\r\n \r\n \r\n \r\n وقد قال رئيس الوزراء في حديثه عن المفاوضات التي يعتزم إجراءها مع المنظمة: \"إن العملية ستكون طويلة وشاقة وصعبة\". ولم يكشف \"ثاباتيرو\" عن تفاصيل كثيرة، غير أنه تعهد بألا تقدم حكومته تنازلات سياسية كبيرة ل\"إيتا\"، التي يعتبرها العديد من الإسبان منظمة إرهابية. \r\n \r\n ومن المرتقب أن تركز المحادثات على مطلب الحكومة المتمثل في ضرورة تجرد مقاتلي \"إيتا\" من السلاح، إضافة إلى دعوة المنظمة إلى نقل السجناء الباسكيين إلى سجون قريبة من المدن التي ينتمون إليها. كما يرغب انفصاليو الباسك أيضاً في أن يكون لهم صوت في ما يخص تحديد مصير منطقتهم. هذا ومن المرجح أن يتم الحوار في اجتماعات مغلقة ببلد أوروبي آخر غير إسبانيا. وقد أعلن \"ثاباتيرو\" أن الأحزاب السياسية ستتوصل بتقرير حول تقدم عملية المحادثات أواخر سبتمبر. \r\n يذكر أن أزيد من مليوني باسكي يشتركون في العرق والتقاليد واللغة بمنطقة صغيرة شمال إسبانيا بالقرب من الحدود مع فرنسا. وقد حاربت \"إيتا\" من أجل استقلال بلاد الباسك شمال إسبانيا وجنوب فرنسا منذ السنوات الأخيرة لحكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الديكتاتوري الذي انتهى عام 1975. وقُتل في هجمات \"إيتا\" أزيد من 800 شخص، منهم أفراد شرطة وسياسيون وصحافيون، فيما جُرح آلاف آخرون. وكثيراً ما امتد العنف إلى أماكن أخرى من إسبانيا، بما في ذلك العاصمة مدريد. \r\n والواقع أن وضع حد نهائي للنزاع سيمثل نصراً كبيراً لثباتيرو، الذي واجهت حكومته الاشتراكية الإرهاب الإسلامي ومقاومة شديدة من الحزب الشعبي اليميني. أما في حال فشله، فمن المحتمل أن تسقط الحكومة، وربما يميل الوطنيون الباسك المشاركون في عملية السلام إلى فرض المزيد من المطالب المتشددة. \r\n وفي رد فعلها، أدانت جمعية تمثل أسر ضحايا هجمات \"إيتا\" قرار الحكومة بالتفاوض، متهمة ثاباتيرو ب\"قتل ذاكرة\" الموتى. وقد نظمت الجمعية ليلة الخميس الماضي احتجاجاً على المحادثات بمدريد. وفي هذا السياق، قال \"فيدال دي نيكولاس\"، وهو شاعر بمدينة بيلباو ورئيس سابق لمنظمة معارضة للوطنيين الباسكيين: \"إنه من الفظاعة أن توافق حكومة منتخبة وشرعية على الحوار مع عصابة إجرامية\"، مضيفاً \"إن الأمر شبيه ببائع مجوهرات يتفاوض مع سارق المحل\". \r\n أما زعيم المعارضة \"ماريانو راخوي\"، رئيس \"الحزب الشعبي\"، فقد أعلن في مدريد أن حزبه لا يؤيد مخططات الحكومة، قائلاً إن الحديث مع الإرهابيين أمر غير مقبول. غير أن استطلاعات الرأي تظهر تأييداً عاماً في أوساط الإسبان للتفاوض بشأن وضع حد للنزاع، حتى وإن اقتضى الأمر الجلوس مع قادة المليشيا إلى الطاولة. \r\n هذا وينتظر أن تكون المفاوضات المرتقبة مع \"إيتا\" مرفوقة بمحادثات سياسية تشارك فيها كل الأحزاب الباسكية، بما في ذلك الجناح السياسي المحظور للمنظمة \"باتاسونا\". وترمي هذه المحادثات إلى مناقشة الوضع المستقبلي للمنطقة. \r\n وقد أشاد عدد من الأحزاب الباسكية بقرار الحكومة الإسبانية، على غرار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وفرنسا. وقال مسؤول \"باتاسونا\" بيرناندو بارينا إن الخطوة تلزم ثاباتيرو ب\"احترام القرارات التي يتخذها الشعب الباسكي\". ومن جهتها، أثنت الحكومة الباسكية المحلية على قرار فتح محادثات مع \"إيتا\"، واصفة إياها ب\"الإيجابية\" ومتعهدة بدعمها. \r\n يُذكر أن إقليم الباسك يتمتع بدرجة من الاستقلال الذاتي، حيث تتوفر المنطقة على برلمان خاص بها وشرطة ومدارس وسلطات جبائية. غير أن بعض الباسكيين يسعون إلى المزيد من الصلاحيات مثل القدرة على توقيع اتفاقيات تجارية دولية. \r\n \r\n تريسي ويلكينسون \r\n مراسلة \"لوس أنجلوس تايمز\" في بيلباو بإسبانيا \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n