\r\n \r\n إذ قد تصبح كلمات نجاد حجة أخرى لأولئك الذين يسعون إلى ذريعة من أجل حملة عسكرية ضد إيران حيث لاتفتأ وسائل الإعلام العالمية في الاستشهاد بها في المقالات التي يناقش كاتبوها إمكانية قصف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية ويبدو أن إسرائيل تتجه بشكل واضح للإقدام على هذه الخطوة لكن هل تحتاج لها ؟ \r\n كتبت روسا بروكس في لوس أنجلوس تايمز في أبريل الماضي تقول : \"سوف يعجل بالحرب الصفقة الروسية التي قيمتها 700 مليون دولار لبيع منظومات صواريخ دفاع جوي تور لإيران وعندما تبدأ الحرب سوف تكون بين إيران وإسرائيل وقبل أن تنتهي ربما تشعل الشرق الأوسط برمته\" . \r\n في 1981 قصفت إسرائيل مفاعل نووي عراقي لأنها رأت فيه تهديدا لأمنها القومي وإذا بدا ذلك ثانية فلماذا لاتعيد الكرة لاسيما وأن إيران تنضح بالتهديدات ؟ وهذه الفكرة مقبولة في بعض الأحياء الإسرائيلية فمن خلال الحديث إلى الزعماء المعاصرين يمتدح رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتانياهو ماقامت به تل أبيب في 1981 . \r\n بيد أن الوضع في المنطقة الآن يختلف عما كان عليه الحال قبل ربع قرن من الزمن في ذلك الوقت فإن قصف المفاعل النووي العراقي لم يكن ليفجر حربا إقليمية ولم يكن الإسرائيليون يعانون من أي مخاطر أما الآن فإن النهاية ربما تكون مختلفة . \r\n يبدو أن طهران تتوق لأن تصبح ضحية وليس معتدية وأن القصف الإسرائيلي يصب في هذا الاتجاه لكن هل تريد إسرائيل حربا إقليمية جديدة ؟ \r\n وضع فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية إسرائيل في ميزة كبيرة على الساحة الدولية حيث تنظر كثير من الدول إلى حماس بوصفها منظمة إرهابية ولايطلب أحد من إسرائيل إجراء محادثات معها فلأول مرة منذ سنوات طويلة لايضغط المجتمع الدولي على إسرائيل ولايتم إرغامها على تقديم تنازلات أو اتفاقات سلام من خلال تدخل أطراف أخرى وكان يمكن أن يكون مفهوما أو معقولا تحويل اهتمام المجتمع الدولي إلى إيران لو أن الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كان في غير صالح إسرائيل لكن ليست هذه هي الحالة الآن . \r\n بالإضافة إلى ذلك فإنه عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغين بتدمير المفاعل النووي العراقي في 1981 لم يكن يتحرك من منطلق مصالح الأمن القومي فحسب بل كان يسيطر على تفكيره أيضا السباق الانتخابي الذي لم يكن يعد بالكثير بالنسبة لحزبه حزب الليكود وأسهم العمل العسكري الناجح في فوزه في الانتخابات التشريعية وعلى عكس ما كان بالنسبة لبيغين فإن رئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت لايحتاج إلى أعمال يكون لها صدى مدو -فالانتخابات منتهية لتوها والائتلاف الحكومي قد تم تشكيله وهناك مجموعة من القضايا الداخلية التي تتطلب اهتمامه. \r\n زد على ذلك أن أولمرت وعد ناخبيه بإقامة الحدود الدائمة لإسرائيل بحلول 2010 وأن ذلك يمكن أن يغدو أمرا بالغ الصعوبة دون دعم دولي كما أنه من غير المحتمل له أن يقوم بعمل ضد إيران مخاطرا بنفسه في ذلك وكما أعلن واحد من أقدم السياسيين الإسرائيليين وهو شيمون بيريز مؤخرا أن الخيار الأفضل بالنسبة للدولة اليهودية هو إعطاء زمام المبادرة في القضية الإيرانية للولايات المتحدة وزعامات عالمية أخرى وقصر دورها على التنبيه بالطبيعة الخطيرة للمشكلة . \r\n وبناء عليه فإنه من غير المحتمل أن يخاطر الإسرائيليون بقصف إيران دون موافقة أو طلب من الولاياتالمتحدة ومن المشكوك فيه بشكل كبير أن تشرك الولاياتالمتحدة إسرائيل في هذا الصراع إذ من الممكن أن يغير ذلك بشكل مذهل الأهداف الرئيسية التي تحاول واشنطن تسليط الضوء عليها في الشرق الأوسط وأن ذلك سوف يكون في غير مصلحتها . \r\n تعتقد غالبية شعوب الشرق الأوسط أن تصرفات الولاياتالمتحدة وإسرائيل متحدة بشكل يتعذر فصلها ولا يشك أحد بأن ما يحرك واشنطن في المنطقة هو المصالح الإسرائيلية والتدخل الواضح من قبل إسرائيل في الصراع مع إيران يمكن أن يضر بشكل كبير بكل جهود الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط ويحرمها من مهمتها\"الإنقاذية\" . \r\n وهذا هو السبب في وجود شك كبير بأن يكون الإسرائيليون في الطليعة لمهاجمة طهران كما أن هناك سببا آخر حيث إن هناك حديثا عن قصف إسرائيلي محتمل للمنشآت النووية الإيرانية منذ عدة سنوات لكن ذلك لم يحدث ولم يثق الإسرائيليون أبدا بقدرة العالم على تسوية الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية وفي هذه الحالة فلماذا إذا لم يقوموا بنفس الفعل الذي قاموا به في العراق ؟ هل الوضع الدولي غير مشجع ؟ أم هل تنقصهم المعلومات الاستخباراتية أو القدرة التقنية ؟ أم لأن التهديد الإيراني ليس كبيرا ؟ \r\n إن تزويد إيران بمنظومات الدفاع الجوي الروسية يصعب بشكل كبير قصف المنشآت النووية الإيرانية وإن كان حتى الوقت الحالي فإنه يكفي لإسرائيل أن العالم كله بما فيه طهران يدرك قدرتها على الدفاع عن نفسها وعلى التصدي لأي تهديد وليس عليها أن تدخل في عمل كي تثبت ذلك ولو على الأقل حتى الآن. \r\n \r\n *معلقة سياسية في وكالة الأنباء الروسية. \r\n خدمة كيه آر تي خاص ب(الوطن). \r\n \r\n