\r\n وقد تشبث المحللون النوويون الذين كشفوا عن وجود المفاعل بخلاصاتهم التي ذهبوا فيها إلى أن المفاعل سيدعم بشكل كبير قدرات باكستان على تطوير رؤوس حربية مصنوعة من البلوتونيوم. ومما يجدر ذكره في هذا السياق أنه يعتقد أن باكستان تتوفر على أقل من 50 رأساً حربية، جميعها مصنوعة من اليورانيوم المخصب. والجدير بالذكر أيضاً أن القنابل المصنوعة من اليورانيوم تعد أثقل وأصعب في حال تم تحميلها على الصواريخ. \r\n وفي هذا السياق، قال \"ديفيد أولبرايت\"، رئيس \"معهد العلوم والأمن الدولي\"، وهو منظمة غير ربحية مقرها واشنطن تعنى بدراسة وتقييم قدرات الدول النووية ومخزون السلاح الذي تتوفر عليه \"نحن واثقون من أن الأمر يتعلق بمفاعل كبير\". \r\n وقد استند تقرير المعهد المذكور إلى تقييم وتحليل لصور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية للمفاعل الباكستاني، الذي يقع داخل مركب نووي باكستاني يتوفر على مفاعل صغير قديم لإنتاج البلوتونيوم. وحسب المعهد المذكور، فإن حجم المنشأة التي ما تزال قيد الإنشاء يشير إلى أن الأمر يتعلق بمفاعل قوي يشتغل بالماء الثقيل، بقدرة تبلغ 1000 ميغاوات \"حرارية\" على الأقل، وإنتاج سنوي يقدر ب200 كيلوغرام من البلوتونيوم كحد أقصى، وهو ما يكفي لصنع 40 إلى 50 رأسا حربية. \r\n ومن جهة أخرى، حذر التقرير من إمكانية بدء جولة جديدة من التنافس النووي بين الجارتين باكستان والهند، اللتين تملكان كلاهما القنبلة النووية. غير أن مسؤولي الإدارة الأميركية، أعلنوا أن تقديرات المعهد غير صحيحة، مستندين في ذلك إلى استخبارات حكومية وخبراء نوويين، إلا أنهم لم يقدموا معلومات كثيرة على اعتبار أن التحليل الحكومي لم يرفع عنه طابع السرية بعد. \r\n وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إيدغار ماثيوز \"إن المفاعل هو أقل قوة بأزيد من عشر مرات\" من التقديرات الواردة في تقرير \"معهد العلوم والأمن الدولي\". غير أن ماثيوز أقر بأن باكستان تبدو حريصة على تنويع قدراتها على إنتاج مواد انشطارية لأسلحتها النووية، وأشار كذلك إلى أن المفاعل الجديد لن يخضع للمراقبة والتفتيش الدوليين. \r\n وقد زكى متحدث باسم الحكومة الباكستانية أمس موقف الإدارة الأميركية، قائلا إن قدرات المفاعل الإنتاجية هي أقل بكثير من 200 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا. ومن جانبه، قال أكرم شهيدي، المتحدث الإعلامي باسم السفارة الباكستانية في واشنطن، \"لقد تمت المبالغة كثيرا بشأن قدرات المفاعل\"، إلا أنه أقر في الآن نفسه بأن باكستان تعمل على تحديث برنامجها النووي \"من أجل الحفاظ على رادع نووي ذي مصداقية\". \r\n ومع ذلك، فقد استمر \"معهد العلوم والأمن الدولي\" في الدفاع عن تحاليله واستنتاجاته في بيان نشر على موقعه على شبكة الإنترنت، مقدما تفاصيل جديدة حول كيفية توصله إلى تلك الاستنتاجات. ومن ذلك –يقول المعهد- حجم المفاعل الذي يوجد قيد الإنشاء، والذي وصفه التقرير بأنه أكبر بكثير من مفاعل إنتاج البلوتونيوم الذي تتوفر عليه باكستان منذ 1998 \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n