاية وبالنسبة لاسرائيل تأتي الولاياتالمتحدة اولا وثانيا وثالثا. \r\n