\r\n حيث لم تسفر ست سنوات من التهديد والوعيد والاهانات من واشنطن عن عمل شيء يردع كيم جونغ ايل.بل الاكثر احتمالا انها ربما جعلته فقط اكثر ثقة بصحة مساعيه الى الدرجة التي تجعله مستعدا لاغضاب الصين.واي فرد لديه معرفة بكوريا الشمالية يلمس احساسا بنزعة قومية لا تضاهى في اي مكان اخر على ظهر المعمورة. فالعداء للولايات المتحدة والتدمير الجوي لكثير من حضر كوريا الشمالية هو الاكثر وضوحا ولا تبعد عن ذلك كثيرا اليابان التي كانت تحتل كوريا في الفترة من 1910الى 1945. \r\n لكن لا تتخيل ان الصين وروسيا يوفران صداقة او اصدقاء لها.فمساعدتهم معترف بها لكنها باتت مقترة وتبدو غير خالصة او ودية (قومية دفاعية مشابهة واضحة ايضا بين كثير من ابناء كوريا الجنوبية فيما يتعلق بالولاياتالمتحدة). ويتم تعزيز النزعة القومية المتطرفة من قبل نظام بيونغ يانغ مع عدم وجود شيء اخر لعرضه. \r\n غير انها ايضا جزء من عقل او روح دولة صغيرة تعاني من مشاكل الالفية الجديدة. وبالتسليم بحدودهم وتجاورهم مع الصين فإن الكوريين الشماليين اكثر ادراكا من اخوانهم الجنوبيين بعدد السكان الكبير من ذوي الاصول الكورية عبر الحدود وبمحاولات الصين التعاطي مع التاريخ الكوري كما لو كان جزءا من تاريخها هي. \r\n وحتى اذا لم يكن هناك مكاسب دبلوماسية يتم تحقيقها فمن المحتمل ان كيم يعتقد ان القنبلة تضمن له موقعا بين الزعماء الكوريين. فحلم الوحدة تحت اسم كيم الاب والابن لم يعد قريب المنال.غير ان القنبلة-التي هي رمز لتحدي الكوريين لاعدائهم والعالم اجمع- هي من اجل البقاء الابدي.بل ان البعض في كوريا الجنوبية يشعرون انه على الرغم من ان كيم بغيض ومرعب الا انه عمل شيئا ما للكوريين ككل. ربما انهم يمتعضون من حقيقة ان كوريا الشمالية هي التي توصلت الى القنبلة وليس كوريا الجنوبية المنفتحة على الخارج والتي تتمتع بالرخاء. والى اي مدى لعب فيه علم النفس وليس الحساب الدبلوماسي دورا رئيسيا في القرار والتوقيت يصعب بشكل كبير ايجاد الاجابة الصحيحة.غير انه يتعين على المرء على الاقل ان يتعرف على ما في عقل كيم. \r\n العنصر الثاني هو ان كوريا الشمالية تهتم بالولاياتالمتحدة بشكل اكثر مما تهتم به بالصين. فقد وفرت المحادثات السداسية ورقة التين او مناورة تستطيع من خلالها الولاياتالمتحدة التقارب بمدى ضئيل مع بيونغ يانغ لكن كوريا الشمالية تريد الكثير مقابل تنازلات بشأن اسلحتها. فسياسة الشمس المشرقة لكوريا الجنوبية مفيدة لكوريا الشمالية ليس للمنافع الاقتصادية القليلة التي تحققها فحسب بل ايضا لانها تعمل كاسفين بين سيئول وواشنطن. حيث تستفيد بيونغ يانغ من المعاناة التي توقعها هي بنفسها. فمع او بدون الشيوعية فان كيم ينظر لنفسه على انه هو التجسيد او التشخيص للمجد الكوري المزمن حيث يتمسك بموقفه بشكل حاسم في الوقت الذي تسير فيه الصين في طريق الرأسمالية وتتجه كوريا الجنوبية الى الغرب واليابان. \r\n نعم ان نظام كوريا الشمالية يستغل النزعة القومية لحماية نفسه وامتيازاته. نعم انه متخوف بشكل كبير من محاولات الولاياتالمتحدة والبعض في كوريا الجنوبية من العمل على تغيير النظام. نعم انه يشعر بالحاجة الى سلاح نووي بوصفه دفاع اللحظة الاخيرة ولان قواته التقليدية متخلفة من الناحية التقنية. لكن الاهم من ذلك هو انه يريد الاحترام اي ان يعامل كدولة طبيعية ومساوية من قبل الولاياتالمتحدة. \r\n انه يدرك ان الصين ليست بالدولة التي تتخلى عن حلفائها القدماء لكنها هي نفسها متخوفة من انهيار النظام ولن تضغط عليه بشكل كبير او تدفعه الى ما هو ابعد من اللازم. والشيء نفسه بالنسبة لكوريا الجنوبية. حيث تدرك ان العقوبات الاقتصادية لن تفعل اكثر من ان تجعل الاقتصاد اكثر سوء. بل وربما تؤدي الى تآكل مكاسب كوريا الشمالية من ارتفاع اسعار صادراتها من معدن الركاز النفيس. \r\n ربما تكون الولاياتالمتحدة هي العدو رقم واحد لكنها تقر ايضا بان رغبتها في صداقة بينهما تأتي بمثابة الهدف الاول. وربما يكون من غير الاخلاقي التعاطي مع مثل هذا النظام القمعي المتطرف والشاذ الذي يجوع شعبه. لكن اذا كان الهدف الاميركي الاكبر هو السيطرة على الاسلحة الاستراتيجية وليس تغيير النظام عندئذ يمكن ان يكون لها قوة وتأثير كبيرين عليها وذلك اذا كانت مستعدة لاعطاء بيونغ يانغ احترام الذات الذي تتلمسه.ولعل ذلك اصبح اكثر الحاحا حاليا في الوقت الذي يلعب فيه كيم بورقته الرئيسية والتي من المفترض ان تشبع غروره. \r\n ان الولاياتالمتحدة ليست الدولة الاقوى في العالم فقط بل انها الدولة الوحيدة في المحادثات السداسية التي لا تشترك في حدود برية او بحرية مع كوريا الشمالية والتي تنبع عداوتها من الانقسام العالمي الذي لم يعد قائما بعد. ربما لا يتخلى كيم رسميا عن قنبلته مقابل اتفاقية سلام غير انه يمكن اقناعه بالتوقف عن عمل المزيد من القنابل. \r\n \r\n فيليب بورينغ \r\n كاتب مختص بشئون شرق اسيا. خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون-نيويورك تايمز خاص ب(الوطن). \r\n