وفي كتابه بعنوان \"دولة انكار الواقع\"، يذكر وودورد بان بوش قال للكونغرس والرأي العام ان الجهود الاميركية لاقامة حكومة ديموقراطية في العراق تتقدم بخطى ثابتة، رغم ان تقارير معدة داخل البيت الابيض تشير الى تنامي خطر نشوب حرب اهلية. \r\n \r\n ويقول ايضا ان بوش لم يخضع لضغوط من مسؤولين في البيت الابيض لاقالة وزير الدفاع دونالد رامسفلد بسبب مساهمة سياساته على حد قولهم في تازيم الوضع الامني في العراق. \r\n \r\n وقال وودورد الاحد في مقال نشرته صحيفة \"واشنطن بوست\" ومأخوذة من الكتاب نفسه \"كان هناك اختلاف كبير بين المعلومات التي كان يملكها البيت الابيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) حول الوضع في العراق، وما كانا يقولانه في العلن\". \r\n \r\n واضاف \"في المذكرات والتقارير والنقاشات الداخلية، عبر كبار المسؤولين في ادارة بوش عن قلقهم ازاء قدرة الولاياتالمتحدة على احلال السلام والاستقرار في العراق وذلك من اول ايام الاحتلال\". \r\n \r\n وسيصبح الكتاب في المكتبات الاثنين، لكن وسائل الاعلام الاميركية تناقلت بعض التفاصيل من نسخ تم تسريبها. ونشرت صحيفة \"واشنطن بوست\" التي يعمل وودورد لحسابها، ومجلة \"نيوزويك\" المزيد من التفاصيل الاحد. \r\n \r\n ويهدد الكتاب بعرقلة مساعي الحزب الجمهوري الابقاء على سيطرته على الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، التي يشكل الاحتلال الاميركي المستمر للعراق ملفا اساسيا فيها. \r\n \r\n وامس الاحد، قال مستشار البيت الابيض دان بارتليت ان بوش كان صريحا بشان الحرب. \r\n \r\n وفي مقابلة مع تلفزيون \"سي بي اس\"، قال \"اعترف ان الرئيس كان صريحا جدا مع الشعب الاميركي بشان التحديات التي نواجهها في العراق. وقد سبق ان صرحنا بذلك\". \r\n \r\n وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو الجمعة \"لم يحاول احد تضليل اي كان بشان (العراق)\"، في رد على اتهامات وودورد الذي ساهمت معلوماته حول فضيحة \"ووترغيت\" اوائل السبعينات في دفع الرئيس ريتشارد نيكسون الى الاستقالة. \r\n \r\n وفي الكتاب مقابلات مع مسؤولين كبار في الادارة الاميركية وتقارير داخلية. وهو يظهر كيف تغاضى رامسفلد عن نصائح كبار الضباط الاميركيين المنتقدة للسياسة الاميركية التي يعتبرون انها لا تساهم في عدم استقرار البلاد. \r\n \r\n واعلن رامسفلد الاحد انه حصل على دعم شخصي من الرئيس بوش وانه لن يستقيل بالرغم من الانتقادات التي اثيرت بعد صدور كتاب الصحافي الاميركي. \r\n \r\n وقال رامسفلد للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته الى نيكاراغوا، ردا على سؤال حول ما اذا كان ينوي الاستقالة \"لا، لا، لا\"، مضيفا \"كم مرة يجب ان اجيب على هذا السؤال\". \r\n \r\n ويظهر كتاب وودورد كيف ان بعض المستشارين الحكوميين الكبار كانوا غير راغبين بالنقاش حول السياسات الاميركي مع بوش خلال الاجتماعات في البيت الابيض، مظهرا بوش كشخص غير منفتح على الآراء المعاكسة للسياسات الحالية. \r\n \r\n وفي احدى المحطات التي يرويها وودورد، رفض رامسفلد طلبا من جاي غارنر الحاكم الاميركي الاول في العراق بعد اجتياح آذار/مارس 2003، حول العودة عن القرار \"المأساوي\" بحل الجيش العراقي وسياسة \"اجتثاث البعث\" التي تقضي بمنع اعضاء في حزب البعث الحاكم سابقا من تبوء مناصب في الحكومة. \r\n \r\n وهذا الرفض جعل غارنر يتردد في اثارة المسائل ذاتها خلال احد الاجتماعات مع بوش. \r\n \r\n وقال غارنر لوودورد لاحقا، \"بنظري، فان الباب اغلق\"، مشيرا الى ان هذه القرارات ادت الى تحول مئات الآلاف من العسكريين العراقيين العاطلين عن العمل الى متمردين. \r\n \r\n وبعد ان اصبحت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الجديدة في كانون الاول/يناير 2005، قال مبعوثها الخاص الى العراق ان هذا البلد لا يزال \"دولة ضعيفة\" وضحية للعنف وانه ليس لواشنطن اي سياسة شاملة ومتماسكة لمواجهة هذا الوضع. \r\n \r\n ويظهر وودورد في المقابل كيف ان البيت الابيض ظل يقول في العلن ان الولاياتالمتحدة تحرز تقدما في محاربة المتمردين. \r\n \r\n ويظهر التعارض بين تصريحات بوش العلنية خلال السنوات الثلاث الاخيرة والتقارير والمذكرات السرية التي تظهر ان الوضع في العراق يزداد سوءا. \r\n \r\n وعلى سبيل المثال، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2003، قال بوش في خطاب ان الولاياتالمتحدة \"لا تقوم فقط باحتواء التهديد الارهابي، بل اننا نجعله يتراجع\". \r\n \r\n وفي اليوم ذاته، قال مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الى بوش \"اننا نرى قيام حركة تمرد في العراق\".