\r\n \r\n \r\n وستكون هذه معركة بحق, بالنظر إلى الضعف الذي يعتري \"الجمهوريين\" فيها هذه المرة. أما الولايات المعنية فهي: موناتانا, أوهايو, بنسلفانيا, ثم رود آيلاند وميسوري. وحتى هذه اللحظة, فإن حصان السبق في الولايات الأربع الأولى منها لا يزال لصالح \"الديمقراطيين\", بينما يقتربون من اللحاق ب\"الجمهوريين\" في الولاية الأخيرة (ميسوري). ولكي يحقق \"الديمقراطيون\" فوزاً ساحقاً بمجلس \"الشيوخ\", فإن عليهم اكتساح هذه الولايات الخمس أولاً, إلى جانب الفوز بولاية خامسة, يرجح أن تكون تنيسي التي تقاعد فيها أحد أعضاء مجلس \"الشيوخ\" منتمٍ إلى الحزب \"الجمهوري\", أو ولاية فرجينيا وهي ولاية أخرى محافظة ومعتدلة نوعاً ما, حيث يخوض فيها المرشح \"الجمهوري\" جورج آلين, سباقاً محتدماً وحامياً مع \"جيمس إتش. ويب\", المنتمي سابقاً للحزب \"الجمهوري\" وأحد كبار المسؤولين في إدارة ريجان, إلا أنه تحول إلى \"ديمقراطي\" الآن. \r\n \r\n وهناك سباقان بين هذه السباقات الخمسة, يتوقع لهما أن يستحوذا على اهتمام الجمهور أكثر من غيرهما, لأنهما سيكونان بمثابة بالونة اختبار للتكتيكات الاستراتيجية الجديدة التي تبناها \"الديمقراطيون\". ويجري السباق الأول في ولاية بنسلفانيا, حيث عمد \"الديمقراطيون\" إلى ترشيح \"بوب كيسي\", على رغم حقيقة كونه من المعارضين لحقوق الإجهاض. أما ميدان السباق الآخر، فهو ولاية \"مونتانا\" حيث جرى ترشيح \"الديمقراطي\" جون تستر, وهو فلاح شعبوي النزعة, شديد الاعتداد بنفسه. ويأمل \"الديمقراطيون\" في كسب أصوات الناخبين العمال, الذين ربما يجذبهم البرنامج الاقتصادي للحزب, على رغم عزوفهم عن بقية أجندة الثقافة \"الديمقراطية\". ويأمل \"كيسي\" من جانبه بتحقيق هذا الهدف, عن طريق تحييده لمسألة حقوق الإجهاض في المعركة الانتخابية الراهنة. أما نهج \"تستر\"، فهو لا يعول على القضايا الانتخابية المثارة, قدر تعويله على الأساس الشخصي المباشر في التعامل مع ناخبيه. وربما يكون هذان السباقان المذكوران, معادلاً سياسياً لمعركة \"فليرس كورسيليتي\" التي استخدم فيها البريطانيون الدبابات لأول مرة في الحرب العالمية نفسها. وفي السباقين المذكورين, لا تنشأ أهميتهما ودلالتهما من النتائج المباشرة لهما بحد ذاتهما, بقدر ما تكمن في تكتيكات انتخابية تؤثر بشكل كبير على مستقبل العراك الانتخابي. \r\n \r\n والملفت للنظر أن التنافس على السيطرة على مجلس النواب, ليس أقل ضراوة ولا حدة وشراسة مما هو عليه الحال في مجلس \"الشيوخ\". ففي هذا الأخير لا يحتاج \"الديمقراطيون\" إلا للفوز بخمسة مقاعد فحسب, من جملة 435 مقعداً, حتى تتسنى لهم السيطرة التامة عليه. وقد يبدو هذا للوهلة الأولى أمراً في منتهى اليسر والسهولة –لكونه لا يتطلب سوى الحصول على بضعة مقاعد فحسب هي بلغة الأرقام أقل من عشر إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب- إلا أن الحقيقة أنه أبعد من ذلك بكثير, وأشد جدية وتنافساً. وهناك سببان رئيسيان يضعان أكثر من تسعة أعشار مقاعد المجلس خارج حلبة المنافسة تماماً. أولهما ميل \"الجمهوريين\" إلى التعايش والتجاور مع بعضهما بعضاً, وكذلك ينطبق الشيء نفسه على منافسيهم \"الديمقراطيين\". ولاشك أن لهذا تأثيره السلبي الكبير من حيث خفضه لعدد المناطق الانتخابية التي يتوفر فيها توازن حزبي ثنائي كافٍ لخوض معركة انتخابية حامية بين الحزبين المتنافسين. أما العامل الثاني، فيتمثل في ميل مرشحي كل من الحزبين إلى تأمين مناطق انتخابية مغلقة لنوابهم وممثليهم الذين يشغلون مناصبهم التشريعية أصلاً. وعلى رغم قدم هذا التكتيك الانتخابي وتقليديته, فإن التكنولوجيا والأساليب الحديثة المستخدمة فيه -لاسيما من قبل \"الجمهوريين\"- مكنت من استخدامه بطريقة في غاية الحصافة والحنكة ودون أدنى شعور بالاستحياء منه. هذا ويعد \"ديمقراطيو\" و\"جمهوريو\" ولاية كاليفورنيا من أبرع مستخدميه على الإطلاق. فهم الأذكى في رسم الخطط الانتخابية التي تؤمن احتفاظ نوابهم بمقاعدهم وتأمينهم ضد أية مخاطر أو مغامرات انتخابية محتملة. وبالنتيجة فإنه لا أمل يرجى هذه المرة في \"الولاية الذهبية\" هذه. وفي تبديد هذا الأمل ما يعزز حدة التنافس وحمى المعركة الانتخابية في نوفمبر المقبل. \r\n \r\n جوناثان تشيت \r\n \r\n كاتب ومحلل سياسي أميركي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n