ورغم كل الملاحقة الدولية التي خصصت فيها جائزة قيمتها 25 مليون دولار لرأس كل واحد منهم. ولكن قال المسؤولون الذين أجري الحوار معهم يوم الأحد الماضي, إن الرسالة التي بعث بها قادة التنظيم الثلاثة عبر تلك الأشرطة –أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبومصعب الزرقاوي- كشفت عن تباين واختلاف في الدوافع والمصالح والأهداف السياسية للهؤلاء الثلاثة. ومع أنه لم يسبق لقادة التنظيم التصريح وبث رسائلهم وأشرطتهم المسجلة في أسبوع واحد وبالتزامن مع بعضها بعضاً, إلا أنه لا توجد أية أدلة على حدوث تنسيق بينهم سواء من ناحية التوقيت أم من حيث المحتويات واللغة المستخدمة في التصريحات الثلاثة الأخيرة. \r\n \r\n وجاء في حديث مسؤولي الاستخبارات الأميركيين وتصريحاتهم, أن ما قصد تأكيده \"أبومصعب الزرقاوي\" المتحالف مع تنظيم \"القاعدة\" عبر شريطه, هو زعامته المطلقة على حركة التمرد الناشطة في العراق وربما ما وراءه. أما بالنسبة لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري اللذين تقلص دورهما وقدرتهما على السيطرة على العمليات الإرهابية وإدارتها, فقد حاولا تأكيد نفوذهما ك\"شخصيتين قياديتين ملهمتين\" لكافة الحركات المتطرفة والإرهابية على نطاق العالم بأسره. وجاء في آراء الخبراء الاستخباراتيين أن الأرجح أن يقرأ من الشريطين اللذين بثهما أيمن الظواهري وأسامة بن لادن مؤخراً, تنافسهما على موقع الزعامة والقيادة العليا داخل تنظيم \"القاعدة\". ومن رأيهم أيضاً أن الزرقاوي كان قد تعهد في شريطه المبثوث عام 2004, بولائه التام لأسامة بن لادن, الذي كرر تلقيبه له ب\"الأمير\", إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن الظواهري كان يتحدث بلغته النارية الملتهبة في شريطه الأخير, حديث ما لم يكن يتلقى أي تعليمات أو توجيهات من أحد, سواء كان أسامة بن لادن أم غيره. \r\n \r\n هذا ولا يزال المحللون يواصلون البحث وإعادة الاستماع مرات ومرات للأشرطة الثلاثة, بحثاً عن رمز أو عبارة أو صورة تشير لاحتمال تدبيرهم لهجمات إرهابية جديدة, أو عما يفيد بشأن مكان تواجد هؤلاء القادة ومن ثم تذليل ملاحقتهم واقتناصهم. وحذر بعض المحللين والخبراء من أنه وبسبب الطابع السري الذي أحاط بتسجيل الأشرطة, علاوة على احتمال مرورها بأكثر من قناة واحدة قبل بثها النهائي, فربما يكون هناك فارق زمني كبير بين تاريخ تسجيلها وتاريخ بثها. لكن مع ذلك يشير كل واحد من الأشرطة الثلاثة إلى أحداث قريبة, مما يؤكد حداثتها جميعاً. ولما كان المسؤولون, بمن فيهم عدد ممن له علاقة بأكثر المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب سرية, فقد توفرت لهم الحرية التامة في عدم الإدلاء بأسمائهم والحديث عن المعلومات الاستخباراتية الحساسة, ذات الصلة بمادة هذا التقرير الإخباري. \r\n \r\n ومن رأي المسؤولين الأميركيين أن الشريط الذي بثه \"أبومصعب الزرقاوي\" خلال 34 دقيقة يوم الثلاثاء الماضي, عبر أحد المواقع الإلكترونية الجهادية, يعد الأكثر مفاجأة بين الأشرطة الثلاثة. وفي الشريط المذكور أعلن الزرقاوي مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في أحد فنادق العاصمة الأردنية عمّان في شهر نوفمبر من العام الماضي, علماً بأن عدد قتلى ذلك الحادث بلغ نحو 57 صريعاً على الأقل. وقال خبراء مكافحة الاستخبارات إن إعلاناً بتحمل مسؤولية كبيرة كهذه, يكون وسيلة فاعلة لجمع التبرعات والأموال لصالح العمل الإرهابي الذي يقوده الزرقاوي وتنظيمه. وكان شريط الزرقاوي قد بث بعد يومين من بث شريط صوتي لأسامة بن لادن عبر قناة فضائية عربية. ثم تلا ذلك ظهور شريط فيديو لأيمن الظواهري عبر شبكة الإنترنت. وفيه قال المتحدث الأخير –الرجل الثاني في تنظيم \"القاعدة\" وأحد ناطقيه الرسميين- إن المئات من العمليات الانتحارية التي نفذت في العراق, قد تمكنت من قصم ظهر أميركا هناك. ويعتقد المسؤولون أن الزرقاوي –الأردني الأصل- قد تعمد إخفاء دوره ومكانته خلال الأشهر الماضية, بقصد إعلاء الوجه العراقي لحركة التمرد وأعمال العنف التي يقودها حالياً في العراق. لكن بظهوره الأخير في تلك الملابس السوداء وهو يلبس حزاماً من الطلقات حول كتفه ويحمل بندقيته الآلية, فقد برز الزرقاوي بصورة أعنف قادة تنظيم \"القاعدة\" وأشدهم عدواناً. وأكد في حديثه تكهنه بمغادرة الولاياتالمتحدة للعراق وهي مهزومة. وعلق المسؤولون على الشجاعة التي ظهر بها الزرقاوي في شريطه الأخير, قائلين إنه كان يظهر ملثماً عادة في أشرطته السابقة. وفي المنحى ذاته قال أحد خبراء مكافحة الإرهاب إن الزرقاوي قصد أن ينفي عبر شريطه الأخير, كل الشائعات التي روج لها مؤخراً عن تهميشه داخل تنظيم \"القاعدة\", مع تأكيد مكانته كقائد \"بارز\". \r\n \r\n وفيما يبدو فقد قصد من شريط الزرقاوي مخاطبة الجمهور العراقي قبل غيره. وحوى حديثه عدداً من المعاني والعبارات التي لقيت هوى في نفوس الكثيرين من العراقيين, معززة بصورته وهيئته المصممة على مواصلة الثبات والقتال ضد الاحتلال الأميركي. وكان ظهور الزرقاوي الأخير هذا, قد جاء عقب أشهر عديدة من الصمت والامتناع من جانبه عن الإدلاء بأية تصريحات, على الرغم من ادعاء تنظيمه \"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين\" الانضمام إلى تنظيم آخر هو \"مجلس الكفاح من أجل الحرية\" بقيادة رجل عراقي يدعى عبدالله البغدادي. \r\n \r\n ديفيد جونستون ومارك مازيتي \r\n \r\n محررا الشؤون الخارجية في \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز