وأخذ أصحاب الآراء المعارضة للصين في الكونغرس الأميركية إجازة أغسطس. غير أنه على الرغم من ذلك كله، فإنه لا يزال هناك تحت السطح مصادر جديدة للصراع آخذة في التكون ويمكننا بناء عليها أن نتوقع تدهوراً جديداً في العلاقات بين الطرفين. في حقيقة الأمر يأتي الإحساس بعدم الثقة بين الحكومتين ليجعل من المنافسة بينهما أهم باعث للخطورة الجيوسياسية في المستقبل المنظور. \r\n \r\n \r\n وصدرت سلسلة من البيانات عن البنتاغون توضح أن الحكومة الأميركية تعتبر جهود التطوير العسكري الصينية والعلاقات التجارية الصينية مع الأنظمة المارقة تعتبرها التهديد الأكثر إلحاحاً الآن على الأمن القومي الأميركي. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمام مؤتمر عقد في سنغافورة أخيراً حول قضية الأمن الآسيوي إن الولاياتالمتحدة تشكك في الإدعاءات الصينية التي تفيد بأن معدلات الإنفاق العسكري المطردة في الصين هي لأغراض دفاعية فحسب. \r\n \r\n \r\n وتساءل رامسفيلد بالقول: «بالنظر إلى عدم وجود دولة تهدد الصين، فإن المرء يجد نفسه متسائلاً: «لماذا تلك الزيادة في الاستثمار العسكري؟» وقد أعرب العديد من مسؤولي الحكومة الأميركية عن المخاوف نفسها التي أعلنها وزير الدفاع الأميركي. لقد اتخذت الإدارة الأميركية قراراً بأن القوة العسكرية الصينية يجب إيقافها. \r\n \r\n \r\n ولهذا السبب نحّى الرئيس الأميركي مخاوف الانتشار النووي جانباً ووعد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الشهر الماضي بأن الولاياتالمتحدة ستزود بلاده بتكنولوجيا نووية مدنية وكذلك بأنظمة أسلحة تقليدية مثيرة للجدل، ومعدات للتدريب. وقال مسؤولون من وزارة الدفاع لصحيفة «واشنطن بوست» الشهر الماضي إنهم يعتبرون كثيراً من الصفقات العسكرية المقترحة، \r\n \r\n \r\n مثل طائرات المراقبة المضادة للغواصات والتي يمكن أن تحدد مواقع الغواصات الصينية في المحيط الهندي وأنظمة الرادارات المعقدة الخاصة بالمدمرات الهندية يعتبرونها مفيدة لمراقبة الآلة العسكرية الصينية. ويصف البيت الأبيض المحادثات الأخيرة مع الهند بأنها «الخطوات القادمة في الشراكة الاستراتيجية». \r\n \r\n \r\n إن جورج بوش يعلم أن القانون الأميركي يجب أن يعدّل حتى يستطيع أن يفي بهذا الوعد، وذلك لأن الهند ليست عضواً في معاهدة منع الانتشار النووي. غير أن الإدارة متلهفة للغاية لكي تساعد على إيجاد طرف ذي ثقل يعادل النفوذ المتنامي للصين لدرجة أن الاتفاق تم الإعلان عنه حتى قبل أن يتم الوصول إلى كيفية تنفيذ التفاصيل. \r\n \r\n \r\n وهناك مبادرات أخرى أقل قيمة من قبل الإدارة لها علاقة مباشرة باحتواء النفوذ الصيني في آسيا. فإعلان بوش أنه سيزور فيتنام أثناء مؤتمر قمة الأبيك العام المقبل هو إعلان يندرج تحت الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتحسين موقفها في جنوب شرق آسيا. \r\n \r\n \r\n وليست تلك الخطوات المتمثلة في إمكانية عقد اتفاق تجارة مع تايلاند والمستوى العالي من الاهتمام الذي تبديه أميركا بالفضائح المتعددة التي تهدد الرئيسة الفلبينية غلوريا ماكاباغال أرويو، والجهود المعلنة على الملأ لمساعدة اندونيسيا في التخلص من عواقب كارثة تسونامي في ديسمبر الماضي، كل تلك الخطوات مرتبطة كل الارتباط بالحد من النفوذ الصيني في المنطقة. \r\n \r\n \r\n كما أن تعامل الإدارة مع المنظمات المتعددة الاطراف مركز بشكل مباشر في الاتجاه ذاته. فقد تجاهلت الإدارة مجموعة بلدان شرق آسيا التي تسيطر عليها الصين، بل إنها تجاهلت كذلك اجتماع الشهر الماضي لمنظمة الآسيان والذي عقد في لاوس (وحدث للمرة الأولى فيما يزيد على جيل كامل من الزمن أن أرسلت أميركا نائب وزير وليس وزير الخارجية لحضور تلك الاجتماعات). \r\n \r\n \r\n والإدارة الأميركية آخذة الآن في التحدث عن المخاوف الأمنية من خلال علاقاتها الثنائية مع الدول المفضلة لديها. وعلى المدى الأبعد، يأمل البيت الأبيض بأن ينشيء منتدى أكثر توازنا من خمسة أطراف لمنطقة شمال شرق آسيا يتناول بشكل مبدئي الموضوعات غير الجدلية بشكل نسبي مثل التعاون في مجال الطاقة. \r\n \r\n \r\n ووقعت بكين كذلك اتفاقية شراكة إستراتيجية مع اندونيسيا تحصل بموجبها الاخيرة على تكنولوجيا صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، واندونيسيا متحمسة للغاية للاتفاق لاسيما بعد ان رفضت أميركا ان تبيعها أسلحة وقطع غيار قبل ان تقوم بمحاكمة مسؤولين عسكريين متهمين بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان في تيمور الشرقية التي كانت تابعة في السابق لاندونيسيا. \r\n \r\n \r\n هناك عدد من التطورات على المستويين القريب والمتوسط يمكن ان تشعل التوتر بشكل أكبر بين الطرفين، فهناك أسباب كثيرة تدعو للتوقع بأن تعود إلى واشنطن ضغوط تطبيق سياسات حمائية ضد البضائع الصينية وذلك مع عودة الكونغرس للانعقاد في سبتمبر المقبل، \r\n \r\n \r\n وفي ضوء هبوط شعبيته بسبب حرب العراق والمشكلات التي يواجهها على المستوى المحلي والاعتقاد المتنامي بأنه أضحى رئيساً في وضع البطة العرجاء كل تلك الأشياء ستحد في أغلب الظن من قدرته على مواجهة تبني الكونغرس موقفاً متشدداً من بكين. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» \r\n \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n