لكن هذه ليست خطة بل انها استراتيجية عدم استقرار خاطئة.حيث يدفع مراقبون مستنيرون لصالح عراق فيدرالي بوضع اشبه بدولة مستقلة للمناطق الثلاث واتفاق على تقاسم أموال النفط. وإذا تم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق وإذا أتم وقف التفكك هناك فإن العراق يمكن أن يشهد استقرارا أكبر. \r\n غير أن النتيجة الأكثر احتمالا هو فيدرالية مفككة تعج بالصراع مع محاولة طرف أو أكثر الحصول على استقلال كامل.ويمكن للكونفيدرالية أن تبرهن على أنها صندوق باندورا بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة. \r\n إن تقسيم العراق يمكن أن يدعو إيران لأن تصبح أكثر ازعاجا حتى داخل الشيعة العراقيين لاسيما في احتمالية استغلالها بشكل اكبر التنافس الكبير بين الرمزين الشيعيين الكبيرين آية الله العظمى علي السيستاني ومقتدى الصدر.وإذا وقعت المناطق الشيعية في جنوب وشرق العراق تحت النفوذ الإيراني فلماذا لايغري ذلك طهران على ان تحول اهتمامها الى السنة في الغرب والاكراد في الشمال؟وكيف سيكون التأثير على الوضع العالمي للطاقة إذا ما هيمنت إيران على دولة شيعية ردف لها بوصفها الحامية لها؟وكيف يمكن لدول الجوار السنية-الأردن والمملكة العربية السعودية- أن يكون رد فعلها؟وما مدى شعور حزب الله بالقوة في جنوب لبنان وهو الذي يقوم بحرب بالوكالة عن إيران ضد إسرائيل؟ \r\n سوف تعارض كل الدول في المنطقة التي لديها عدد سكان جدير بالاعتبار من الاكراد قيام دولة كردية مستقلة خشية المطالب الاقليمية والولائات التقسيمية بين الاقليات العرقية الكردية فيها.وتعتبر تركيا الاكثر قلقا في ذلك.ويمكن ان يؤكد قبول الولاياتالمتحدة بكردستان مستقلة المخاوف الأسوء بالنسبة للاتراك بشأن التدخل الاميركي في العراق. \r\n حيث أن لدى تركيا اكبر عدد سكان من الاكراد في الشرق الاوسط بزيادة من أربعة الى خمسة أضعاف عددهم في شمال العراق.ويخشى الاتراك من ان كردستان مستقلة على إقليم عراقي سابق يمكن ان تسعى الى ضم الاكرد الاتراك اليها.ولا يبعد الامر عن عام 1999عندما كانت تركيا في حرب لمدة 20 سنة مع التمرد الكردي الذي قتل فيه اكثر من 30 ألف شخص.ومنذ بداية حرب العراق تشهد تركيا نفس هذا التمرد يتجدد في شكل حملة من حرب العصابات.في غضون ذلك فإن قرارها بعدم السماح للولايات المتحدة بفتح جبهة شمالية لغزو العراق عبر تركيا افقد انقرة كل من نفوذها في شمال العراق وأي فرصة للتعاون مع الولاياتالمتحدة في تشكيل عراق ما بعد الحرب. \r\n على الرغم من ان كثير من الاميركيين يمتدحون الاكراد العراقيين بوصفهم حلفاء ساعدوا في حرب 2003 الا انه يجب على الولاياتالمتحدة ان تفكر اكثر من مرة فيما يتعلق بمنح ضمانات امنية لكردستان مستقلة.حيث لايتمتع اقليم كردستان العراقي بأي مدخل الى البحر ويعتمد كلية على جيرانه في تصدير واستيراد السلع بما في ذلك النفط الذي يريد السيطرة عليه.فهل الولاياتالمتحدة راغبة في ان يكون لها وجود عسكري دائم في كردستان مستقلة وتضع قواتنا في خطر دون مقابل استراتيجي؟ \r\n اخيرا فإنه يجب على الاكراد ان يسألوا انفسهم عما اذا كانوا يريدون حقا استقلالا كاملا.فمع عدم وجود حامي قوي في المنطقة سيكون عليهم الوقوف وحدهم بين جيران غير وديين معهم.بالاضافة الى ان الوحدة الحالية للاكراد تخفي ورائها تنافس عميق بين الفصيلين الرئيسيين الذي يمتلك كل منهم جيوش مستقلة. وهم ليسو وحدهم في الاقليم الشمالي. \r\n فسوف يستمر التركمان في التطلع الى انقرة من اجل الدعم.وسوف تستمر الخلافات مع العرب العراقيين الذين ارسلهم صدام حسين قبل سنوات الى الشمال ليحلوا محل الاكراد المحليين.ضف الصراع من اجل السيطرة على حقول نفط كركوك الى الخليط والتوترات العرقية والسياسية المتصاعدة.ويمكن ان تتفجر حروب اهلية.حيث ان الشيعة والسنة لن يؤيدون دولة كردية مستقلة الا اذا كان لهم نصيب في حقول كركوك.فهل يتم عندئذ تدويل كركوك؟ان تاريخ تدويل مدن ليس بالتاريخ السعيد. \r\n ربما يبدو تقسيم العراق مغريا لكن يتعين على الذين يغريهم ذلك ان يتذكروا نصيحة هوريس غريلي في 1861 للتعاطي مع الجنوب الاميركي بترك \"الأخوات الاثمات يرحلن بسلام.\" فقد غير غريلي فيما بعد رأيه وحض الشمال على القتال من اجل الحفاظ على الاتحاد. \r\n مهما تكن صعوبة التخيل فإن عواقف عراق مقسم يمكن ان تكون أسوء من كوارث اليوم.ويجب على الولاياتالمتحدة ان تستخدم كل ما تمتلكه من نفوذ في العراق وفي المنطقة بغية تعزيز حكومة مركزية في بغداد قادرة على نقل البلد صوب الاستقرار من خلال التفاوض بين الاطراف المتنافسة مهما كان تفكيرنا بشان ترتيباتها.حيث ربما يكون ذلك هو الحماية الافضل -في ظل هذه الظروف-لكل العراقيين. \r\n \r\n روبرت بيارسون \r\n سفير أميركا لدى تركيا في الفترة من 2000 إلى 2003.خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n