\r\n وقد تعهد الرئيس بوش الذي ربط مؤخراً بين زعيم تنظيم القاعدة وبين هتلر ولينين باعتقال بن لادن مجدداً. واتخذ مجلس الشيوخ الأميركي قراراً بإنشاء قوة استخبارات خاصة تتبع وزارة الدفاع الأميركية لها مهمة واحدة وهي إلقاء القبض على بن لادن. وتلقت القوة 200 مليون دولار على أن تلتزم بإرسال تقارير مفصلة عن التقدمات التي تنجزها كل ثلاث شهور للحكومة الأميركية. \r\n وإذا أردنا اصدار حكم شامل، فإن زعيم تنظيم القاعدة لا يتصرف بشكل جيد فقط، ولكنه يجب أن يشعر بالسرور والفرح، لأن من حق أشهر إرهابي في العالم أن يعتقد بأنه فاز في حربه المقدسة على الدول الغربية الكافرة والفاسدة. ومن بين أبرز انجازاته هو أنه ما زال حراً طليقاً. وبعد مرور خمس سنوات على أحداث 11 سبتمبر، ما زال القائد الإرهابي الأول في العالم يقيم بهدوء في كهف دافيء على الحدود الأفغانية الباكستانية. \r\n ومن وقت لآخر، يرسل بن لادن طرداً يحتوي على أشرطة فيديو إلى العالم الخارجي. وفي إحدى أشرطته القديمة، يقدم بن لادن حصة دراسية بارعة في الارهاب لبعض الأشخاص الذين نفذوا هجمات سبتمبر فيما بعد. وكانت احترافية وبراعة المدرس مبهرة إضافة إلى حماسة الطلبة. وفي شريط آخر بثته وسائل الاعلام العربية، انتقد أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لأسامة بن لادن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان وتوقع حدوث مزيد من المشاكل عندما قال: \"سوف يكون هناك المزيد من الحوادث الجديدة بإذن الله\" وهو يعني بذلك تنفيذ عمليات إرهابية جديدة، وأشار إلى أن اسرائيل قد تكون الضحية الأولى. \r\n وأعتقد أن أسامة بن لادن يستطيع أن يأخذ عطلة أو أجازة في الوقت الحالي ، فهو الآن ليس المخطط للعمليات الإرهابية المستقبلية أو القائد الميداني لتنظيم القاعدة التي تنتشر خلاياها في أكثر من 40 دولة. وهو الآن رمز حي للجهاد، يبث روح الجهاد في الجيل الجديد من الإسلاميين المتشددين في الولاياتالمتحدة وأوروبا ودول الشرق الأوسط. \r\n ولكن لماذا يتعين على بن لادن بذل مزيد من الجهد إذا كانت الولاياتالمتحدة تؤدي معظم عملياته؟ ولم يكن بن لادن يحلم مطلقاً بالتمكن من اغراء الجيش الأميركي بالذهاب إلى أفغانستان وبعد ذلك إلى العراق، ثم الاشتباك مع القوات الأميركية في حروب لا نهاية لها وفق قواعد حرب العصابات التي يطبقها. ولكن انتصاره الأساسي يكمن في أن الولاياتالمتحدة تمكنت من اسقاط عدوه اللدود صدام حسين. وكانت مشاعر العداء متبادلة بين بن لادن وصدام حسين، ولكن بن لادن وضع عداوة الرئيس العراقي وراء ظهره الآن. \r\n وقد قدمت إدارة الرئيس بوش مساعدات لأسامة بن لادن، وفلسفته المناهضة للغرب بطريقة أو بأخرى، حيث أكدت الإنتهاكات وعمليات التعذيب التي تعرض لها الأسرى في سجن أبو غريب على الفساد الأخلاقي للغرب وعدائه للدول العربية. وقد استغل بن لادن الرحلات السرية التي نظمتها وكالة الاستخبارات الأميركية لنقل المعتقلين بطريقة غير قانونية في بعض الدول الأوروبية ووظفها لصالحه. \r\n وأعتقد أن بن لادن يدرك تماما أسباب عدم حماسة مطارديه في جهودهم للقبض عليه وذلك رغم ملايين الدولارات التي تصرف وقوة الاستخبارات الجديدة التي أنشأت. وتمتلك عدة جهات سياسية مصالح في تصوير بن لادن على أنه عدو واقعي صعب وخطير، لأن عملية الحصول على اعتمادات مالية من الكونغرس تسهل كثيراً عندما يتعلق الأمر بمحاربة هذا العدو الحقيقي. ويمكن الحصول بسهولة على تأييد الشعب الأميركي لمكافحة هذا العدو الشرير المراوغ. وتجسيد الإرهاب الدولي يجعل الأمر سهلاً وهيناً، ولا يجعلنا في حاجة إلى التفكير في هوية العدو الذي نقاتله. \r\n \r\n ويعني تصوير بن لادن ومنظمته على أنهما يحتلان طليعة الحركات الارهابية العالمية إغفال المزيد من الحقائق البغيضة. ويستدعي خبراء الإرهاب الأحداث التي وقعت خلال الخمس سنوات الأخيرة بعد هجمات 11 سبتمبر، عندما يؤكدة أن تنظيم القاعدة قد تجاوز حجمه الطبيعي ليصبح شبكة عالمية من الخلايا المنعزلة والمتشددة. ولم يعد التنظيم قائماً كمنظمة موحدة تمتلك قيادة واحدة. ولا يمكن تجسيد الشر في منظمة منفردة أو شخص واحد. \r\n وتكتسب حركة العداء ضد أميركا والغرب بوجه عام قوة دافعة كبيرة بسبب عجز الدول الغربية على قمع وإخماد المنظمات الإرهابية على نحو مؤثر. وفي نفس الوقت، تتراجع أهمية أسامة بن لادن، رائد فلسفة الإرهاب بإستمرار، وهو الأمر الذي يسمح له بتغيير دوره العملي المكثف من قائد لمنظمة إرهابية إلى رمز أو نموذج ديني. ولأسامة بن لادن كل الحق في أن يضحك بملىء شدقيه داخل كهفه الدافئ. \r\n \r\n فلاديمير سيمونوف \r\n معلق سياسي بوكالة نوفوستي الروسية للأنباء والمعلومات \r\n خدمة إم سي تي خاص ب(الوطن) \r\n