\r\n فبعد فرز 96 في المئة من الأصوات، تبين أن \"أوريبي\" قد فاز ب62 في المئة منها، وهو ما يمثل تقدماً كبيراً على كارلوس غابيريا من \"القطب الديمقراطي البديل\"، الذي يعد أبرز منافسيه الثلاثة الرئيسيين، والذي حصل على 22 في المئة من الأصوات. وقد اعترف غابيريا بالهزيمة، وهو ما جعل من \"أوريبي\" أول رئيس تتم إعادة انتخابه بطريقة ديمقراطية في كولومبيا. ومما يجدر ذكره في هذا السياق، أن أنصار \"أوريبي\" في الكونغرس صوتوا العام الماضي لصالح تعديل الدستور من أجل السماح له بأن يصبح أول رئيس كولومبي في التاريخ الحديث يترشح لولاية ثانية. \r\n وبمناسبة فوزه في الانتخابات، قال \"أوريبي\" أمام حشد من أنصاره بأحد فنادق وسط المدينة: \"علينا أن نعمل على بناء دولة آمنة، ذلك أن الدولة الآمنة هي الضامن للحريات\"، مضيفاً: \"لقد سعا الإرهاب إلى القضاء على الحريات، غير أن الأمن الديمقراطي يعمل على استرجاع الحريات التي أراد الإرهاب القضاء عليها\". \r\n وقد تنافس \"أوريبي\" في هذه الانتخابات واعداً بمواصلة محاربة المليشيات العسكرية المعارضة، وفي مقدمتها \"القوات المسلحة الثورية في كولومبيا\" المعروفة اختصاراً ب\"فارك\"، والتي تخوض حرباً ضد الحكومة منذ أربعة عقود. ويعزى تحسن الأوضاع الأمنية في عهد \"أوريبي\" في جزء منه إلى \"مخطط كولومبيا\"، وهو عبارة عن مجموعة من المساعدات الأميركية الخارجية التي تقدم أزيد من 600 مليون دولار سنوياً لكولومبيا منذ 2000. \r\n وبفضل أموال \"مخطط كولومبيا\"، تمكن \"أوريبي\" من زيادة عدد قوات الشرطة والأمن بنحو الثلث، ليصل بذلك إلى نحو 400000 فرد منذ وصوله إلى السلطة عام 2002. وقد خصص جزء من هذه المساعدات لتمويل جهود تفكيك نحو 30000 من الوحدات شبه العسكرية \"اليمينية\". ونتيجة لذلك، انخفضت حوادث القتل منذ سنة 2002 بنحو الثلث، فيما تراجعت جرائم الاختطاف بحوالى الثلثين. \r\n غير أن منظمات حقوق الإنسان انتقدت \"أوريبي\" على خلفية ما تصفه بالانحياز لصالح المجموعات شبه العسكرية في عملية السلام. بيد أن مسؤولاً رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأميركية زار كولومبيا هذا الأسبوع قال إنه ليس أمام \"أوريبي\" من خيار سوى أن يعرض عليهم شروطاً محفزة مقابل تجردهم من السلاح. وتساءل المسؤول قائلاً \"ما البديل؟ البديل الوحيد هو ألا تكون هناك عملية سلام\". \r\n والواقع أن نتائج الأحد كانت أفضل مما توقعه العديد من المراقبين بالنسبة ل\"أوريبي\"، وذلك بالرغم من نسبة المشاركة القليلة نسبياً والتي تمثلت في نحو 45 في المئة. وقد أبلى \"أوريبي\" بلاءً حسناً في المناطق الحضرية، حيث دفع تقدم المليشيات العسكرية والهجمات الإرهابية قبل انتخابه في 2002 نحو مليون مواطن من الطبقتين الوسطى والعليا إلى الفرار من البلاد. \r\n وقد عبَّر الناخبون من شرائح مجتمعية مختلفة، حين تم استفسارهم بعد الإدلاء بأصواتهم هنا صباح الأحد، عن تأييدهم ل\"أوريبي\". وصاح الموظف المتقاعد \"خوليو بينييرو\" ذو السبعة والسبعين عاماً حين مغادرته مركز الاقتراع بحي \"20 يوليو الفقير\": \"هيا أيها الرئيس!\". وأضاف قائلا: \"إن الناس يشعرون بأن البلاد تتقدم إلى الأمام ويعرفون ما يكفي حتى لا ينخدعوا بالألوان الزاهية والوعود الفضفاضة. لقد تطلب الأمر جهوداً كبيرة وضرائب مرتفعة، ولكن كل ذلك كان لمصلحتنا. ولذلك، ينبغي علينا جميعا مساندة الرئيس حتى يستكمل مخططه\". \r\n وقد جاء فوز \"أوريبي\" بالرغم من إبلاغه الكولومبيين في مارس المنصرم بنيته زيادة الضرائب المفروضة على الأغنياء من أجل تمويل شراء معدات للجيش. وفي لقاء مع الصحافيين يوم الأحد، أعرب \"أوريبي\"، المولع بقراءة الكتب والمحامي المتخرج من جامعة أوكسفورد، والذي تلقى بعض محاضرات على يد منافسه \"غابيريا\"، عن عدم نيته الترشح لولاية رئاسية ثالثة. غير أن العديد من الناخبين عبروا يوم الأحد عن تأييدهم له مرة أخرى إن هو فعل. وعن \"أوريبي\" تقول \"ميرسيديس مورا\"، وهي ربة بيت في الثالثة والستين من عمرها: \"إنه هنا من أجل إدارة شؤون البلاد، وباستطاعته وضع حد للحرب إذا ما ساندناه\". \r\n غير أن أقلية من الناخبين ترى أن \"أوريبي\" أهمل الفقراء وأضحى سلطوياً. وفي هذا السياق، تقول \"نورا كاساس\"، وهي معلمة في السابعة والخمسين من عمرها: صوتت لصالح \"غابيريا\"، \"لأنه حين يقوم الناس بالاحتجاج، يصفهم أوريبي بالشيوعيين أو المجرمين\". \r\n \r\n كريس كرول \r\n مراسل \"لوس أنجلوس تايمز\" في بوغوتا \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n