\r\n يبدو هذا الاتفاق في ظاهره جيداً بالنسبة لسوريا التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع أمريكا بسبب مواقفها من الحرب الأمريكية على العراق، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وبسبب دور دمشق في لبنان. إن هذا العقد الذي تصل قيمته إلى 127 مليون دولار سيستمر لمدة 25 عاماً وقابل للتجديد خمس سنوات أخرى. \r\n ولكن الاتفاق الذي ينص على إنتاج 2 مليون متر مكعب من الغاز و 5.000 برميل من النفط يومياً بحزي على بند غاية في الأهمية وهو يسمح لشركة ماراثون ببيع مصالحها إلى طرف ثالث ومغادرة سوريا، كما فعلت غيرها من شركات النفط الأمريكية. \r\n في أيار 2004 فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على سوريا وكانت شركات النفط المتضرر الأكبر من هذه العقوبات. وفي ذلك الوقت صرح مسؤول مرموق في الخارجية الأمريكية، دون ذكر اسمه، قائلاً بأن \" شركات النفط على دراية تامة بالوضع..... وسيكون من الصعب عليهم الاستمرار في العمل في سوريا\". \r\n وبالنتيجة لجأت العديد من شركات النفط الأمريكية إلى المغادرة أو تخفيض سوية أعمالها في سوريا. ففي عام 2004 غادرت شركة كونكو فيليب، أما ديفون اينرجي فقد باعت مصالحها إلى شريكتها غلف ساندز. ولكن الشركات الكبرى أمثال شيل، وتوتال الفرنسية فقد فضلت البقاء. \r\n في عام 2004 كانت إنتاج النفط في سوريا يصل إلى 410.000 برميل نفط يومياً وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. ولكن هذا المستوى بعيد جداً عن المستوى المطلوب وهو 600.000 برميل يومياً، الأمر الذي دفع السلطات المسؤولة لتكثيف جهودها في البحث عن مصادر جديدة. \r\n في لقاء له مع اليونايتد برس انترناشيونال، قال عماد مصطفى، السفير السوري في واشنطن، \" نحن نتبنى حالياً سياسة حثيثة لاكتشاف مصادر نفطية جديدة في سوريا. ونعتقد بأن هناك إمكانيات، لذا نقوم بتوجيه دعوة لشركات النفط الكبرى وشركات الغاز للمجيء إلى سوريا\". \r\n ولكن هناك مصادر تقول بأن سوريا بالغت في تقدير مصادرها ولن تتمكن في نهاية المطاف من تحقيق طموحاتها بهذا الشأن\". \r\n قال ياهاي سادوسكي، المحلل المرموق لدى شركة PFC المتخصص بشؤون الشرق الأوسط \" إن سوريا مفرطة في ثقتها بشان كمية النفط لديها. وهم لم يلعبوا بأوراقهم بشكل حكيم\". \r\n ولكن مصطفى يقول بان سوريا تلتزم بعملية إصلاح جريئة للاقتصاد من اجل جذب الاستثمارات. \r\n وأضاف السيد مصطفى بان سوريا في عام 2005 استقطبت الكثير من الاستثمارات وانضمت إلى اتفاقيات التحكيم الدولية وأصبح لديها المزيد من الفعاليات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما أن سوريا تقدمت الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ولكنا تواجه معارضة من الولاياتالمتحدة. \r\n وبالنسبة للشركات الغربية، فهي تغادر ببطء، لذا تتطلع سوريا إلى جهات أخرى مثل حليفتها روسيا ونحو الأسواق الجديدة مثل الصين والهند. \r\n في الحقيقة قامت شركة ساندز، الشريك الأسبق ل ديفون، قامت ببيع 50 % من المشروع لشركة سويوز نفت غاز في أيار 2005. وفي شهر كانون الأول من العام نفسه تعاقدت شركة روسية مع الحكومة السورية لإنشاء محطة لمعالجة النفط بقيمة 2.7 مليار دولار. \r\n يقول مرهف جويجاتي الأستاذ المساعد في معهد الشرق الأوسط \" هناك الكثير من الاهتمام من قبل الصين والهند تجاه سوريا، ومن الواضح جداً أن سوريا مهتمة جداً بذلك. وفي حال تم العثور على نفط أو غاز من جديد فسيكون هناك استثمارات جديدة\". \r\n إن هذا يعتبر إنذارا هاماً لأن بعض الخبراء يقولون بأن سوريا كانت مخطئة في سعيها نحو المصادر السهلة الاستخراج والافتقار إلى تكنولوجيات التي تمكنها من استخراج النفط والغاز الصعب البلوغ. \r\n قال سادوسكي \" لقد سعت سوريا نحو النفط السهل الاستخراج. وما بقي صعب الاستخراج وهم بحاجة إلى تقنيات عالية\". وأضاف \" الصين تقوم بتطوير بعض هذه التقنيات ولكنها ليست مثل التي تمتلكها الشركات الغربية\". \r\n إن شركة تشاينا ناشيونال بيتروليوم كوربوريشن CNPC الصينية وأويل أند ناتشرال غاز كوربوريشن ONGC الهندية ليستا شركاء فحسب، بل إنهما تمنحا سوريا دعماً دبلوماسياً ضد الغرب. فالصين عضو دائم لدى مجلس الأمن في الأممالمتحدة وتمتلك حق الفيتو، أما الهند فتعتبر حليفة مقربة من الولاياتالمتحدة. كما أم كلا الدولتين تعتليان قمة لائحة مستهلكي الطاقة في العالم. \r\n ولكن مصطفى رفض الانتقادات الموجهة حول استخدام سوريا لثروتها النفطية لتحقيق مكاسب دبلوماسية. \r\n حيث قال \" ان وصف سوريا على أنها اقتصاد نفطي أخر فحسي هو وصف مغلوط. فنحن نعتمد على النفط لدعم اقتصادنا، ولكن القول بأننا نعتمد على ثروتنا النفطية للتلاعب بالقضايا السياسية هو أمر فيه مبالغة\". \r\n يرى خبراء الطاقة بأن السبب في زيادة الاهتمام نحو سوريا قد يعود إلى أنها من الأماكن القليلة التي ما تزال فيها مصادر الطاقة متوفرة، وليس أي إستراتيجية أخرى تتبعها الحكومة السورية. فالشركات الكبرى مثل شيل التي تحصل على 18 % كعائد في جميع أرجاء العالم، تحصل على 15% في سوريا وبسبب شروط هذه الأخيرة \r\n القاسية. وتبدو الصين مع غيرها مستعدة للتعاون بعائدات أقل. \r\n يقول سادوسكي \" ليس هناك إستراتيجية مدروسة لاستقطاب أسيا. فسوريا بدلاً من ذلك تمتلك نظم قاسية من شانها إبعاد الشركات الغربية والصينيون على استعداد لدفع كل ما باستطاعتهم للحصول على المصادر\". \r\n \r\n \r\n