\r\n وقد رحبت المنظمات الساعية لإلغاء عقوبة الإعدام، ومن بينها منظمة \"ارفعوا أيديكم عن قابيل\" ومنظمة مشروع البراءة ومركز معلومات عقوبة الإعدام، رحبت جميعها بالحكمين الصادرين عن المحكمة. وتشير القضية الأولى إلى تحول في الطريقة التي تتم بها مكافحة عقوبة الإعدام. أما القضية الثانية فستساعد في خفض عدد الأشخاص الأبرياء الذين يتم تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم في الولاياتالمتحدة. وتقول منظمة مشروع البراءة إن 180 من نزلاء منطقة الإعدام قد تم الإفراج عنهم لأن عينات الحمض النووي (دي إن إيه) أثبتت براءتهم. \r\n \r\n وقد أنقذ الحكم الصادر في 12 يونيو حياة كلارنس إطوارد هيل نزيل منطقة الإعدام بولاية فلوريدا، ولكن ربما يكون هذا بشكل مؤقت فقط. وكان هيل قد تم توصيل ثلاثة أنابيب حقن تحتوي على مواد سامة بأوردته في الذراع، كما تم ربطه بأحزمة جلدية إلى محفّة في يناير 2006 عندما منحته المحكمة العليا تأجيلا في تنفيذ حكم الإعدام بحقه عندما كانت تقوم بدراسة القضية. \r\n \r\n وكان هيل قد طلب من المحكمة العليا دراسة النتائج التي توصلت إليها دراسة تم نشرها في عدد 2005 من \"ذي لانسيت\"، وهي صحيفة طبية بريطانية، توصلت إلى أن الكثير من نزلاء منطقة الإعدام قد عانوا من ألم رهيب بسبب الإعدام بواسطة الحقن بمواد كيماوية قاتلة. \r\n \r\n وتعليقا على هذا قال أوستين سارات، أستاذ القانون والعلوم السياسية بكلية أمهرستفي تصريح له عبر البريد الإلكتروني إن قضية هيل تمثل \"حجة مبنية على التفاصيل الصغيرة\". لكنه أضاف قائلا إن هذا \"يدل على تحول في الطريقة التي تتم بها معارضة عقوبة الإعدام في البلاد\". \r\n \r\n ولكنه ليس من المؤكد تماما ما إذا كان هذا الحكم سوف ينقذ حياة هيل أم لا. وفي قرارها الإجماعي في الأسبوع الماضي قالت المحكمة العليا في قرار كتبه القاضي أنتوني كينيدي أن استئناف هيل \"يبدو أنه يترك للولاية الحرية في استخدام إجراء بديل من الحقن بمادة سامة\". \r\n \r\n ويُعطي قرار كينيدي الآن هيل الحق في التقدم بطلب إلى محكمة فيدرالية أقل درجة لدراسة ما ادعاه من أن الألم الذي يمكن أن يعانيه بسبب الحقن السام سوف ينتهك حقوقه المدنية. \r\n \r\n وقال كريستوفر سلوبوجين، وهو أستاذ في جامعة فلوريدا ويقوم بتدريس القانون الجنائي: \"من الممكن أن تتوصل الولايات، (التي تسمح باستخدام الحقن السام) مثل فلوريدا، إلى مزيج كيميائي للحقن السام (مثل طريقة للحقن بعقاقير قاتلة تكون أقل ألما)، اعتمادا على ما يتم الحكم به في هذه القضية\". \r\n \r\n وقد وُجد هيل مذنبا لقيامه بقتل ضابط شرطة من بينساكولا بولاية فلوريدا عام 1982. قد قام حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش بالتوقيع على الحكم بإعدام هيل في نوفمبر 2005. \r\n \r\n وقال الحاكم إنه لن يقوم بالتوقيع على أية قرارات بالإعدام حتى تقوم المحكمة العليا بالحكم في النقاط التي تمت إثارتها في التماس هيل. \r\n \r\n ويقبع في منطقة الإعدام في هذه الولاية الجنوبية حوالي 371 شخصا. وقد قامت فلوريدا بتنفيذ الإعدام بحق تسعة أشخاص في السنوات الخمس الأخيرة. \r\n \r\n ويتم استخدام ثلاثة مولد كيماوية في إعدام نزلاء منطقة الإعدام في ولاية فلوريدا؛ حيث يتم إعطاء المحكوم عليه ثيوبنتال الصوديوم وبانكرونيوم بروميد ثم كلوريد البوتاسيوم وذلك من خلال الأوردة. ويتسبب العقار الأول في إفقاد المحكوم عليه وعيه، ثم يقوم الثاني بإيقاف النظام العضلي بأكمله في الجسم، أما الثالث فيتسبب في إيقاف القلب. وتستخدم 37 ولاية في الولاياتالمتحدة هذا الأسلوب. \r\n \r\n لكن قرار المحكمة العليا لم يتعامل بشكل محدد مع تأكيد هيل أن المواد الكيماوية الثلاثة تتسبب في ألم لا يمكن تصوره لمن يخضع لها. وبالإضافة إلى هذا فإن رأي القاضي كينيدي ألمح إلى أن التماس هيل لا يعني بشكل تلقائي أنه من الممكن إيقاف تنفيذ جميع أحكام الإعدام بالحقن السام في المستقبل أو إلغاؤها من خلال دعاوى قضائية مشابهة في المستقبل. \r\n \r\n وكتب القاضي كينيدي يقول: \"إن كلا من الولاية وضحايا الجريمة لديهما اهتمام كبير بتنفيذ الأحكام\". \r\n \r\n ومع ذلك فقد قضت المحكمة العليا أن هيل لديه الحق في طلب جلسة في محكمة أقل درجة لمنقاشة استخدام ولاية فلوريدا للحقن السام على أساس أنه ينتهك حقوقه المدنية لأنه أسلوب وحشي. \r\n \r\n وقال سلوبوجين: \"إن هذا لا يعني أن المحكمة العليا الأمريكية قد قالت إن وسائل ولاية فلوريدا في الحقن السام غير قانونية؛ فهذا أمر لم يقُرر بعد في المحاكم الأقل درجة\". \r\n \r\n ولهذا السبب فإن خبراء القانون يعتقدون أن القرار الخاص بقضية هيل ليس له إلى أهمية محدودة. \r\n \r\n كما قال جورج كيندال، كبير المحامين بمكتب نيويورك التابع لمؤسسة هولاند ونايت للمحاماة: \"تذكر أن هيل لم يقل 'ليس لكم الحق في إعدامي‘، بل كل ما قال هيل هو 'ليس لكم الحق في إعدامي بطريقة وحشية وبلا مبرر‘. وأنا سأكون مندهشا لو أن ولاية فلوريدا خضعت واستسلمت وخفضت عقوبة هيل إلى السجن مدى الحياة\". \r\n \r\n وبدلا من ذلك من المرجح أن تقوم ولاية فلوريدا والولايات ال36 الأخرى المتأثرة بالحكم بتغيير المزيج الذي يحتوي على العقاقير السامة التي تستخدمها في إعدام السجناء. \r\n \r\n وقال كيندال إن \"معظم الولايات سوف تظل تستخدم أسلوب الحقن بمادة سامة بدلا من الرجوع إلى الكرسي الكهربائي؛ لأن محامين في عدد من الولايات قد بدءوا في الاعتقاد بأن الكرسي الكهربائي ليس دستوريا\". \r\n \r\n ومع ذلك فإن منظمات حقوق الإنسان تعتقد أن الولاياتالمتحدة تتحرك ببطء تجاه إلغاء عقوبة الإعدام؛ حيث قال سيرجيو دي إليا، سكرتير منظمة \"ارفعوا أيديكم عن قابيل\"، وهي جماعة معنية بإلغاء عقوبة الإعدام ومقرها إيطاليا، في تصريح مكتوب: \"لقد بدأت التصدعات في إظهار الأسطورة المحيطة بلاإنسانية الحقن السام\". \r\n \r\n أما الرأي الثاني للمحكمة العليا، والذي كتبه كينيدي أيضا، فسوف يساعد في النهاية نزلاء منطقة الإعدام في إثبات براءتهم. فقد حُكم على بول جريجوري هاوس بالإعدام بتهمة ارتكابه لجريمة قتل يقول الادعاء إنها قد جرت أثناء جريمة اغتصاب في ولاية تينيسي. وقد أثار تحليل الحمض النووي (دي إن إيه) الذي تم بعد إدانة هاوس تساؤلات خطيرة بشأن ما إذا كان هاوس متورطا بالفعل في جريمة الاغتصاب، وبالتالي في جريمة القتل، أم لا. \r\n \r\n وقد التمس هاوس إعادة المحاكمة بناء على الأدلة الجديدة الخاصة بالحمض النووي (دي إن إيه) لكن التماسه رُفض في إحدى محاكم المقاطعة الأمريكية.وقد جاء حكم القاضي كينيدي بأن وظيفة المحكمة الأقل درجة \"ليست إصدار أحكام مستقلة فعلية بشأن ما يرجح حدوثه، ولكن وظيفتها هي تقدير التأثير المحتمل للأدلة على محلفين يتمتعون بعقل راجح\". \r\n \r\n وفي هذه القضية كتب كينيدي أن هاوس أراد فقط أن يبرهن على أنه \"في ضوء الأدلة الجديدة لن يحكم محلف راجح العقل بأنه مذنب دون أي شك\". (آي بي إس / 2006)