\r\n وقد خصص اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام للنظر في كيفية العمل، من خلال حماية وتعزيز حقي الانسان الاساسيين في حرية التعبيروحرية الصحافة على كفالة حق انساني آخر هو الحق في الانعتاق من الفقر ففي العالم اليوم اكثر من مليار شخص يعيشون باقل من دولار في اليوم وهناك 7‚2 مليار آخرون يعيشون بأقل من دولار في اليوم وللتصدي لهذه الاحصاءات المفجعة تصدرت مسألة القضاء على الفقر اولويات الاهداف الانمائية للألفية في اعلان الاممالمتحدة للالفية لعام 2000 فكان الهدف الانمائي الاول للالفية هو السعي الى خفض عدد السكان الذين يعانون من الفقر المدقع ومن الجوع الى النصف في حدود عام 2015 .وهذا هو السياق الذي يجب ان توضع فيه توصيات العمل الصادرة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات فمفهوم «مجتمعات المعرفة» الذي طورته اليونسكو والقائم على اربعة مبادىء اساسية، هي حرية التعبير وتعميم الانتفاع بالمعلومات والمعارف واحترام التنوع الثقافي واللغوي والتعليم الجيد للجميع كان من المساهمات المهمة التي قدمت في القمة العالمية ويقر هذا المفهوم بالدور الحاسم الذي تؤديه وسائل الاعلام وتكنولوجيات المعلومات والاتصال في استحداث انشطة من شأنها توسيع نطاق الانتفاع بالمعلومات والاسهام في تحقيق الاهداف الانمائية للالفية وتمكيننا في النهاية من سد ما سمي «الفجوة الرقمية» التي هي اكثر بكثير من مجرد مشكلة تكنولوجية.في السنوات الخمس التي انقضت منذ وضع الاهداف الانمائية للالفية قامت وكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية وسائر الاطراف الفاعلة على الصعيد الدولي بجهود جبارة لتعبئة الموارد والعمل معا من اجل تحقيق هذه الاهداف ما لم نعمل بطريقة مختلفة ولذا يتوجب علينا ان نفكر تفكيرا خلاقا مع مواصلة التفكير بصورة شمولية بشأن كيفية تحقيق هذه الاهداف الاساسية. \r\n \r\n وان امتلاك زمام الامور محليا والمشاركة المحلية هما من العوامل المحورية في الجهود الرامية الى تحقيق الاهداف الانمائية للالفية وبعد ملاحظة اوجه النجاح والفشل التي شهدتها الجهود الانمائية سعت وكالات التنمية والمنظمات غير الحكومية والاطراف الفاعلة الحكومية الى تنظيم التنمية حول المشاركة المحلية اعترافا منها بانه دون تمكين ومنهم العناصر المحلية فإن الخطط الانمائية حتى تلك التي تحظى بأكبر قدر من الدعم تفضي على الارجح الى نتائج تافهة غير قابلة للاستمرار.ينبغي الاقرار بأن وسائل الاعلام الحرة والمستقلة تشكل بعدا اساسيا في جهود القضاء على الفقر وذلك لسببين رئيسيين اولهما ان وسائل الاعلام الحرة والمستقلة تفيد كواسطة لتشاطر المعلومات من اجل تيسير اقامة حكم رشيد وخلق الفرص اللازمة للاستفادة من الخدمات الاساسية وتعزيز المساءلة ومكافحة الفساد وتنمية العلاقة بين مواطنين مستنيرين ناقدين مشاركين ومسؤولين منتخبين متجاوبين وثانيهما ان وسائل الاعلام الحرة المستقلة تقترن بطائفة من «المزايا» او الفوائد التي تتسم بأهمية كبرى من اجل مواجهة التحدي المتمثل في القضاء على الفقر منها الاعتراف بحقوق الانسان الاساسية وتعزيزها وتقوية المجتمع المدني والشفافية السياسية ودعم التعليم والتوعية بقضايا الصحة العامة «في اطار حملات التثقيف فيما يخص فيروس ومرض الايدز مثلا» وكفالة سبل العيش المستدام كما ان هناك علاقة ترابط ايجابية قوية بين حرية التعبير وارتفاع الدخول وانخفاض نسبة الوفيات بين الاطفال وانتشار معرفة القراءة والكتابة بين الكبار وقد تكرر التأكيد على هذه الافكار مؤخرا في الوثيقة التي اعتمدها مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات الذي انعقد في تونس العاصمة في نوفمبر 2005 حيث شددت 176 دولة مشاركة على المكانة الجوهرية التي تحتلها حرية التعبير وحرية تداول المعلومات والافكار والمعارف في الجهود الانمائية. \r\n \r\n فاليوم العالمي لحرية الثقافة يوفر لنا فرصة امعان النظر في مسألتين مهمتين هما كيف يمكن للصحافة الحرة ان تساعد في القضاء على الفقر وكيف يمكن لحرية التعبير وحرية الصحافة ان تساعد في بلوغ الاهداف الانمائية للالفية ومن خلال ذلك يتضح ان حماية حق واحد من حقوق الانسان الاساسية- الحق في حرية التعبير- يمكن ان تكفل مباشرة حماية عدة حقوق اخرى ويظهر امن ثم ان الجهود الرامية الى حماية الحقوق المختلفة هي جهود متلاحمة ومتضافرة على المستوى النظري والمعنوي والعملي. \r\n \r\n ولكن لكي يكون لوسائل الاعلام ثأثير فعال في التخفيف من حدة الفقر لابد ان يتاح لها ان تعمل بحرية وبامان واننا نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام في وقت لم تكن قط مزاولة مهنة الصحافة باخطر مما هي عليه الآن فوفقا لاحصاءات الاتحاد الدولي للصحفيين بلغ عدد الصحفيين والعاملين في و سائل الاعلام الذين قتلوا اثناء ادائهم لمهامهم رقما قياسيا في عام 2005 «250 شخصا» وهو اكبر عدد سنوي من القتلى بين مهنيي وسائل الاعلام يسجله التاريخ ويشكل استمرارا مفجعا لاتجاه احصائي شهد نموا مطردا خلال بضع السنوات الاخيرة فالصحافة مهنة خطرة وما تفتأ تتزايد خطورة للاسف وبالاضافة الى مواجهة الموت في الميدان ما زال الصحفيون وسائر مهنيي وسائل الاعلام يتعرضون للتهديدات والمضايقات فقد اعتقل او سجن منهم اكثر من 500 شخص في العام الماضي كما سجلت بعض النزاعات ارقاما قياسية في عدد الضحايا من الصحفيين بين قتيل وجريح اذ سجل في حرب العراق 60 قتيلا بين مارس 2003 وديسمبر 2006 .وتناشد اليونسكو الحكومات والسلطات العامة في العالم اجمع ان تعمل على الا يفلت بعد الآن مرتكبو العنف ضد الصحفيين من العقاب وذلك من خلال اجراء التحقيقات اللازمة ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات التي تنال مهنيي وسائل الاعلام واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتمكين الصحفيين من مواصلة مدنا بالمعارف والمعلومات الاساسية من صحافة حرة ومستقلة. \r\n