\r\n \r\n \r\n فبينما انتصرت حكومة الجبل الأسود في تأكيد استقلالها الجديد، يوجد هنا في صربيا إحساس بالخسارة في وقت تعاقد فيه الشعب والحكومة على هوية مُقلصة جديدة، حيث قبلت الحكومة الصربية على مضض نتائج استفتاء الحادي والعشرين من مايو، الذي اختار فيه 55.5 في المئة من ناخبي الجبل الأسود الاستقلال، وهي نسبة تتجاوز تلك التي حددتها قوانين الحكومة والاتحاد الأوروبي من أجل الاعتراف بنتائج الاستفتاء. \r\n القادة الصرب لم يوضحوا كيف يعتزمون إعادة تشكيل الحكومة بعد أن أصبحت تضم وظائف كانت منوطة بالحكومة الفيدرالية. وحين طلبنا إجراء مقابلة مع بعض أعضائها، قالت متحدثة باسم الحكومة الصربية \"إن الجميع مشغول\". \r\n ويقول العديدون هنا إن المسؤولين الصرب صدموا بنتيجة رفضوا من قبل توقع حدوثها. وفي هذا الإطار، يقول نيناد ديوردييفيتش، الموظف بالحكومة الفيدرالية الذي شغل منصب مستشار وزير حقوق الإنسان في حكومة صربيا والجبل الأسود، \"إنهم يشعرون كما لو أن عضواً تم بتره من جسدهم\"، مضيفاً \"إن بعض السياسيين هنا مازالوا يؤمنون بأن الدولة الصربية تقع حيث يوجد الشعب الصربي\". ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن نحو ثلث سكان الجبل الأسود البالغ عددهم 620000 نسمة هم من الصرب. \r\n ويعد انفصال الجبل الأسود هزيمة أخرى إضافية بالنسبة لصربيا، التي فقدت البوسنة وكرواتيا في حروب قبل أزيد من عشر سنوات، وقد تفقد أيضاً إقليم كوسوفو، الخاضع لإدارة الأممالمتحدة حالياً، والذي مازال يعد رسمياً جزءاً من صربيا. ومما يذكر أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تؤيدان هذا الانفصال. \r\n يقول البعض إن من شأن الانفصال بين صربيا والجبل الأسود، وفقدان كوسوفو في حال حدوثه، أن يعود بفوائد ومزايا على صربيا التي -يقولون- ستكون مؤهلة أكثر لمواجهة تحدياتها السياسية والاقتصادية الخاصة. وفي هذا السياق، يقول \"سيدا أنتيك\"، عضو حزب \"جي 17\"، المشارك في الحكومة الائتلافية التي يقودها رئيس الوزراء فوييسلاف كوستونيتشا: \"ستكون المرة الأولى منذ 1918 التي لن تقسم فيها صربيا بسبب الصراعات العرقية والدستورية\". \r\n غير أن فكرة الانفصال تعد بالنسبة للكثيرين أمراً يصعب عليهم استيعابه في الوقت الراهن. وفي هذا الإطار، تقول ليليانا سمايلوفيتش، المسؤولة بصحيفة \"بوليتيكا\" المحافظة: \"على غرار أغلبية الشعب، أعتقد أنني مستاءة\"، مضيفة أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يصبح الناس مستعدين للاعتراف بقيام دولة جديدة. \r\n هذا فيما يتميز رد فعل البعض الآخر بالسخرية، حيث يحكي الناس في بلغراد أن الشعار القومي في التسعينيات كان يقول \"صربيا إلى طوكيو\". أما هذه الأيام، فيرون أنه سيكون ربما من الأنسب القول \"صربيا على غرار نوكيا\"، أي على غرار الهواتف المحمولة الفنلندية، ذلك أن صربيا باتت تتخذ كل سنة شكلاً جديداً وأصغر. \r\n \r\n نيكولاس وود \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في بلغراد \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n