\r\n أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي والمملكة الأردنية الهاشمية في آب .1963 وقد استند هذا الحدث الى التزام موسكو بدعم أمن واستقرار المملكة اللذين هددتهما عوامل داخلية وخارجية. وقد اتخذ الاتحاد السوفييتي على الدوام موقفا حازما ضد أي عمل من شأنه تهديد وحدة أراضي المملكة, وادان احتلال الضفة الغربية, التي كانت جزءا من المملكة إبان حرب عام .1967 ولتقديم الشكر للقيادة السوفييتية على الموقف الذي اتخذته قام الملك الراحل الحسين بن طلال بأول زيارة الى موسكو في مطلع تشرين أول .1967 في فترات لاحقة حل الملك الراحل ضيفا على بلادنا عبر زياراته الرسمية وزيارت العمل والزيارات الخاصة, وفي عداد وفد \"الثلاثية العربية\". يتوجب القول أن الاتحاد السوفييتي, ومن ثم روسيا اعتبر الملك حسين أحد قادة دول الشرق الأوسط الأكثر شهرة وحكمة, وهو ما يشهد عليه بصفة خاصة مشاركة الرئيس الروسي بوريس يلتسين, رغم مرضه, في مراسم جنازة الملك الراحل. وقبل هذه اللحظة الحزينة بخمس سنوات, إي في عام ,1994 شارك ممثل الرئيس الروسي, وزير الخارجية كوزيريف في حفل التوقيع على معاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية في وادي عربه. \r\n \r\n في التسعينيات زار الأردن كلا من رئيس البرلمان الروسي حسبواللاتوف, ورؤساء جمهوريات كالميكيا ايلومجينوف, قباردينا-بلقاريا كوكوف, نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية شوميكو, رئيس حكومة جمهورية تتارستان محمدشين, نائب رئيس مجلس الدوما (النواب) عبداللتيبوف, وزراء خارجية روسيا كوزيريف, بريماكوف, ايفانوف, وغيرهم من الشخصيات السياسية والاجتماعية المرموقة. \r\n \r\n في السنوات الأخيرة ارتفع بصورة ملحوظة مستوى التعاون السياسي بين روسيا والأردن. في آب من عام 2001 قام الملك عبد الله الثاني بزيارة رسمية الى روسيا الاتحادية, تتالت بعدها زيارات العاهل الأردني الى روسيا, التي بلغت ست زيارات عمل. وقد قام بين قادة بلدينا حوار وثيق قائم على الثقة المتبادلة بخصوص العديد من شؤون السياسة الاقليمية والدولية, آخذين بالحسبان المداخل المشتركة والاحترام المتبادل للمصالح الوطنية والقومية. \r\n \r\n على الدوام اتسم بالمتانة التعاون في مجال التعليم العالي والصلات الثقافية, والتبادل الانساني. وقد بلغ عدد الخريجين من مؤسسات التعليم العالي السوفييتية والروسية ستة عشر ألفا. وهناك اليوم من بينهم أعضاء في مجلس الأعيان, ومجلس الوزراء, وهناك العديد من الشخصيات الاردنية المعروفة. تقدم روسيا في الوقت الحاضر عشر منح دراسية سنويا للحصول على الشهادة الجامعية, ومثلها للحصول على درجة الدكتوراه على حساب الموازنة الفيدرالية. وهناك منح أخرى تخصص من خلال جمعية الصداقة, وجمعية \"الوطن\" التي تعمل على تطوير العلاقات مع العديد من جامعاتنا ابرمت اتفاقيات ثنائية. على سبيل المثال وقعت جامعة البلقاء التطبيقية اتفاقية مع كل من جامعة سان بطرسبورغ الحكومية التقنية, وجامعة نوفوسيبيرسك. وهناك علاقات تعاقدية قائمة بين معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية والجامعة الأردنية, الذي منح الدكتوراه الفخرية لكل من الملك عبد الله الثاني بن الحسين والأمير الحسن بن طلال. \r\n \r\n وتشارك الفرق الفنية الروسية بانتظام في مهرجان جرش للثقافة والفنون, الذي تنظمه مؤسسة نور الحسين في الفترة ما بين تموز وآب من كل عام. في عامي 2004-2005 أحيت فرقة \"وسكوفسكوييه تريو\" التي تعتبر أحدى أفضل فرق أوركسترا الحجرة, وفنانو فرقة \"روسكي كونسيرت\" , ومغنية مسرح \"البولشوي\" أي. جورينا, وأعضاء مجموعة بالية جوردييفسكي \"الباليه الحكومي الروسي\" وغيرها من الفرق الفنية الرائعة في كل من عمان والبحر الميت حفلاتها الفنية وبنجاح كبير. \r\n \r\n وترتبط وكالتا الانباء في كلا البلدين ايتار-تاس وبترا بعلاقات قائمة على أساس تعاقدي (شباط 2005). في آذار من العام الجاري تم تمديد العمل باتفاقية التعاون بين المراسلين المحليين ووكالة أنباء ريا \"نوفوستي\". \r\n \r\n في شباط 2004 تم عقد اتفاقية ثنائية في مجال السياحة. وتم في موسكو افتتاح ممثلية مؤسسة تشجيع السياحة. في عام 2005 بلغ عدد المواطنين الروس الذين زاروا الاماكن السياحية والأثرية في المملكة أكثر من تسعة الاف شخص. \r\n \r\n أما حجم التعاون في المجال التجاري-الاقصادي فهو للآسف ما يزال متدنيا, مع العلم أنه نمى بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وبلغ في عام 2005 أكثر من 150 مليون دولار. وتتشكل التجارة أساسا من تصدير المواد الخام الروسية. وبدأت في الظهور في الأسواق الروسية الخضار والفواكه الأردنية, ومنتجات البحر الميت الطبيعية من مواد التجميل التي تصدر الى روسيا منذ سنوات عديدة. ويبدي رجال الأعمال الروس اهتماما للعمل في الأردن, الأمر الذي انعكس في تنظيم معرض الصناعات الروسية في عمان في الأعوام ,2002 ,2004 ,2005 2006 .وقد قام المسؤولون في غرفة التجارة والصناعة الروسية بزيارة الأردن أكثر من مرة. \r\n \r\n ويبدي الروس اهتماما خاصا بالسياحة الدينية, وزيارة الأماكن المقدسة في الأردن. أن التواجد الروسي في الأماكن المقدسة يعود لأكثر من قرن. في عام 1992 قام البطريرك الروسي اليكسي الثاني بالاشترك مع بطريرك القدس الراحل ثيودور في اضاءة دير دخول المنقذ الى الهيكل. في ايامنا الحالية يقوم رجال الكنيسة الروس بالتعاون مع متربوليت فيلادلفيا والأردن, وبطركية القدس بتقديم الدعم والمساعدة في طلاء قبة كنيسة القديس يوحنا في مكان تعميد المنقذ بالذهب. \r\n \r\n في عام 2004 حصلت الجمعية الأرثوذكسية الأردنية على جائزة الصندوق العالمي لوحدة الشعوب الأرثوذوكسية, الذي يترأس مجلس الوصاية فيه بطريرك موسكو وعموم روسيا اليكسي الثاني. في 15 ايار الماضي تم منح الجائزة الفخرية لمركز المجد القومي الروسي \"صندوق القديس أندريه\" والصندوق العالمي \"حوار الحضارات\" للملك عبد الله الثاني. كل هذا يساهم في تعزيز التقارب بين شعوب روسيا والأردن, وتعميق التفاهم المتبادل وتقوية الوحدة الثقافية والروحية. \r\n