\r\n ويحظى فان ريبر باحترام واسع النطاق باعتباره مفكرا عسكريا خرج من ساحات القتال في فيتنام مصمماً على المساعدة في فهم أساس الأخطاء التي حدثت هناك ولماذا حدثت وكيف يمكن تداركها. \r\n \r\n \r\n وفان ريبر، الذي ترأس الكلية البحرية الحربية في فيرجينيا والكلية الحربية الوطنية في واشنطن قبل تقاعده في 1997، قال في مقابلة صحافية في أكتوبر 2004 إن القوات المسلحة أخطأت في فهم الدروس بعد الحرب العالمية الثانية ونتج عن ذلك الخطأ كارثتان كبيرتان كوريا وفيتنام. \r\n \r\n \r\n وقال الجنرال تعليقاً على مجريات الأمور في العراق: «أعظم ما أخشاه أننا نتجه نحو شيء شبيه بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، وهو عدم فهم الدروس الصحيحة كما ينبغي». \r\n \r\n \r\n وأشار بوضوح إلى أنه ليس ناشطاً معارضاً للحرب، حيث قال في حديث إعلامي مؤخراً: «علينا أن نبقى في العراق. علينا أن ننجز المهمة. لكن علينا أن ننجزها بالشكل الصحيح». \r\n \r\n \r\n وفي حديثه مع وكالة «نايت ريد» أشار إلى أنه بتفحص قيادة رامسفيلد وجد ثلاثة مظاهر محددة للقصور وانعدام الكفاءة. \r\n \r\n \r\n أولاً: إذا أوجد أي قائد كتيبة تحت إمرته «مناخاً رديئاً للقيادة إلى هذا الحد» أو شاهد «البلطجة» التي تتواصل في البنتاغون تحت قيادة رامسفيلد، فسوف يأمر بفتح تحقيق رسمي على الفور ويصرف القائد المخطئ عن الخدمة. \r\n \r\n \r\n ثانياً: وحتى أكثر من ذلك فإنني يضيف ريبر أركِّز على قصور أداء رامسفيلد في ما يتعلق بتحضير القوات المسلحة الأميركية للمستقبل. ذلك أن مفهومه عن التحوُّل يعتمد على كلمات طنَّانة فارغة. \r\n \r\n \r\n ثالثاً: طبقاً لما يقوله فان ريبر، فإنه في عهد رامسفيلد لم يكن هناك أي إشراف أو رقابة على المشتريات العسكرية. \r\n \r\n \r\n وخلص فان ريبر إلى أن «رامسفيلد فشل في 360 درجة في عمله. وهو غير كفء لهذا المنصب. وإن أي رجل ارتكب الأخطاء التي ارتكبها رامسفيلد، تكتيكياً واستراتيجياً يتم عادة صرفه عن الخدمة فوراً». \r\n \r\n \r\n وإحدى الحوادث التي صعقت فان ريبر حدثت عام 2002، عندما طلب منه أن يلعب دور قائد قوة حمراء معادية في لعبة مناورات حربية تستمر ثلاثة أسابيع بتكلفة 250 مليون دولار تحت عنوان «تحدي الألفية 2002». وتم الترويج لها على نطاق واسع على أنها أفضل التمارين الحربية من نوعها على الإطلاق لأنها تقدم اختباراً مرتجلاً لأبرز أفكار ونظريات البنتاغون ورامسفيلد. \r\n \r\n \r\n ورغم استخدام أسماء مستعارة، فإن المناورات تضمَّنت أزمة تتجه نحو اندلاع حرب في منطقة الخليج، وكان واضحاً أنها عملياً كانت اختباراً مموهاً لغزو إيران. وفي المناورات التي يتم التحكم بها الكترونياً، اندفع أسطول صغير من السفن الحربية والمراكب البرمائية الأميركية إلى الخليج، فأدرك فان ريبر أنها تتهيأ لتوجيه ضربة استباقية ضد البلد الذي يُفترض أنه يدافع عنه. \r\n \r\n \r\n وقرَّر فان ريبر أن يبادر هو بالهجوم وبصورة غير تقليدية مستخدماً قوارب خفيفة سريعة مزوَّدة بصواريخ مضادة للسفن، إضافة إلى استخدام صواريخ كروز مضادة للسفن تطلق من بطاريات على الشاطئ من الجيل الأول. وقام بتعبئة قوارب وطائرات صغيرة بالمتفجرات لتقوم بموجة ضخمة من الهجمات الانتحارية ضد الأسطول الأزرق (الأميركي). \r\n \r\n \r\n وأخيراً أوقف الجنرال كل الإشارات اللاسلكية وأرسل أوامره الحربية عن طريق رسل يقودون دراجات نارية بعيداً عن متناول خبراء فك الشيفرات في القوة الأميركية. \r\n \r\n \r\n وفي ساعة الصفر أطلق مئات من الصواريخ باتجاه الأسطول البحري وأرسل عشرات القوارب والطائرات الانتحارية التي استهدفت السفن الحربية في هجوم خاطف تفوق على دفاعات الأسطول التي تعتمد على صواريخ «أجيس» ومدافع «غاتلينغ» التي يتم التحكم بها عن طريق الرادار. \r\n \r\n \r\n وعندما انقشعت سحب الدخان الأسود تبين أن القوات الحمراء «المعادية» أغرقت 16 سفينة من الأسطول الأميركي، بما في ذلك حاملة طائرات ضخمة في الهجوم المضاد الكاسح الذي قتل فيه مئات الجنود من القوات الزرقاء (الأميركية). \r\n \r\n \r\n أوقف الحكام اللعبة، وهو أمر طبيعي، عندما يحسم النصر لأحد الطرفين في مرحلة مبكرة، وأعتقد فان ريبر أن القوة الزرقاء سوف تضع خططا جديدة أفضل قبل استئناف لعبة المناورات الحربية. \r\n \r\n \r\n لكنه فوجئ عندما علم أن لعبة المناورات الحربية ستتبع الآن سيناريو محددا لضمان انتصار القوة الزرقاء، فلقد طلب منه أن يشغّل كل الرادارات المضادة للطائرات، لكي يتسنى رصدها وتدميرها، وتم إبلاغه أنه لن يسمح لقواته بإسقاط أي طائرة من الطائرات التي تحمل جنود القوة الزرقاء إلى الشاطئ. \r\n \r\n \r\n لم يقدم البنتاغون أي تفسير لما حدث. ووضع ختم السرّية على التقرير المؤلف من 21 صفحة، الذي قدمه فان ريبر منتقداً نتائج وإدارة ألعاب المناورات الحربية إلى جانب تقرير لمراقب آخر من وزارة الدفاع. ولم يفرج مسؤولو البنتاغون عن تقرير قيادة القوات المشتركة في المناورات. \r\n \r\n \r\n خرج فان ريبر من هذا الميدان ولم يرجع إليه بعد ذلك. فلقد شعر بسخط كبير من أن لعبة المناورات الحربية تحولت من لعبة مفتوحة نزيهة لاختبار كفاءات أميركا القتالية، إلى تمرين مبتذل مخطط له لينتهي بانتصار ساحق للقوة الأميركية. \r\n \r\n \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز \r\n \r\n \r\n خاص ل«البيان» \r\n \r\n \r\n