\r\n ومع تزايد القلق في اسرائيل, من التحدي النووي الايراني, ذكرت احدى الصحف الاسرائيلية ان ايران اشترت صواريخ ارض - ارض من كوريا الشمالية, وطورت مداها كي تحمل رؤوساً حربية. وفي هذا الخصوص, قال مائير جافينا, المحلل الايراني الاصل, والمقيم في تل ابيب, »إن الاسرائيليين يعلنون بذلك ان لهم وسائلهم وطرائقهم الخاصة للدفاع عن انفسهم«. \r\n \r\n وبناءً على التغيّر الحاصل في اجواء المنطقة, يتساءل الكثيرون فيما اذا كانت اسرائيل, التي تحتفظ ببرنامجها النووي الخاص غير الرسمي, ستقوم بتوجيه نوع من »الضربة الاستباقية« لايران. ففي عام ,1981 ضربت اسرائيل المفاعل النووي الذي كان العراق يعمل على انشائه, وعرف باسم »اوسيراك«. وبالرغم من الانتقاد الذي وجه اليها في حينه, الا ان مسؤولين اسرائيليين يقولون انهم تلقوا الشكر لاحقاً على شلهم القدرات النووية للعراق. \r\n \r\n واليوم, يقول محللون ومسؤولون في اسرائيل ان الشرق الاوسط مختلف تماما; اذ ينظر الى سعي ايران لتخصيب اليورانيوم, الذي تدعي انه لاغراض سلمية, على انه قضية دولية, وليس مسألة محلية. \r\n \r\n وفيما يشبه سنوات الازمة حول برنامج التسلح العراقي, يجري تشجيع اسرائيل على البقاء بعيدة عن الحال الجامدة مع ايران. ويذكر ان اسرائيل انصاعت للمطالب الامريكية بعدم الرد على الهجمات الصاروخية العراقية, وعبر قنوات هادئة اكثر, دأبت اسرائيل, على كل حال, على الموقف نفسه حيال ايران مسلحة. \r\n \r\n ومع ذلك, يقول محللون ان التغيرات الاخيرة, التي حصلت في المنطقة, قد جعلت اسرائيل اقرب الى الموقف العلني الصريح بصورة اكبر, من الاحباط الامريكي الناجم عن التدخل الايراني في العراق, والتصريحات اللاهبة للرئيس محمود احمدي نجاد, التي يدعو فيها الى تدمير اسرائيل, كما ينكر وقوع »المحرقة«. \r\n \r\n يقول جافينا, مدير شركة »ميباس« للتحليل السياسي, »لقد اتخذت الحكومة الاسرائيلية موقفاً اكثر اعتدالاً قبل الانتخابات, اذ كانت تلك الفترة غير مستقرة, وذلك بسبب مرض ارئيل شارون, واقتراب موعد الاقتراع.اما الآن, فيشعر رئيس الوزراء ايهود اولمرت بأمان اكبر, وبأن المجتمع الدولي يقف الى جانب اسرائيل. ولم تكن هذه هي الحال خلال الانتفاضة. لكن الوضع تغير, وخاصة منذ ان اعطيت ايران مهلة 30 يوماً لوقف تخصيب اليورانيوم, ولكن الايرانيين رفضوا ذلك«. \r\n \r\n وفي حين يقول الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية, مارك رجيف, بأن لا مصلحة لاسرائيل في مواجهة الند للند مع ايران, الا ان »لدينا مخاوفنا. ولهذا نؤيد الجهود الدولية الموحدة في هذه القضية« مضيفاً بأن اطلاق قمر التجسس الاصطناعي »إيروس/ب«, من جانب مؤسسة صناعات الطيران الاسرائيلية«, يشكل جزءاً من جهد استخباراتي قديم لا علاقة له بالتوترات الاخيرة. \r\n \r\n كما ان بعض التصريحات الرسمية التي اطلقت مؤخرا عن ايران, انما كانت جزءاً من يوم استذكار المحرقة, وهو يوم يتأمل فيه الاسرائيليون بقاءهم احياء, وفي احياء هذا اليوم هذا العام, غالباً ما تحولت الاحاديث الى تهديدات احمدي نجاد من الشرق. وفي هذه المناسبة, قال الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف, في خطابه السنوي في متحف المحرقة والنصب التذكاري »ياد فاشيم«, »انني ادعو العالم الغربي الا يقف صامتاً في وجه الدول التي تحاول الحصول على اسلحة نووية, وتطالب بتدمير اسرائيل في مواعظها«. \r\n \r\n وفي اليوم ذاته, قال وزير الدفاع الاسرائيلي المنتهية حكومته, شاؤول موفاز, ان ايران قدمت دعماً يقرب من 10 ملايين دولار »لمنظمات ارهابية« تعمل في المناطق الفلسطينية, منذ بداية العام. كما المح بضرورة بذل المزيد من الجهود للمساعدة في تقريب وفاة الحكومة الحالية. وقال موفاز في افتتاح »مركز الدراسات الايرانية, بجامعة تل ابيب« ان الشعب الايراني بحاجة الى ان يعرف أن محاولات النظام الايراني قيادة ارهاب دولي ستنعكس سلباً عليهم. وبالامكان القيام بما هو اكثر من الحال الراهنة, من خارج ايران, لرفع مستوى الوعي لدى الايرانيين, بأن النظام الحالي سيأتي عليهم بالدمار ويذكر ان موفاز وكاتساف من اصل ايراني. وذكرت صحيفة هاآرتس, الاسبوع الماضي, بأن حصول ايران على صواريخ ارض - ارض, ذات المدى 1560 ميلاً, ينظر اليها في اسرائيل على انها برهان جديد على ان البرنامج الذري الايراني لا يرمي ابداً الى خلق طاقة نووية لاستعمالات مدنية. ويقول رجيف في هذا الشأن, »ان المشكلة لا تكمن فقط في كون ايران دولة نووية, بل في انها تعمل على انتاج نظم اطلاق وتوزيع. فبالتوازي في المتابعة لهذه النظم, سنتبين ان برنامجهم ليس بريئاً«. \r\n \r\n ويقول غاري سيك, احد خبراء الشؤون الايرانية في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا, ان الجانبين الايراني والاسرائيلي, اطلقا بيانات وتصريحات في الفترة الاخيرة, ادت الى تسخين الوضع الى مستويات مقلقة. ويحاول ان يثبت ان سعي الغرب الى خيار عسكري لا يؤدي الا مفاقمة الامور »فإن وجهت ضربة من نوع ما الى ايران, فسيدفعها ذلك بالتأكيد الى تخبئتها تحت الارض, ولان تكون اكثر سرية, كما انها ستنسحب من معاهدة خطر انتشار الاسلحة النووية, وستقول ايران عندها, »لم نكن نخطط لانتاج قنبلة نووية في السابق, اما الان, فلا خيار غيرها امامنا«, مضيفاً »ان ما يقلقني في هذه العملية كلها, هو وقوع حادث, بقصد او من دون قصد, مبهم, وينظر اليه بطريقة خاطئة, من هذا الطرف او ذاك, وهكذا بدأت الحرب العالمية الاولى«. \r\n